* الجلسة الحادية والعشرون :
رمــضــــ 21ـــــــان
{ ليلة القدر }
الحمد لله الذي خلق الإنسان من تراب ، وفاوت بين الناس في الأخلاق والآداب ، كما فضل بعض الأزمنة على بعض بحكمته ، ووفق من شاء لطاعته برحمته ، أحمده سبحانه وأصلي وأسلم على نبيه محمد .
وبعد :
لقد امتن الله على عباده بمواسم التجارة الرابحة وفيها شهر رمضان وجعل العشر الأواخر من أفضل لياليه وفي هذه العشر المباركة ليلة القدر التي شرّفها الله على غيرها ، ومنّ على هذه الأمة بجزيل فضلها وخيرها ، أشاد الله بفضلها في كتابه المبين " إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنّا كنّا منذرين "
فوصفها بأنها مباركة لكثرة خيرها وبركتها وفضلها ، ومن فضائلها أنزل الله فيها القرآن ، أنها خير من ألف شهر ، أن الملائكة تتنزل فيها وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة ، وأنها سلام لكثرة السلامة فيها من العقاب ، وأن الله أنزل في فضلها سورة كاملة .
" إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة بالقدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر " .
وفي الصحيحين : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " صحيح .
وقد أخفى الله سبحانه علمها على العباد رحمة بهم ليكثر عملهم في طلبها في تلك الليالي الفاضلة فإن من حرص على شيء جدّ في طلبه .
ليلة القدر يفتح فيها الباب ، ويقرب فيها الأحباب ، ويسمع الخطاب ، ويرد الجواب ، ويكتب للعاملين فيها عظيم الأجر والثواب .
اللهم اجعلنا من السابقين إلى الخيرات ، الآمنين في الغرفات ، واغفر بعفوك ورحمتك ذنوبنا ، ووفقنا لاغتنام أوقات المهلة .
اللهم ارزقنا شكر نعمتك وحسن عبادتك واجعلنا من أهل طاعتك وعبادتك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا ارحم الراحمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .