عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /10-19-2013, 05:31 PM   #1

أبو البقاء

غير موجود

 رقم العضوية : 1327
 تاريخ التسجيل : Mar 2011
 الجنس : ذكر
 المكان : ضفاف وادي حنيفة
 المشاركات : 718
 النقاط : أبو البقاء

 

افتراضي في المدخل الشرقي كان لقاؤنا ..
















عدت لها بعد هجرٍ.. ثلاثة عقود
لمحت في عينيها اللهفة والاشتياق ..
في مدخل البوابة الشرقية ..
كان لقاؤنا .. كما أنشد نزار :

في ( المدخل الشرقي ) كان لقاؤنا
ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهما
تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد !

كان لقاء الذكريات ..

تخيلتها في شاعر المعازيم
عندما باح بِ لوعته .. ذات مساء :

يوم اقبلت صوت لها ..
*جرحي القديم ..
يوم اقبلت .. طرنا لها ..
آنا وشوقي والنسيم ..
عين حضنتني واشهقت
وعين حضنت عيني وبكت ..

اقبلت اليها ..
وكلي شوق لأقبل ثراها ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هنا مراتع الصبا ..
ومدارج الطفولة ..
أقبلت إليّ بعنفوانها وشموخها ..
في إقبالها .. مقدمة .. ابن خلدون ..
وفي إدبارها تأريخ ابن بشر ..
وفي تقاسيم جسدها الجغرافية ..
ياقوت الحموي ..
جميعهم نعتوها ..
بل تجسدوا في مكنوزها ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أشم في عنقها أريج البساتين..
قد طوقه الوادي من ثلاث جهات ..
وفي عينيها ما عناه بدر السياب:


عيناكِ غابتا نخيلٍ..
ساعةَ السحر..
أو شرفتانِ ..
راحَ ينأى عنهُما القمر..
عيناكِ حين تبسمانِ ..
تُورقُ الكروم ..
وترقصُ الأضواءُ..
كالأقمارِ في نهر

...........................................

في صدرها يتراءى لي ( مداران ) ..
لا يختلف اثنان .. في جاذبيتهما..
معهما .. تفقد اتزانك ..ووعيك ..
ثم قوام طويل ممشوق ..
تعبره جادة ..*مكتنزة تقيم صُلبها ..
كعروسٍ تزف لعريسها ..
وعلى أردافها تناثرت عقود الفرح..
يمنة ويسرة ..
فأحالت ليلها أنساً وبهجة..


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

محبوبتي .. شبّت عن الطوق ..
كزهر القرنفل ..
تفوح بعبيرها .. الساحر ..
ارتميت في احضانها..
طوقتني بيديها ..
تذرف دمعاً .. يصهر القلب..
اشتكت لمحبوبها من جفاء أحبتها ..
أشارت إلي بطرفها الخفي:
يا أبا البقاء .. هناك ..
من يسعى لاحتضاني..
إذابتي .. قطف زهرتي ..!!
................................

كفكفت دمعها ..
مسحت جبينها ..
براحتي ..
وددت لثمها ..
ليهدأ روعها ..
صاحت .. وأشارت لأسفل قدميها ..
هنا .. قبّل ثراي ..
واحفظ عهدي وتراثي ..
فلم يبق سواك لي ..
سواك يا أبا البقاء ..!



تخيلها وكتبها لكم

أبو البقاء








*







قال أبو البقاء الرُّندي رحمه الله قبل عدة قرون
وكأنه يتحدث عن حالنا هذا اليوم :


لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ .. فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إنسانُ
هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دوَلٌ .. مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ
وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ .. وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ


التعديل الأخير تم بواسطة أبو البقاء ; 10-19-2013 الساعة 08:19 PM
   رد مع اقتباس