المكان : المقهى الإيطالي ..
الزمن : شهر نوفمبر ..
...............
دلفت المقهى متدثرا بمعطفي ..
شعرت بدفء المكان ..
لم أعِ بنفسي وقد رميته جانباً ..
فتحتُ أزرارَ القميص بشيء من الحنق !
دفءٌ لا يطاق ..
أبخرة القهوة الإيطالية تداعبني ..
وبرج بيزا الشهير يتشكل في انعطافها ..
والمدرج الروماني في حلقاتها ..
أخذت رشفة من قهوتي ..
وسرقت نظرة إلى الخارج ..
هناك ..
حيث هتان المطر يداعب زجاج المقهى ..
ويرسم عليه تفاصيلها ..
ماء السماء يعرف محبوبتي ..
وسحب الهتـُـــون تبكي مفاتنها ..
تعزفُ لحنَ الحُب ..
لحنَ الحياة ..
وأديمُ الأرضِ يتفلّـق شوقاً وطرباً لها ..
﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) ..
أبو البقاء