حكتك بخيوط ماروم
صنعتك وشاح .. به أتدثر
أتوقى زمهرير الشتاء وسعير الصيف
نسجتك أسطورة بين تجاويف قلبي .. لتبقى .. وبقيت !!
خلقت من حبك قلادة وغواية !

وهبتني البكاء .. بلا نضوب
التعاسة بلا حدود
الانكسار بلا قوة
جعلتني أغتاب الفرح سوء .. وسط أكوام الحزن التي خلفتني أياها

امتزجت بقنينة عطري حتى فاح الانكسار عطرا
وأقراص الموسيقى معزوفات نشاز من بكاء .. وزمجرة بلا حناجر
أغاني أفاقتها الجراح .. لتغدو سيول من دم
تنزف بها عروقي بحركة عكسية
لا الجسد يقبل أن يلفظها للخارج ولا العروق تأبى أن تحتفظ بمسارها الدائم
بعثرة .. وشتات .. وارتباكة
كتلك التي ارتبكناها ف بدايات العشق
شبيهة بسيمفونية ذهول
كلمات متبادلة .. وصل مستمر .. جنين يكبر ليكون ثمرة عشق وحلم متبخر !
تفاصيل الحياة رسمناها .. تنظيم عقارب الساعة .. تنازلات كثيرة كانت لنبقى
وعدنا لنفس الارتباكة .. ولكن برجل عرجاء وعين مثقوبة .. ورأس يتهدل من كثرة الخيبات !
بسرعة الحريق توالت الصدمات
بسرعة الغرق غارت الأنفاس
وبين ( أوبرا ) ومعزوفات لأبو نورة
يجتثم الموت مني ألف قطعة وأخرى
تصبح أصبوحاتي الغارقة بفيروز وكوب قهوتي والسابعة من حمامي الصباحي
جلاد قاسي .. يمتطي ع ذاكرتي .. يحقنها بمزيد من وجع
لتصبح عيني مع كل إشراقة مغرورقة بالدمع !!
مالح هو دمعي .. مالح للغاية
لدرجة فقدت بها الاحساس بطعم الملح !
استبدلت تلك القهوة السوداء التي كانت تعجبك .. بماء مالح أسقيه قلبي من عيني
لأجترع طعمك مرارا وتكرارا ولا أتوب
وتلك البائسات التي حوفرت برأسي
لتتابع الراحلين .. وتذرف قهوتي المالحة
لم يعد يغريها الكحل كما ف السابق
لم يعد يستهويها ذاك الزراق الذي قادك لي ناحر لأحلامي
لأبقى مجردة من كل ما سلبته مني
لأبقى أسيرة لأمل منحور
لقيود سلمتها بيدي لسعيرك .. لهيبك .. جحيمك
لأكون لعنة ف سماء تاسعة وعاشرة
وثقوب ف أرواح البرزخية تغريني بالصعود
تخلقني كائن شفاف .. اقتبس من روحك القسوة
لأبقى ف صعود القسيسين .. وف حزنك وتأنيبك تفنى
لأتلاشى عن سماء غابرة إلى حياة مفقودة الأحاسيس
فقط أبصار شاخصة !
وويلات .. وابتسامات
وروح تطوف بي بكعبة دعوت الله عندها أن يهب لك من السعادة أوفر الحظ والنصيب
وأن يشفيني منك كي لا أعود
وبرد وسلاما ع قلب أرهقه السعير
وسلاما ع رميم قلبي وأنا !!

تراتيل من قلب ترمد !