۩۞
تــواتــــر لا أفــــهمه ۩۞

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
************************


صبر أغوار النفس البشرية ضرب من الجنون لأن الغرق بها سيكون مصير كل عابث بأحكام غير حسية

ولكن الفضول الجامح يدفع أحصنة التنقيب للمضي قدما في محاولة جدية للقفز فوق تعاليم الفهم والمنطق

كيف لصديق أن يخون صديقه لو كان ذلك هو سبيله الوحيد للخلاص من مأزق ما؟

كيف يا نفس ..أسأل نفسي..كيف تتمكنين من هدم الأشياء الجميلة لغاية هوى آني ؟

كيف تمتد يد أخ لتغدر بمن كان يوما جزء ا منه وبعضا من حلمه ...؟

كيف لنا قبول خداع انفسنا بأكذوبة تحقيق الطموح وتجنيد كل عذر فقط لكي لا نشعر بالندم ؟

في زمن عاثت فيه أفكار الانانية فساد وفي بقعة مسودة بظلال القسوة أصبح يقال للصداقة بعدا لك ولمثيلاتك..

التلاعب بالكلمات وستر الفضيحة حرفة أتقنها الكثير منا...من محبي إلتواء الطرق والمنحدرات

ولكن إلى متى سيظل هذا القلب ثملا ..مغشيا عليه على أرض الأوهام والترهات

غطت غيوم الغدر وجه أيامنا فلم يعد للصدق مكان في قسم نسميه الثقة بالآخرين

الكل ردد شعار ..نفسي ثم نفسي..والكل اتخد شعار لنفسه كقياس ل..الغاية تبرر الوسيلة

أسأل الجميع..أقول لما لا نتعامل بعفوية .لما لا نكون واضحين ..لما لا نكون.....أخوة

لفظ كان سؤال قلبي الذ ي سيعرف من أجوبتهم ألف سهم سيتسابق ليخترقه بقسوة

سيجيبونني بحزم..وربما ستتسم حروفهم بنبرة الشفقة الممزوجة بلمحة النصح

سيقولون ..لا تكن سخيفا..فلسنا في زمن السخاقات ..أأصبح الصدق سخفا ..أو أن السخف حقيقة لا أريد

تصديقها.....

سيقولون أن العالم أصبح مالكه كل حريص على حماية ظهره..وظهير لكل مصلحة أمامه

في الماضي القريب كنت أرى الجار حامي حمى جاره..واليوم الحذر الحذر كله من جارك الخائن

هل أبتسم أسفا ..أم أرثي زمانا صارت فيه وصايا المصطفى زينة نعلقها على جدران الغرف المترفة

أأقول عذرا يا نبي الرحمة ..أم أصمت خجلا ............................

أسير في طرقات الحياة لأسمع ضحكات الناس تتعالى فأظنهم في بشر حاني ولكن ما إن تتناولك الصدف

وتسأل أحدهم عن حاله فسيقول لا تسلني فلم يترك لي البشر مجالا للحمد

أونضحك على انفسنا ..أم صارت البسمات زيفا أيضا ؟

أمضي مجددا في طريقي لأسمع عن نجاح أحدهم واعتلائه لأعلى المراتب..أرى جموع الآدميين تهرول لمباركة

تفوقه..أراهم وقد لونوا أحلى الحروف للسلام على الخلوق المهذب...على الطيب المحترم ..على ذلك المحظوظ

أعود إليه يوما وقد حطمت عجلة القدر حصن شهرته..وعاث الزمان في سطوته ما عاث

أعود لأراه وحيدا من دون رهطه الملاصقين..أعود وقد نآ عنه الخل وعافه الصديق ..ليصبح المنافق هو

وصف الناس له..و الجشع هو نداؤهم عليه ..والمسكين هو مثلهم الذي لا يجب أن يقتدي به أي ابن !!!!

حياة جد غريبة هي من وعى عليه عقلي ..حياة عجيبة لانفس غريبة حتى جموح تفكيري لم يتخطا حواجز المحال

فيها..وكيف سيقدر فكر حالم في هذا الزمان أن يفهم تعاليم لم تسطع المدارس والكتب حل معادلاتها

هو تواتر لأيام علمتنا أن نحتفظ بما تبقا لنا من نقاء وسط مكنوناة دواخلنا

فمن ملك ذرة رحمة فليحمها من سيوف انسلت لتغتصبها عنوة ..

ومن ملك الرقة فليسجنها خيفة تمردها وانبثاق القسوة من ثناياها

ومن ملك مفتاحا من مفاتيح الفلاح فليقبض عليه كمن يقبض على غرفة ماء بعد عطش الليالي

تواتر سريع ..لمتغيرات لم تعرف حدا للإعتدال داخل انفسنا

فهـــل نتسابق ونجاريها أم نتوقف ونكون ضمن شردمة الرجعيين ؟

************************************************** *
دمتم على خير

عزيزي الملاذ الآمن

الله يعطيك العوافي على الطرح ..ودي

أطيب المنى ،،