" اليتيمة "
أرسلت لي اليتيمة رسالة قصيرة .. مضمونها :
" انتظرني .. بعد يومين .. ولا تنشغل ! "
رسالة تحيي الأمل في خافقي
بعودة تاج البيت وقمره لعش الزوجية بعد فراق دام طويلا ..!
لقد نجحت – إذا - مساعي الصلح في
رأب الصدع رغم معارضة بعض إخوتها ..!!
استثقلت الانتظار ساعة ..فما بالك بيومين..؟
حدثت نفسي متأملا في 48 ساعة قادمة..
كيف كانت حياتي في غيابها .. وماذا ستكون بقدومها ..؟
هي انشغلت بترتيب عذر ولد من رحم المكابرة ..
وأنا انشغلت بلملمة أفكاري المتناثرة ..
يتيمة .. مترفة .. لكنها ..تستحق الحشيمة..!
رغم كل الظروف الحياتية التي عصفت بآمالها ..
إلا أنها بقيت صامدة وبثقة يندر وجودها في بنات الجيل ..
تخيلتها .. في عزيمتها .. وتضحيتها .. وصبرها من ثنايا القرن الماضي..
قالت انتظرني .. في سمائي ألف غيمة وغيمة ..!!
فاختلت موازين الأدب الذي تعلمته..!
وتبعثرت أوراق النظم والقوانين التى أؤمن بها !!
فكانت هذه الأبيات وصفا لهذه الحالة
مشاركا بها صديقي مشاعره ..
قالت: هنيــّـالك " قَمَر " .. بعد يومــين
بسّ انتظـــرنــي .. في السّـــما ألـف غيـــمة
قلت العمـــر .. يرخَـــص رهن شَارة الــزّين
أخــضــِـع لـَه اسْـنينـه.. بَلــَــيـــَّاةِ قــِيـــــمة
ولا ني أجـَـــامل داعـج الرّمش والعـــــــين
ربّــي كسَـــاه مْن التــّـرف والحـشـِـــــيمة
سمَّــوا " القَمر" باسْمِــه مِنَ ايَّــــام واسْنـــين
كِــنِّ الاسـِـم .. في المُـفـــردَة مـِـن صِمـــِــيمه
قـَـبــلـَه .. تدارسْــت الأدَب والقــُــوانـِــيــن
والحــِـين مَجــنـُون الهــَـوى فــِي اليتِــيمَة!
هل ستعود بعد سماع القصيدة من صاحبي ؟
أبو البقاء