بقدر رصيدك من المال تجد مكانتك بين الناس
أي أنك تملك درهم فأنت تساوي قيمة ذلك الدرهم,,
فالمجتمع يعاملك بقدر ما تملك أما دون ذلك
فقد تسقط سهواً من الأنظار مهما كنت تحمل من المبادئ
والقيم السامية,,,
كانوا يقولون بأن العلم يبني بيوتاً لا أساس لها وبأن الجهل
يهدم بيوت العز والكرم,,
أما اليوم فالمال هو المعيار الوحيد الذي يُقاس به الفرد
سواءً كان عالماً أو جاهلاً أو ذو نسب أو ذو خلق أو دين
أو كان وضيع,
فالذي حاز على المال من هؤلاء فهو الإنسان الذي وجب
أن يحترم,,
فصار صاحب المال أن أقبل يستقبل بالابتسامات العريضة
وإذا غادر يُودع والقلوب حزينة على فراقه,,
فكان المقدم والمؤخر والمستشار والمشير الذي لا يستشير
بل كمرجع الذي تعود إليه الأمور في كل الأحوال,
فكلمته مسموعة ورأيه يُقبل وقراره يُنفذ دون معارضه
خوفاً من غضبه وطمعاً في رضاه,,
في الوقت الذي يدرك صاحب المال أن هذه الحفاوة
ما هي إلا من أجل المال الذي يملكه وان التمجيد ما هو
إلا مجاملات حباً بما في يده لا من أجل شخصه,,
هو يدرك هذا عندما يختلي بخزاينه ,
فيشعر بالنقص في قراره نفسه ويعرف حجمه الحقيقي في
العيون,,,
ولهذا يحبس عنهم المال أنتقاماً لنفسه التي لولا المال ما كانت
ذو شان,,,
فدائما ما تجد أصحاب الأموال يغلب عليهم طابع الشح والبخل
إلا من رحم ربي,,
ومع هذا تجد الناس تلتف حولهم بالرغم أنهم لا يكسبون من وراءهم
إلا الذل والاستغلال,,,
فاليوم أصبح المال لغة العصر الدارجة في المجتمعات والذي
لا يتقنها ليس له وجود بين الناس وكأنه غريب عليه أن يرحل,,,
فترى الكثير من يكرس حياته لتعليم هذه اللغة حتى لا يُهمش
في مجتمع لا يفهم إلا هذه اللغة,,
فيخوض غمار التحدي تحت لواء كون أو لا تكون دون اعتبار
للقيم التي تخلى عنها المتهافتين خلف سراب المال,,,
حتى وصل الأمر إلى أن يبيع بعض الآباء بناتهم كسلع
لصعاليك من أجل المال,,,
برأيك لماذا أصبح المال ثقافة العصر؟؟؟
ولا يعني هذا أننا لا نسعى من أجل ابتغى الرزق والاكتفاء
(..ولا تنسى نصيبك من الدنيا..)ولكن أن تصبح المادة عنوان
البقاء فهذا يعني لا اعتبار للقيم,,
وإذا انقلبت الموازين,,,فماذا تنتظر بعد ذلك؟؟؟
رحم الله أيام زمان....
لكم تحياتي