* الجلسة الرابعة عشر :
رمــضــــ 14ـــــــان
{ تربية الأبناء على الطاعات }
الحمد لله المنعم المتفضل بجزيل العطايا والإحسان يخلق مايشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ويزوجهم ذكراناً وإناثا ويجعل من يشاء عقيماً ،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :-
إن من نعم الله العظيم ،نعمة الله على العبد أن يهبه الأولادوالذريه لتقربهم
قال تعالى : المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) الكهف 46 ، ويسربهم فؤاده ،وزينة الذرية لايكتمل بهاؤها وجمالا إلا بالدين وحسن الخلق .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته " متفق عليه .
وهذه النعمة تستحق الشكر ، ومن شكرها أن يشتغل الوالدين بتربية أبنائهم التربية الصالحة النقية فيأمر أبنائه بالصلاة ويعلمهم القرآن ، ويعودهم على الأخلاق الحسنة والتعامل والطيب .
يقول ابن القيم ـ رحمه الله : " فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ، وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة " .
فلتحرصوا على أن تكون ممن ربوا أبنائهم التربية المستقيمة وألحقهم برفقة صالحة ينتفع معهم في أمور الدين والدنيا .
* والأصل في التربية إقامة عبودية الله عز وجل في قلوبهم وغرسها في نفوسهم وتعاهدها .
* الإخلاص لله عز وجل في أمر التربية ، فإن أراد المربي الدنيا فقد انثلم إخلاصه ، فالخير كل الخير في تعليمهم ابتغاء ثواب الله عز وجل وما عداه فهو تابع له .
* الدعاء : فكم من دعوة اهتدى بسببها ضال ، وكم من دعوة تيسرت بها أمور التربية .
* القدوة الحسنة : قال تعالى : " وكان أبوهما صالحاً فأراد أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك " الكهف 82 ، فصلاح الأب عمّ أبنائه بعد موته بسنوات .
* أيها المربون : اجعلوا لأبنائكم نصيباً من وقتكم ولا تغفلوا على أن تكون مملكتكم الصغيرة دوحة إيمانية .
يقول الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ : أما إهمال الأولاد فضرره كبير وخطر خطير ، أرأيت لو كان ذلك بستان فنمّيته حتى استنمت أشجاره وأينعت ثماره وتزخرفت زروعه وأنهاره ثم أهملته فلم تحفظه ولم تسقه ولم تنقه من الآفات وتعده للنمو في كل الأوقات .
أليس هذا من أعظم الجهل والجهد ؟
فكيف تهمل أولادك الذين هم فلذة كبدك ، وثمرة فؤادك ونسخة روحك والقائمون مقامك حياً وميتاً ، الذين بسعادتهم تتم سعادتك وبفلاحهم ونجاحهم تدرك به خيراً كثيراً " إنما يتذكر أولوا الألباب " .
رزقنا الله وإياكم الذرية الصالحة
وأقر أعيننا بصلاحهم وفلاحهم
وجمعنا وإياهم ووالدينا في جنات عدن .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .