* الجلسة الثانية والعشرون :
رمــضــــ 22ـــــــان
{ أثقل شيء في ميزان العبد }
الحمد لله الذي خلق كل شي فأحسن خلقه وترتيبه ، وأدّب بنينا محمد صلى الله عليه وسلم فأحسن تأديبه .
وبعد :
لقد خص الله جل وعلاّ نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا : " وإنك لعلى خلق عظيم "
القلم 4 .
وقال صلى الله عليه وسلم : " أكثر ما يدخل الناس الجنة ، تقوى الله وحسن الخلق " رواه الترمذي .
وعن عبد الله بن عمرو العاص ـ رضي الله عنه ـ قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ، وكان يقول : " إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً " متفق عليه .
وقال عليه السلام : " ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ، وإن الله يبغض الفاحش البذيء " رواه الترمذي .
فحسن الخلق سبب في الألفة والمودة بين المسلمين ووسيلة لنجاح العبد وكسبه ثقة الآخرين ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى : وجماع الخُلق الحسن مع الناس أن تصل من قطعك بالسلام والإكرام والدعاء ، والاستغفار والثناء عليه .
وعن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم " رواه أبو داوود وصححه الألباني .
قال بعض العلماء :
أدنى حسن الخلق الاحتمال وترك المكافأة والرحمة للظالم والاستغفار له والشفقة عليه .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " درجة الصائم القائم " أي أعلى الدرجات فإن أعلى درجات الليل درجات القائم في التهجد ، وأعلى درجات النهار درجات الصائم في حرّ الهواجر .
تأملوا الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة .
فالمسلم مأمور بالكلمة الهينة اللينة لتكون في ميزان حسناته " والكلمة الطيبة صدقة " بل وحتى " تبسمك في وجه أخيك صدقة " .
وقال عبد الله بن المبارك ـ رحمه الله تعالى : في وصف حسن الخلق هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى .
وهذا الشهر مناسبة عظيمة يحتسب فيها المرء الأجر في التحلي بالصفات الحسنة فيدع عنه الحقد والكراهية وبذاءة اللسان ، والغيبة والنميمة وقطيعة الأرحام .
جعلنا الله وإياكم ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً " .
اللهم حسَّن أخلاقنا ، وجمل أفعالنا .
اللهم كما حسنت خلقنا فحسن أخلاقنا .
وصلى وسلم على نبينا محمد .