* الجلسة الثالثة عشر :
رمــضــــ 13ـــــــان
{ خير الأعمال }
الحمد لله الذي بذكره تطمئن القلوب والصلاة والسلام على نبي الهدى وعلى عباده الذين اصطفى أما بعد :
قال تعالى : " واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين " .
إن من أعظم العبادات وأيسرها ذكر الله تعالى ، قال صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها لدرجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله " رواه الترمذي .
والذكر بالقلب : التفكر في أدلة الذات والصفات وأدلة التكاليف وأسرار المخلوقات .
والذكر بالجوارح : أن تصير مستغرقة في الطاعات .
ولذكر الله فوائد كثيرة ذكر منها ابن القيم ـ رحمه الله ـ نحو مائة فائدة
منها :
أنه يرضي الرب عز وجل ، وأنه يزيل الهم والغم عن القلب ، وأنه يجلب للقلب الفرح والسرور ، وأنه ينور القلب والوجه ، وأنه يجلب الرزق ، قال تعالى : " فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون " البقرة 152 .
ومن فوائده أن العبد إذا تعرف على الله في الرخاء فإنه يعرفه في الشدة .
والذكر نوراً للذاكر في الدنيا ، ونوراً له في قبره ، ونوراً له في معاده ، يسعى بين يديه على الصراط ، فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى .
قال بعض العلماء : إن الله عز وجل يقول : أيما عبد أطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري ، توليت سياسته ، وكنت جليسه ومحادثه و أنيسه .
أتى رجل أبا مسلم الخولاني فقال له : أوصني يا أبا مسلم ، قال : اذكر الله تعالى تحت كل شجرة ومدرة ، فقال : زدني ، فقال : اذكر الله تعالى حتى يحسبك الناس من ذكر الله تعالى مجنوناً ، قال : وكان أبو مسلم يذكر الله تعالى ، فرآه رجل وهو يذكر الله تعالى ، فقال : أمجنون صاحبكم هذا ؟ فسمعه أبو مسلم فقال : ليس هذا بالجنون يا ابن أخي ، ولكن هذا دواء المجنون .
اللهم إنّا نسألك ألسنة تلهج بذكرك في السراء والضراء
واجعلنا اللهم من عبادك الذاكرين
إنك ولي ذلك والقادر عليه .
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد .