[عبدالعزيز المرشد]

بعد ذلك أتى بالخاطرة الثالثة فقال عنها:



أنني عندما كنتُ في اليمن عام 1393هـ أدرّس لغة عربية في ثانوية في الحُدَيْدَة



في ذلك الوقت ما فيه جوالات ولا حتى هواتف عادية متيسرة، وكانت الوسيلة الوحيدة للتواصل هي بالرسائل ( الخطوط ) عبر البريد



فكان لي زميل مبتعث للجزائر كنتُ أراسله ويراسلني



والرسائل بين الناس هي وسيلة التواصل، والله خلق البشر بطبيعتهم يحبّون التواصل، والإنعزالية ليس طبعاً عاماً وإنما هي طبعاً شاذاً في طباع الخلق، فمن يميل للإنعزالية فهذا شاذ



عموماً أرسل لي زميلي المذكور مرة يعاتبني أني أرسلتْ لك ثلاث رسائل ولم ترد عليّ



فأرسلتُ له رسالة وأرسلتُ معها ثلاث أبيات خواطر وليس شعراً فأنا لستُ بشاعر وإنما أنا صاحب خواطر فقلتُ له:



عتبٌ من الخلِّ وافاني فأرقني



ويعلم الله أني لستُ ناسيهِ



وتذكرون ثلاثاً لستُ أنكِرُها



لكنها في مهب الريحِ والتيهِ



إن قَلَّت الكُتُبُ يا صاحي فمعذرةً



فللبريد نصيبٌ في تراخيهِ



لله درّك يا أبو عبدالرحمن وياليتك سمحت لنا بالبقية وياليتنا أيضاً قمنا بتسجيلها فصوتك سجي ما شاء الله

بعد ذلك دعانا أبو عبدالرحمن للعشاء وقد طلبتُ منه عدم التكلّف، ولكن مشكلة الكريم أنه لا يستطيع إلا أن يريّح خاطره

وحقيقة كانت أمسية رائعة تبادلنا فيها بعض المواضيع الهامة، وسعدنا مع معزبنا أبو عبدالرحمن بتلك الخواطر

ونشكره حقيقة على حسن ضيافته لنا، وجميل الترحيب، ونقول بلدة عرقة تتشرّف بك وبأمثالك الطيّبين.

تابع

7
7
7