فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا الطيبات؛ وهي الأطعمة والأشربة النافعة، أما الأطعمة والأشربة الضارة كالمسكرات والمخدرات وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو البدن أو العقل فهي من الخبائث المحرّمة.
وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين بالدخان وأضراره أن الدخان من المشارب الضارة ضرراً كبيراً، وذكروا أنه سبب لكثير من الأمراض كالسرطان وموت السكتة وغير ذلك، فما كان بهذه المثابة فلا شك في تحريمه ووجوب الحذر منه فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يشربه، فقد قال الله تعالى في كتابه المبين: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ، وقال عز وجل: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا."أنتهى"
وإليكم الآن أسماء وصور التموينات في بلدة عرقة والتي اتقى أصحابها الله فيما يبيعونه ومنها ذلك المحرّم ( الدخان ) وهي كالتالي:
( الجمعية التعاونية بعرقة )
( تموينات فهد عبدالله الفطيماني )
توضيح / للأسف بدأ ببيع الدخان
( تموينات الزهيري )
( تموينات الأربعين )
( تموينات مشاري السبيعي )
علماً بأن تموينات الفطيماني هي على شارع الثلاثين المؤدي لكتابة عدل عرقة، وتموينات الزهيري هي على الأربعين العام بجانب فوال السمراء، وتموينات الأربعين على شارع الأربعين مقابل بنك الراجحي وبجانب صيدلية الصحة كما هو واضح بالصورة، وتموينات مشاري السبيعي هي على شارع الثلاثين مقابل مسجد نورة الهلال من شرق.
وأتمنى من كل شخص أن يجعل مشترياته من تلك التموينات والتي اتقى أصحابها الله في ما يبيعونه محتسباً ومشجعاً لأن أصحابها تركو ذلك لوجه الله عز وجل. وأبشرهم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
أما التموينات الأخرى وهي الأكثر للأسف لم يكن يهم أصحابها أكان مكسبهُم من حلال تام أم من حلال مختلط بحرام ! وما أقرب ندمهم سواءً في الدنيا أو في الاخرة، فإني هنا اوجّه لهم كلمات علّ الله أن يفتح على قلوبهم قبل الخسران وأقول:
الدخان خبيث، فكيف ترضى أن تجعل الخبيث مصدراً لرزقك؟!
أنت فقير إلى ربك عز وجل، تدعوه بالليل والنهار، ولا تستغني عنه طرفة عين، وإذا نزلت بك مصيبة، وضاقت عليك الأرض بما رحبت، ولم تجد من يُنفس كربتك، توجهت إلى ربك، وتضرعت إليه، وأخلصت الدعاء له، كي يجيب دعاءك ويحقق لك مطلوبك، فكيف ترجو إجابة الدعاء، وقد سددت طريق الإجابة بأكل الحرام، وبيع الحرام؟!
وبحق هل يخطر ببالك أن تقتل نفساً معصومة بغير حق، أو تتسبب في ذلك؟
هل تتجرأ على ذلك الذنب العظيم، والجرم الجسيم؟
ستقول: بالطبع لا.
إذاً ألا تعلم بأنك تتسبب في قتل أنفس عديدة من حيث تشعر أو لا تشعر، وذلك من خلال بيعك الدخان وترويجك له؟ ألا تعلم بأن الدخان سبب رئيسي للوفاة المبكرة؟
وأقول لك أنك: قد تطمع في الاستكثار من المال، وقد تبتلى وتُستدرج بزيادته.
ولكن ما فائدة المال إذا فقدت بركته؟
ألا تعلم أن الكسب الحرام يفسد المال ويمحق بركته؟
فأي خير يرتجى من مال فقد بركته؟
قد تقول: أنا أعلم حرمة الدخان، وضرره، فأنا لا أريد المال منه، وإنما أتخذه وسيلة لجلب الزبائن. وأقول لك: من الذي يجلب لك الزبائن؟
ومن الذي تكفل بالأرزاق؟
أهو الدخان؟ أم الله جل جلاله، وتقدست أسماؤه.
إن فعلك هذا حرام، فالوسائل لها أحكام المقاصد، بل إنه سوء ظن بالله عز وجل.
قد تقول أنا لا آخذ شيئاً من كسب الدخان، وإنما هو للبائع الذي أوكلت إليه مهمة البيع، فهو الذي يشتريه ويبيعه، فلا ذنب لي، ولا تبعة علي.
وأقول لك: من تخادع؟ أتخادع نفسك؟ أم تخادع الناس؟ أم تخادع ربك؟ فاستغفر الله.
ثم هل يسرك أن ينحرف أبناء مجتمعك، وأن تكون سبباً في ذلك؟ ستقول: لا
إذاً ألا تعلم أن الدخان من أعظم أسباب الانحراف؟
فالتدخين هو بداية النهاية، وهو السبيل لكثير من أنواع الفساد كالمخدرات وغيرها، فكيف ترضى بإفساد أبناء مجتمعك؟
ألا تخشى أن تعاقب بانحراف أبنائك؟ تذكّر.
وأخيراً أقول يا بائع الدخان استعن بالله عز وجل، واعلم بأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والعوض أنواع مختلفة، فإما أن يكون بمال خير لك من مالك الأول، وإما أن يكون مالك مباركاً ولو كان قليلاً، وإما أن يدفع الله عنك من المصائب ما لا يعلمه إلا هو، وإما أن تُرزق القناعة وغنى القلب.