[عبدالعزيز المرشد]

بداية أتقدم بالعزاء الحار لأبن ثنيان مدير إدارة مدارس ابن خلدون بعرقة

وذلك بوفاة الحارس المصري ( مدحت ) حارس قسم المتوسط والثانوي ( بنات )

كما أقدم عزاي لجميع معلمات المتوسط والثانوي فعظم الله أجركم وأحسن عزاؤكم

بالأمس كان يوماً أسوداً على المسؤولين بمدارس ابن خلدون بعرقة، وكذلك على المعلمات

فحب هذا الحارس قد تمكّن من قلوبهن، ملكهم والله بأخلاقه العالية وبخدمته المتفانية لهنّ

من عرف هذا الحارس فقد عرف معه الطيبة العالية جداً، والأخلاق الكبيرة التي كان يمتلكها

إنسان نادر الوجود، شهد له الجميع بذلك، أصيب بجلطة أقعدته عن العمل لمدة أسبوع، ثم وافته المنيّة وهو يستعد للرحيل لأبناءه في مصر وهو في حالة مرضه الذي لا يستطيع السير معه ولا تحريك جانبه الأيمن، كان يستعد للرحيل لرؤية أبناءه والذين لم ترى عيناه لهم منذ سنتين! وكان أبناؤه في شوق له مع علمهم ماحدث لوالدهم ولكن شوق اللقاء كان أكبر من ذلك

جاء خبر وفاته المفاجأ، فنزل الخبر على المعلمات كنزول الصاعقة، في وقت كنّ يجمعنّ له مالاً بعد أصابته بالجلطة وذلك كأقل ما يقدمونه لرجل خدمهم كثيراً، ولكن لم يشأ الله أن يصل المال إليه وهو حياً

رجل وضع له بصمته قبل موته في قلوب الكثير، ليس المعلمات فقط بل أولياء الأمور أحبوه كثيراً، وقد احزنهم وفاته وكأنه أقرب إخوانهم، هلّت دموعهم، أصبح الجميع عند مرورهم على مكانه لا تملكهم الدمعة فتستأذنهم بالخروج بل تخرج مباشرة مع تفكير عميق.

كم هو جميل أن تجعل الناس يذكرونك بالخير بعد موتك

عرفته شخصياً، فملكني بأخلاقه وإخلاصه وهدوءه وابتسامته وحب الناس له بشكل ملفت للنظر، وبمحافظته على الصلاة في وقتها

أولياء الأمور ومعلمات المدرسة لا يزال الحزن متمكن منهم جداً

فرحمك الله رحمة واسعة وجعل الفردوس لقياك.. اللهم آمين

وحسن خلقك يا راحل عنا أهنئك به فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ مِنْ أحَبِّكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا " وقال عليه الصلاة والسلام "ما مِنْ شيءٍ أثقَلُ في ميزان العبدِ المُؤمن يوم القيامة مِنْ حُسن الخُلُق"

دعواتكم له بالرحمة والمغفرة، ولذويه بالصبر والسلوان

وإنا لله وإنا إليه راجعون.