* الجلسة الرابعة والعشرون :
رمــضــــ 24ـــــــان
{ السعادة الحقيقة }
الحمد لله الواسع العظيم ، الجواد البر الرحيم ، خلق كل شيء فقّدره ، وأنزل الشرع فيسره ، وأصلي وأسلم على محمد عبد الله ورسوله وسلم تسليماً .
وبعد :
إن السعادة الحقه في راحة القلب وطمأنينة النفس وإدراك لذة العبادة إنها في انشراح الصدر .
قال تعالى : " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء " .
إبراهيم بن أدهم : كان رجلاً فقيراً ما يملك إلا ثوب من صدف يفترش الأرض ويلحف في السماء ، لكن كان عابداً عالماً مصلياً ، يوم من الأيام يلهو مع أصحابه طعامه كسرة خبز أخذ يلهو وفي يده كسرة الخبز ، قال لهم : والله إنني لفي عيش لو علم عنهم الملوك لجالدونا عليه بالسيوف .
إن السعداء لهم حياة كريمة وراحة عظيمة لا يلجأون إلى غير الله ولا يقفون بباب أحد سوى الباب الذي بينهم وبين الله .
السعادة للمؤمنين والمؤمنات ، والصالحين والصالحات ، والقانتين والقانتات ، والطيبين والطيبات ، والعابدين والعابدات ، والمتقين والمتقيات .
ومن علامة السعداء :
* أن تتوجه قلوبهم للآخرة وتحتقر الدنيا فلا يكون لها قدر في نفس الإنسان .
* تصلح القلوب بمحبة الله والخوف منه وبصلاح القلوب تصلح الجوارح .
* السعيد الحق من تمسك بدينه وامتثل أمر ربه .
ومن أسباب السعادة الحقه : الإيمان والعمل الصالح فالمؤمن إيماناً صحيحاً ، يتلقى المحاب والمسار بقبول لها ، وشكر عليها ، واستعمال لها فيما ينفع ، الابتهاج لها ، الطمع في بقائها ، رجا ثواب الشاكرين .
* ومن أسباب السعادة الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل ، وأنواع المعروف وكلها خير بإحسان ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ) .
* الاستعانة بالله والحرص على الأمور النافعة .
* انشراح الصدور وطمأنينتها بذكر الله .
* التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة .
* الدعاء فإذا لهج بالدعاء بقلب حاضر ونية صادقة حقق الله له ما دعاه .
* التوكل على الله ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) .
إذا هل تريد ، وهل تريدين السعادة الحقة والطريق الصحيح لها ؟ إنها في :
1ـ تقوى الله ـ ومن يتق الله يجعل له مخرجا .
2ـ الحرص على الأذكار الدافعة للهموم والجالبة للإنشراح .
3ـ بر الوالدين ، الخلق الحسن ، كثرة فعل الخير ، الصدقة ، الإحسان .
نسأل الله أن يمن علينا بخاتمة السعداء كما نسأله أن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، ويجعل الموت راحة لنا من كل شر .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .