عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /08-30-2010, 05:03 AM   #22

القمم

عضو نشيط

غير موجود

 رقم العضوية : 1042
 تاريخ التسجيل : Aug 2010
 الجنس : أنثى
 المشاركات : 31
 النقاط : القمم

 

افتراضي * الجلسة العشرون : { الاجتهاد في العشر الآواخر }



* الجلسة العشرون :


رمــضــــ 20ـــــــان


{ الاجتهاد في العشر الآواخر }


الحمد لله المتفرد بالجلال والبقاء والعظمة والكبرياء ، الحمد لله الذي يصطفى ما يشاء من الليالي والأيام ، ويعظم فيها الأجور والإنعام .

والصلاة والسلام على خير الأنام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين .
وبعد :
لقد نزلت بنا عشر رمضان الأخيرة ، منها الخيرات والأجور الكثيرة ، فيها الفضائل المشهورة والخصائص المذكورة .

ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره .

وفي الصحيحين : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله "
قوله : ( شد مئزره ) كناية عن شدة جده واجتهاده في العيادة من صلاة وقرآن وذكر وصدقة وغيرها .

فكان يحي ليله بالقيام وقراءة القرآن والذكر بقلب ولسانه وجوارحه تشرف هذه الليالي وطلب ليلة القدر .

كما أنه كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان للقيام فالمسلم العاقل يسعى لاغتنام هذه الأوقات لعل الله أن يدركه برحمته .

ومن الحرمان العظيم والحسنات الفادحة أن ترى من يفوت على نفسه هذه الأيام الفاضلة دون أن يشمر ساعديه ويكثر من العمل الصالح فتمضي أوقاتهم في لهو باطل ، وضرب في الأسواق بيع وشراء وإذا جاء وقت القيام ناموا وفوتوا على أنفسهم خيراً كثيراً .

ومن خصائص هذه العشر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف فيها ، والاعتكاف لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل ، وقد حدد العلماء أقلة وهو ( يوم وليلة ) ولا حد لأكثره ، وفي الصحيحين : " كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى " أخرجه البخاري .

وللمعتكف أن يجلس مع أهله أو غيرهم ممن يأنس به ويتحدث معه في مباح قليلاً من وقته لأن النبي صلى الله عليه وسلم زارته زوجته صفية في معتكفة فتحدثت عنده ساعة ثم قامت ، وإن اشترط الخروج لعيادة مريض أو شهود جنازة فله الخروج .

ومن العبادات العظيمة أيضاً : الإكثار من ذكر الله واللهج به وقراءة القرآن وحفظه وتدبره ، ومن ذلك ختم شهر رمضان بالتوبة النصوح الصادقة وسؤال الله المغفرة ، والإكثار من قول : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني ) .

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى أن ترزقنا الفقه في الدين والعمل به وثبتنا عليه إلى أن نلقاك وأنت راضٍ عنّا
.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .










   رد مع اقتباس