مساء اليوم الثاني كان جميلاً ورائعاً
حينما كنا في جبال فيفا كان جبران يقود السيارة وأنا مشغول فقط بالتصوير وكنت ألحظ عليه عند نزولنا من جبال فيفا أنه يتصل بالكثير ويدعوهم إلى بيته ؟! وهو يحاول أن لا يلفت إنتباهي بل إنه حينما يجد منظر جميلاً يطلب مني النزول لتصويره ليأخذ راحته في الإتصال ؟! وقد شعرت بما كان يخطط له فقد جهز هو وإخوته مأدبة عشاء لي بكل سرية لأنه يعلم بأني سأرفض لرفضاً قاطعاً هذه المأدوبة وعلى العموم الإحتفاء بالضيف من شيم أهل جيزان حتى مع ضيق ذات البين لأن الكرم وحسن الضيافة طبعاً أصيل في أهل جيزان أعرفها منذو 1412 هـ
في المساء أجتمع أهل القرية وبعض الأقارب في بيت الشيخ حيدر جبران وبالتحديد في الدكة الخارجية التي إمتلأت بالضيوف من الكبار والشباب والصغار وقد وجدت منهم كل ترحيب وإهتمام إلى درجة أن لجبران أخ مقيم في الرياض وكل يوم يتصل بجبران يسأله ماذا فعلت مع ضيفك ؟! .
درات القهوة والشاي ، والقهوة في جيزان تختلف عن القهوة في الرياض فهم لا يضعون الهيل ، وبدلاً منه يضعون القرفة والزنجبيل فيصبح للقهوة مذاق رائع لا تكاد تمل منها ، بعد ذلك تناولنا طعام العشاء واقتصر على الرز واللحم والإيدام وللمعلومية هم لا يشترون الذبائح من السوق بل يختارونها من أغنامهم التي يربونها لذلك تجد اللحم جداً رائع لأن الأغنام تتغذى على الأعشاب والقصب .
المفاجأة التي لم أكن أتصورها أنه بعد الأكل بدأت الأهازيج والأشعار الترحيبية على عادة أهل جيزان وهي على صور أربع وكل صورة لها مسمى ولكن لم أحفظ تلك المسميات :
الأولى : يجتمع عشرة أو أكثر وينقسمون على مجموعتين ويتماسكون بأيديهم على شكل دائرة ويرددون الأشعار الترحيبية والأشعار التي تحتوي على أبيات فيه شكر وثناء على المضيف ، وخلال ترديد الأناشيد يدورون ببطيء مع حركة بالأرجل ومع النشيد يصدرون أصوات غريبة كما أن النشيد يكون بصوت لا أستطيع أن أميز الكلمات لصعوبتها .
الثانية : يكونون على صف واحد متجهين نحو المضيف ويرددون الأشعار التي فيها ثناء على المضيف .
الثالثة : مجموعتين في صفين متقابلين يترادون الشعر مع حركات بالأرجل والجسم وهي أشبه ما تكون بالمراد .
الرابعة : وهي الأجمل والمشهورة عن أهل جيزان وهي ضرب الطبل بعصاتين مع الرقص بدون نشيد ، والرائع فيها رقص الأطفال فهو ممتع جداً استمتعت بها كثيراً خاصة من الطفل فيص والذي لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات وكذلك الطفل عبدالرحمن وعبدالعزيز بن أخ جبران والرقص هنا عادة يكون بالمنقله وهي الخنجر ويوجد رقصة أخرى بالسيف وهي اجمل وأروع منها وقد فعلها اثنين من الشباب وكانت فعلاً رائعة وممتعة .
صورة الكثير من هذه الحفلة التي استمرت حتى الساعة الثالثة ليلاً ولكنها للأسف الإضاءة لم تكن جيدة وكميرا الجوال لا تفي بالغرض ومع ذلك كانت مقاطع جميله أثنى عليها زملائي في العمل .