* الجلسة الثالثة والعشرون :
رمــضــــ 23ـــــــان
{ ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله }
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وعلمنا القرآن خير الكلام وجعله نوراً وحياة للقلوب وشفاء لما في الصدور .
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
وبعد :
فإن من أهم ما ينبغي أن تبذل له الأوقات وتنفق له الجهود هو علاج القلوب والسعي لصحتها .
قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " رواه مسلم .
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى : الأعمال تتفاضل عند الله بتفاضل ما في القلوب لا بكثرتها وصورها بل بقوة الداعي وصدق الفاعل وإخلاصه وإيثاره الله على نفسه .
وقال شيخ الإسلام : والقلب هو الأصل .
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : القلب السليم هو الذي سلم أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما ، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى إرادة ومحبةً وتوكلاً وإنابة وإخباتاً وخشية ورجاء وخلص عمله لله ،
ولسلامة القلب وصحته آثاراً حميدة وفوائد جليلة منها :
* راحة البال و طمأنينة النفس .
* استنارة القلب وانشراحه .
قال الله تعالى : " الله نور السموات والأرض "
* إدراك الحق والتمييز بينه وبين الباطل .
* إتقان العمل مع الشعور بالتقصير واستعظام الذنوب والخوف من الوقوف بين يدي علام الغيوب .
* الخشوع عند قراءة القرآن وأن لا يفتر عن ذكر ربه .
وإذا دخل في الصلاة ذهب عنه همّه وغمّه ، وأن يكون همّه في الله
ولقد حرص الإسلام حرصاً شديداً على أن تكون هذه الأمة واحدة في قلبها وقالبها ، ليس بين أفرادها إلا المحبة والإخاء ، ولا يمكن لتلك المحبة وذلك التودد أن يستمر إلا بسلامة الصدور وخلوها من كل الأمراض .
* وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمته في الآخرة وأي نعيم في الدنيا أطيب من برد القلب وسلامة الصدر وهي من سمات المؤمنين الصادقين قال إياس بن معاوية : ( كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدر وأقلهم غيبة ) .
وهذا أبو دجانة ـ رضي الله عنه ـ لما دخل عليه و كان وجهه يتهلل فقيل له : مال وجهك يتهلل ؟ فقال : ( ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين : كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني ، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليماً ) .
اللهم أصلح قلوبنا ، وطهرها من النفاق وسائر الأمراض .
اللهم إنا نسألك قلوباً سليمة وألسناً ً صادقة .
ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك .
والصلاة والسلام على رسول الله .