عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /05-09-2010, 11:08 AM   #1

أبو عبدالإله

غير موجود

 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 الجنس : ذكر
 المكان : عرقة
 المشاركات : 1,697
 النقاط : أبو عبدالإله المستوى الرابع أبو عبدالإله المستوى الرابع أبو عبدالإله المستوى الرابع أبو عبدالإله المستوى الرابع

SMS 

الدنيا مطيتك إن ركبتها حملتك وإن ركبتك قتلتك

MMS

 

افتراضي قواعد الوقف والإبتداء في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

أتضايق أحياناً من قراءة بعض أئمة المساجد الذين لا يحسنون فن الوقف والإبتداء في القرآن الكريم ، فيقفون على مواضع لا يجوز فيها الوقف ويبتدؤون من مواضع لا جوز منها البدأ ، وأحيناً يقفون على قسم ثم لا يأتون بجواب القسم ، أو يبدؤون من وسط مقطع فأنا أرى أن هذا فيه سوء أدب مع كلام الله ، وقد تواتر عن سلف هذه الأمة وخلفها تعلُّم فن الوقف والإبتداء في القرآن ، والاعتناء به أشد العناية، إذ من دونه لا يُفهم القرآن الفهم الصحيح، وبغيره لا يمكن استنباط الأحكام والمقاصد على وجه معتبر؛ ومن ثَمَّ اشترط أهل العلم على المجيز لقراءة القرآن ألاَّ يُجيزأحداً إلا بعد معرفته الوقف والابتداء؛ وذلك لأهمية ، فقد روى الإمام البيهقي في "سننه" و الحاكم في "مستدركه" عن القاسم بن عوف قال: سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يقول: ( لقد عشنا برهة مندهرنا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنـزل السورة على محمد صلى اللهعليه وسلم، فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عندهمنها، كما تعلمون أنتم اليوم القرآن؛ ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته، ما يدري ما آمره ولازاجره، ولا ما ينبغي أن يقف عنده، فينثره نثر الدقل ) .

إن المتأمل في القرآن الكريم بطبعته الحالية يلحظ علامات صغيرة توضع على بعض الكلمات ولها مدلولات تبين مواقع يجور أو لا يجوز الوقوف عندها أو الإبتادء منها ، وقبل أن نشرع في تبيانها نوضح أقسام الوقف الذي بينه العلماء وهي ثلاثة أقسام :

وقف تام : وهو الذي يحسن الوقف والإبتادء بما بعده لأن ما بعده غير متعلق به وهو عادة عند نهاية الآية .
وقف حسن : وهو الوقف الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الإبتداء بما بعده لإرتباط المعنى فمثلا لا نقول ( الحمد لله ) ونقف ثم نقول ( رب العالمين ) .
وقف قبيح : وهو وقف لا يفيد المعنى ويؤدي إلى فساد المعنى كالوقف عند قول الله ( ويل للمصلين ) .

أما علامات الوقف في المصحف فهي كالتالي :

مـ : وقف لازم
لا : النهي عن الوقف .
صلي : الصلة أولى من الوقف .
قلي : الوقف أولى من الصلة .
ج : وقف جائز .
ثلاث نقط : جواز الوقف على بأحد الموضوعين وليس كلاهما .

قواعد مهمة للقارئ وللأمام يجدر التنبيه إليها :

* ما يسمى بالوقف الاضطراري لضيق النفس أو انقطاعه فيستحسن الإلتزام بقوعد الوقف والإبتداء فيعاود القارئ الإبنتداء من موضع يصح الابتداء به ليستقيم المعنى .

* سور القرآن عبارة عن مقاطع يستحسن أن يتم المقطع فمثلاً في سورة الرحمن مقطع يبدأ من قوله ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) فلا يستحن البدأ من قول الله ( ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) ، وكذلك مقطع آخر يبدأ من قول الله ( وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ) ، فلا يستحن البدأ من قول الله ( مُدْهَامَّتَانِ ) ، ومن الأمثلة في سورة النجم مقطع يبدأ من قول الله ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ) ، ومقطع آخر يبدأ من قول الله ( َأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَال ) ، ومن الأمثلة قصص الأنبياء كذلك .

* أن لا يجعل القارئ كلام المنافقين أوالكفار أو الشيطان يجري على لسانه كقول الله { لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ } ، فيقف بعد قول الله ( لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ ) ، ثم يبدأ من قول الله ( إن الله ) فهذا وقف قبيح . وكقول الله {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، فيقف القارئ على قول الله ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ ) ، ثم يبدأ بقوله ( إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ ) ، فهذا أيضاً وقف قبيح .

* أن لا يقف القارئ على قسم دون أن يذكر جواب القسم كقول الله { فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ . وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} ، دون أن يأتي بجواب القسم { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } .

* يستحسن بعض العلماء أن لا يقف الإمام على آيات تتحدث عن العذاب وجهنم وبعدها آيات الرحمة ، فمثلاً في سورة النبأ يستحن بعد قراءة قول الله ( فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً ) ، أن يواصل إلى آية ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً ) ، ثم يركع إن أراد وفي الركعة الثانية يبدأ من نفس الآية التي وقف عندها .

وللإستزاده يمكنك الرجوع إلى كتاب : الوقف والابتداء وصلتهما بالمعنى في القرآن الكريم تأليف الدكتورعبدالكريم إبراهيم عوض صالح .








   رد مع اقتباس