* الجلسة الثلاثون :
رمــضــــ 30 ـــــــان
{ تقبل الله طاعتكم }
الحمد لله ذي العرش المجيد ، الفعال لما يريد تفرد بالكبرياء ، وتوحد بالبقاء .
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على النبي الكريم الأمين ، وعلى آله وسلم إلى يوم الدين .
وبعد :
تهاني العيد أزجيها معطرة *** برغم حزني وآلامي وتسهيدي
من خافق خافق دوماً بحبكم *** بصدر صب شديد الشوق معمودي
ومن لسان يديم الدهر ذكركم *** فذكركم عنده أحلى الأناشيد
العيد يوم الزينة ، يتجمل فيه المسلم يلبس أحسن الثياب ، وتتجمل المسلمة جمالاً باطناً وظاهراً ، وجمالها في سترها وعفافها وحشمتها .
العيد عبادة يلزم فيها الفطر ويحرم الصيام يتعبد المسلم لربه بفطره ، فيه التكبير وإخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد.
في العيد تضج شوارع المسلمين بالتكبير إحياءً للسنة ، وهذا يبرز الشعور بروح القوة والعزة في الأمة .
في العيد يظهر معنى الاجتماع ، صغاراً وكباراً ، شباباً وشيباً ، رجالاً ونساءً ، حتى النساء الحيض أمرن ليشهدن الخير .
وقد شرع الله في هذا اليوم عبادات منها :
* الاغتسال قبل الخروج للصلاة ، فقد صح في الموطأ أن عبد الله بن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى .
* ألا يخرج إلى المصلى يوم عيد الفطر حتى يأكل تمرات ، عن سعيد بن جبير ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : ( سنة العيد ثلاث : المشي والاغتسال والأكل قبل الخروج ) .
* التكبير " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " البقرة 185 .
* التهنئة بالعيد مثل قول بعضهم : تقبل الله منا ومنكم أو ما أشبهها من العبادات .
وليكن العيد يوم فرح وسرور وشكر لله على إتمام عبادة الصيام فهنيئاً لكل مسلم هذا العيد وتقبل الله من الجميع الصيام والقيام .
أستودعكم الله على أمل اللقاء في موضوع آخر ، وأعتذر عن التقصير ، فإن أحسنت فمن الله وإن أساءت فمن نفسي والشيطان والله والرسول منه براء .
فهذه آخر جلسة وآخر لطيفة ، من اللطائف المأثورة في أفضل شهور المعمورة .
أعاده الله علينا وعليكم أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، ونحن نرفل بثوب الصحة والعافية .
أسال الله لي ولكم التوفيق والسداد .
وعيدكم مبارك .