* الجلسة السابعة عشر :
رمــضــــ 17ـــــــان
{ النصر المبين }
الحمد لله العظيم في قدره ، العزيز في قهره ، العالم بحال العبد في سره وجهره ، نصر أولياءه ، وشفى صدور قوم مؤمنين ، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وسلم وبعد :
في هذا الشهر المبارك نصر الله المسلمين في غزوة بدر الكبرى ، قال سبحانه : " وكان حقاً علينا نصر المؤمنين " الروم 47 .
وقال : " إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " غافر 51.
لقد نصرهم الله يوم الفرقان لأنه سبحانه فرّق فيه بين الحق والباطل بنصر رسوله والمؤمنين وخذل المشركين في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة .
لقد تقابل الجمعان ، وحمي الوطيس واستدارت رحى الحرب ورسوله الله صلى الله عليه وسلم في العريش ومعه أبو بكر وسعد بن معاذ يحرسانه ، ومازال ينشاشد ربه ويستنصره ويستغيثه ، فأغفى إغفاءة ثم خرج يقول :
" سيهزم الجمع ويولون الدبر " .
هذه غزوة بدر انتصر فيها فئة قليلة على فئة كثيرة لأنها قائمة بدين الله تقاتل لإعلاء كلمته والدفاع عن دينه فنصرها الله عز وجل ، فانتصر فيها الإسلام وعلا مناره .
كما كانتي في هذا الشهر المبارك غزوة فتح مكة البلد الأمين ، فصار بلداً إسلامياً حل فيه التوحيد وعبادة الواحد القهار وبهذا الفتح المبين تم نصر الله ودخل الناس في دين الله أفواجاً .
نصرهم الله تعالى لأنهم قاموا بأسباب النصر الحقيقية .
فكان عندهم من العزم ما برزوا به أخذاً بتوجيه الله تعالى " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " آل عمران 139 .
نصرهم الله لأنهم قاموا بنصر دينه " ولينصرن الله من ينصره " .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واجعلنا من أنصاره والدعاة إليه .
اللهم حقق النصر للأمة الإسلامية كل وقت وفي كل مكان .
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد .