عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-08-2012, 12:06 PM   #1

الحُلم العَذب

اوسمتي

غير موجود

 رقم العضوية : 144
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 الجنس : أنثى
 المكان : خَلفَ الغَمَامْ ..
 المشاركات : 642
 النقاط : الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع

SMS 

"❤"

MMS

 

Post قَبل السابِع مِن مارس ،




قَبل السابِع مِن مارس ، وقَبل السَاعة الثَانية ، التِي تَوقفت على حَائط ذَاك الجِدار العَتيق ، وقَبل أن تُوضعَ جَريدةُ الصَباح عَلى عتبة البَاب كَالعادة ، وقَبل أن يُلقي ساعي البَريد تَحيته ، وَ يوزع رسائلاً للعاشقين ، قَبل الوطن الذِي صارتْ تُسقى
أرض مدينته بِدماء الشُهداء ، وَتتخمُ مقَابرهُ
بأجسادِ الصِغار ، قَبل الوجَع ، قَبل الحُمى ، وَقَبل البكاء ، قَبل أَزهار البَساتين ، وَقبل أشجار الرُمان اللذيذة ، قبل أن تَبدأ مراسم العزاء ، وقبل أن تملئ الأزقة برائحة المَوت .


- فِي تِلكَ المَدينة ، تَقف فَتاة ريفية ذات شعر أسود كَما الليل في ظلمته يَتلاعب النسيم بخصلاتِ شعرها النَاعم ، تُغني للطيور أغاني السلام ، تَسقي أرضها الساحرة بِماء دمعها الحَزين ، تِلك الفَتاة التِي لاتعرف أين يباع النسيان ، وأين تردد أهازيج الأشواق


- تتأمل ذَلكَ الحَقل الذيّ أصبح هَشيماً تَذروه الرياح ، ذَابلاًً كَأيام الخَريف ، هَزيلاً فِي مساءاتِ الشتاء ، تُديرُ جَسدَها النَحيل تَلتقي عَينيهَا الواسعَتان بـِ كُوخهَا الصَغير تَدلفُ داخلهَ تَنظر إلى نوافِذه المؤصدة ، إلى البَراوز المُعلقة
تَعود بَذاكرتِهَا إلى الوراء ، عِندمَا تَستيقظ
بَاكراً ، وتَستقبل يَومها بَصوتِ أمها الحَانِي ، وَقبلاتها الدافئة ، وَخبزها الشهي الذي تُجيد صُنعه ، تُلقي تحية على عصفورهَا الصَغير وَتطعمه ثم تُودعه ذَاهبه ، تَحمل قُبعتها ، وكتاباً وَرسائل تَحرص على ربطها جيداً

- عند الباب تُقبل جَبين أبيها وهِي تقول: وَداعاً أبي يوم سعيد أتمانه لقلبك الحاني
يَرد عَليها بِقبلة عميقة : وَداعاً ياحبيبة أبيكِ ، يوم ممتع ياصغيرتي .

- تَرجعُ بعدهَا تَحتضنهما بِيديهَا ، تَأخذُ بيدها والدتُها تَمسد شَعرها تجدل ضفائرها برقة ، ثم تَعرجُ بِهَا إلى غُرفتهَا تَحكي لهَا حكاية ، تَبتسم بَحالمية فيسرقهَا النوم بِهدوء .

- تَستيقظ كَعادتهَا ولكن على أزيز قوي وَصوت صاخِب مرعب ، تهرع سريعاً مِن فراشهَا الوفير ، تتعثر وتسقط تَنزل إلى الأسفل ، تَنظر إلى مَنزلهم الذي أصبح كومة حطام لاأكثر
تَصرخُ بخوف: أمي .. أمي .. أبي .. أبي
تذهب لتبحث عَنهم ، تُبصر أمهَا وأبيها وهما ملقان في مكان قصي هُناك ، تركض وتصرخ بهما لايجيبان
تُردد بصوتٍ مخنوق: أمي أرجوكِ أجيبيني أمي لاترحلي عنِي ، أمي أنا جائعة جداً
ألن تصنعي لي خبزكِ الشهي وكوب الحليب الساخن اللذيذ ، أمي ألن تجدلي شعري وتحكي لي حكاية ، أمي ألن تضميني بين يديك ألن تمسحي أدمعي ، أمي أرجوكِ تكلمي لاتصمتِ هكذا ابنتكِ تموت من غيرك تموت .
تلقي نظرةً عميقة عليها ومن ثم تُمسك بيدي
أبيها وتقول بألم: أبي أبي استيقظ أرجوك ، لاتفعل مثل أمي أنتما نائمان أليس كذلك أبي أرجوك افتح عينيك أريد أن أراهما ، أبي لقد نسيت قبلتك التي تطبعها على جبيني كل صباح ، أبي اليوم هو العيد ألن تحضر لي هدية ؟ ، أبي ألن تقرأ لي كتاباً ألن تشتري لي حلوى لأوزعها على الأطفال ، أبي لقد طال نومك ، أبي استيقظ أرجوك ، أبــي

تصرخ بغصة ودموعها الغزيرة تملئ خديها:
لاتغيبا عني لاتغيبا إلى الأبد دون رجعه ، أرجوكما فأنا أحبكما ،
بل أعشقكما وأكثر

لحظة صمت!
صوت القصف يَضج فِي أحَياء الشَام
تُغطي أذنيها بِقوة ، دفنت وجهها فِي صدر والدتِهَا بِذعر ،
تبكي بصوت ضائع بين أبويها ، فقد سُرق صوتَها البرئ مِنها ،
وأصبح لاَيعرف أحرفاً للحديث .


- يَأتِي السَابع من مَارس
وَمازالتْ الأروح تُسلب ، والأبصارُ تَشخَصُ
إلى السماء مودعةً بَقايا أَرضٍ تآكلت قَهراً وَظلماً .




- حَرف الحُلم العَذب .
!al7lm







-











()..!


التعديل الأخير تم بواسطة الحُلم العَذب ; 10-24-2013 الساعة 11:32 PM
   رد مع اقتباس