الموضوع: حمودي ؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /06-04-2009, 03:15 PM   #1

أبو عبدالإله

غير موجود

 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 الجنس : ذكر
 المكان : عرقة
 المشاركات : 1,697
 النقاط : أبو عبدالإله المستوى الرابع أبو عبدالإله المستوى الرابع أبو عبدالإله المستوى الرابع أبو عبدالإله المستوى الرابع

SMS 

الدنيا مطيتك إن ركبتها حملتك وإن ركبتك قتلتك

MMS

 

افتراضي حمودي ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

محمد كان شاباً كغيره من الشباب أصابته صبوة الشباب ولكنه بقي كما نعرفه يؤدي الصلاة ، ذو خلق عال لا تراه إلا مبتسماً ، يأسرك بأخلاقه وبحسن استقباله وبشاشة وجه وحسن لقاءه ، لم يكن شاباً ملتزماً بمظهره بل كان شاباً ملتزماً بسلوكه نوعاً ما ، كنا نناديه باسم حمودي ، حتى بعد زواجه وبعد أن أصبح أباً لولدين وبنت بقي كما هو وبقي لقبه الطفولي كما هو حمودي . ذات يوم وبعد صلاة العصر وفي المسجد جاءني وبيده كوب ماء وبابتسامته المعهودة سلم علي وناولني كوب الماء قائلاً : اقرأ فيه ؟! ، قلت له : سلامات ما بك ، قال : يدي ؟! أمسكت بيده فإذا هي كتلة لحم وأصابع مرتخية لا يستطيع أن يمسك بها كوب الماء ؟! ماذا أصابك ؟ قال : قدر الله .

كان حمودي موظفاً في إدارة شؤون الموظفين بأحد المؤسسات الحكومية يعد النماذج ويكتب الخطابات ، وكان خطه جميلا ويتفنن بالكتابة ولكنه الآن لا يستطيع مسك القلم !! ربما لعين أصابته ؟! . لم يقتصر الأمر على اليد اليمنى بل أصاب اليد اليسرى ما أصاب اليد اليمنى ، ارتخاء في الأعصاب لا يعرف له سبب ولا يوجد له علاج كما قال له الأطباء في مستشفى الملك خالد ؟! ، والله ما جعل داءاً إلا جعل له دواءاً ولكن حمودي ليس ابن وزير ولا ابن شيخ ولا حتى لاعب كرة أو مطرب حتى يجد العلاج في الداخل أو في الخارج ؟! ، فبقي حمودي على حاله مستسلماً لأمر الله راضياً بما قسم الله له وينشد العافية عند الراقين بالقرآن الكريم ولكنه لم يجد أي تحسن في حالته بل ازداد الأمر سوءاً فقد أصاب كلتا رجليه ما أصاب كلتا يديه فقد بدأت رجلاه تضعفان وترتخيان حتى بدأ لا يقوى على المشي ولا على الأكل ولا الشرب بيديه ولا حتى قيادة السيارة ؟! ولك أن تتصور شاب في ريعان شبابه لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره يفقد يديه ورجليه لا يغادر منزله ولا يستطيع أن يصل إلى المسجد ، كيف ستكون حالته النفسية ؟! ، لم تتغير ؟! نعم بقي حمودي هو نفسه ذلك الشاب المبتسم حتى أنك تعجب من حاله ؟! ، تزوره لتصبره وتذكره بالله وبأجر الصابرين وأن الله لا يبتلي من عباده إلا من أحب ولكنك تجد نفسك أنت المريض وليس هو ؟! ، أنت من يحتاج إلى الصبر والرضى بقدر الله وليس هو ؟! ، فأي عارض صحي في أهلك أو في نفسك أو حتى في مالك يحيل حياتك إلى هم وغم ، لا صبر ولا احتساب !! ، كثير من الناس أصابه المرض البدني والنفسي لأنه فقد رصيده في الأسهم ؟! فكيف به لو فقد يدين ورجلين وأصبح عاجزاً عن المشي والأكل إلا بمساعدة ؟ ، كيف ستكون حالته النفسية ؟! ، حمودي بقي كما هو لم يتغير فيه شيء ، صابراً محتسباً ومبتسماً وكأنه لم يصب في بدنه !! ، كنت أذكره يوماً بأجر الصابر على البلاء ، فقال لي : والله إني في سعادة لم أشعر بها طوال حياتي ؟! ويا سبحان الله يقول هذا وهو شبه فاقد لأطرافه ؟! ، لم يكن هذا حاله بعد أكثر من سنة من بداية مرضه ، بل كان هذا حاله من أول يوم أصيب فيه ؟ .

مصائب الدنيا كثيرة ولا يوجد إنسان لم يصب في نفسه أو ولده أو ماله أو حتى في قريب له ؟! ، والمؤمن الصادق يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه فعلاما الجزع ؟! ونحن نعي أن من سخط فله السخط ومن رضي فله الرضى فلماذا نرضى على أنفسنا الخسارة مرتين : خسارة ما أصبنا به وخسارة رضى الله والله تعالى يقول :

{ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" عجبا لأمر المؤمن . إن أمره كله خير . وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر . فكان خيرا له . وإن أصابته ضراء صبر . فكان خيرا له " .

اللهم اشف عبدك محمد ، واكتب له مع الشفاء الأجر ، اللهم أجره في مصيبته واخلفه خيراً منها ، اللهم إنا نسألك الصبر على البلاء ، اللهم آمين .

أتمنى من كل عضو أو زائر من أهل عرقة قرأ هذا الموضوع أن يبادر بزيارة الأخ محمد حتى يعرف نعم الله عليه وقبل هذا في زيارتة لمحمد رفع لمعنوياته وتخفيف من مصابه زيادة على الأجر العظيم المترتب على زيارة المريض ومن لم يستطع فلا أقل أن يدعو له بالأجر والعافية .









التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالإله ; 06-04-2009 الساعة 06:18 PM
   رد مع اقتباس