منتديات عرقة

منتديات عرقة (http://www.ergah.com/vb/index.php)
-   مربعة الغيلاني للشعر والأدب الخاص بعرقة (http://www.ergah.com/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   حديث نفس يخالجه شجن . (http://www.ergah.com/vb/showthread.php?t=9216)

الحُلم العَذب 09-21-2015 01:40 AM

حديث نفس يخالجه شجن .
 

حديث نفس يخالجه شجن




http://dc20.arabsh.com/uploads/image...424a63f507.jpg







“فيما كان عن حال المعتمد بن عباد” 

في قَصيدته :
 فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا *



إلى من هو أقَرب مني منزلة، وأصدق عندي مودة، وآنس به مجالسًا، وأسعد به ملاقيًا، وأشتاق له غائبًا، وأبسم له حاضرًا، وأدعو له دائمًا 
إليك حديث نفس يخالجه شجن، عن ملكٍ عظيم، ذا فضل وشجاعه، وعقل ورجاحه .



إن النور المتلألئ الذي كان يلف تلك القلوب الحالمة والرقيقة
 فرحًا وبهجة، لنطفئ وخبا ضوءه، ذاك القصر المشيد الممتد على أرض اشبيلية الخصبة، المزين بكثير من الأزهار الناعمة، وتلك الشُرفات الطويلة، التي ما إن تطل منها حتى ليخيل لك أن الغيوم تحملك، وأن السماء سقف تتساقط منه أحلامك، دون حاجتك إلى نوم تحقق به ما تهوى وماتريد، إن الموائد هناك ياصديقي لتشبع عينك، والحدائق الغناء لتضفي على روحك جمالًا ساحرًا، والمياه الصافية العذبة التي تخالطها ورود ذات رائحة زكية، ما إن ترتشف منها رشفة ارتويت من شدة نقاوتها، والتربة كلون ذهب خالص الجودة، وطيب الزعفران جميل النكهة، والمسك يجعل منك بهي الطلة، والثياب الأنيقة المطرزة بعناية، والحرير المحاك بدقة واهتمام، إن الحياة كانت أشبه بشعاع ساطع منير نتبعه ونسير معه إلى آخر النفق وما أن وصلنا حتى انتهت جذوته، وصار رمادًا تأخذ به الرياح في مكان سحيق،ألقِ بخيالك ياصديقي بعيدًا وافتح لروحك ثقبًا من أمل وانظر معي نحو حائط لا يتسع إلا للوحة حال بينها وبين ألوان السعادة، كلمة، هي كن، فلو أنها كانت، لكان لربيع العيد هناك نشوة دائمة، ولكن حال بينهما الموج فأصبح يجيء مع لحن حزين كسير، يملأ الأفواه بمرارة الذل والهوان، ويعصر من قلب الحبيب لوعة اشتياق وحرمان، ويربت على رأس الصغيرات ويتحسر على أميرات حسان، ويسكب فوق خد الأرض ماءً مالحًا لتهب له صورة الماضي بكل جمال، ذلك الذي تذوب له الذكرى حنينًا، وتخر له الجبال هدًا، فكأنه وجه كاهل أظنته المآسي وشاخت بعمره الفواجع والهُموم، وأوصدت عليه بابًا من الآلام الدفينة، فكبلت ضحكاتِه المشرقة، وآلت بدنياه الفاخرة التي كان يعيشها سرابًا و وهمًا إلى صحراء قاحلة، لانبت فيها ولا زرع، أكلت الأعينُ قرة عينه المدلالات شفقة 
ورحمة، وأنة الطُرق التي كُن يمشين عليها بأقدام كالقطن
 من نعومتها رأفة وحزنًا، أما زوجه فَغُمت عليها سحائب الفَرح، ومَات زهَر السعادة بين قلبيها، قَلب الحُرية 
الحَالم، وقَلبُ الأُم المكلوم المُعذب، وسارت السنين ثقالًا طوالًا 
ورحلت الأجسَاد خَاوية متألمة، وَظلت تلك الأرواح والقُلوب تَسكن نُفوسًا مرهفة، وأفئدة متوجعة، وتواريخ باقية

فعليك من الله السلام وعلى زوجك كثيرًا من أمان، ولبناتك عميق قُبل وفيض من حنان "=



الحُلم العَذب .



عقاب 01-10-2016 11:36 PM

رائـــــــــــــــــع :152:


الساعة الآن 10:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond

This Site Under control | Open Eyes Product

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009