ليلة البارحة وعند الساعة الواحدة والنصف ذهبت بسيارتي إلى البنشري الواقع في الحميانية ، ولمن لا يعرف الحميانية ، هي المنطقة الواقعة شمال حديقة المخيلة في عرقة القديمة ، وعلى ذكر النبشري فأنا اكتشفت أن هناك فائدة جديدة لكفرات سيارتي وهي تنظيف شوراع عرقة من المسامير ؟! .
بينما كان البنشري يصلح الكفر سمعت صوتاً جميلاً يتلو آيات من كتاب الله في صلاة القيام يذكرني بالماضي ، أيقنت أن الصوت آت من مسجد الهلالي ، لقد كان صوتاً جميلاً وتلاوة رائعة فصيحة وموجودة ، تلاوة أرجعتني لثلاثين سنة للوراء ، فقد كانت التلاوة من الشيخ صالح بن سعد السليمان أمد الله في عمره على طاعته ، ويا سبحان الله لم يتغير فيه شيء ، نفس الصوت ونفس التلاوة ، وأذكر قبل خمسة وعشرين سنة وكان منزلنا لمن لا يعرفه يقع في حارة الصبيخة وفي وسط المسافة بين مسجد الطويلعه وإمامه خالي الشيخ عبدالرحمن الجريسي رحمه الله وبين مسجد الهلالي وإمامه الشيخ صالح بن سعد السليمان حفظه الله والذي تولى إمامة المسجد بعد الشيخ الهلالي رحمه الله ، وكنت أصلي بعض الفروض في مسجد الطويلعة لوجود الأصدقاء ، بينما كنت أحرص على صلاة الفجر معه في مسجد الهلالي بينما كان والدي رحمه الله رحمة واسعة يصلي في الجامع القديم ، أمام صلاة التراويح والقيام في رمضان فكنت أصلي مع الشيخ صالح السليمان لعذوبة وجمال صوته .
الشيخ صالح بن سعد السليمان يذكرك بالشيخ عبدالرحمن الحذيفي حفظه الله فرغم كبر السن إلا أن الصوت عند تلاوة القرآن بقي كما هو ، صوت جميل وندي وتلاوة مجودة ومؤثرة ، والشيخ صالح السليمان يعتبر من أقدم الأئئمة هو والشيخ صالح المرشد حفظهما الله ، وعمره ربما تجاوز الخامسة والثمانين عاماً زاده الله من فضله ، وأحسب أن الله حفظ له صحته حتى بقي إماماً لهذا المسجد وبهذا الصوت الندي حتى الآن بفضل بره بوالدته وحسن خلقه وتلاوته لكتاب الله ، لقد كان هذا الشيخ الوقور يشعرك وأنت تقابله بأنه مهتم بك ويعرفك حق المعرفة يسأل عنك وعن والديك ، وحينما تصافحه دائماً ما يضع بده اليسرى على يدك في أبوة حانية وبأخلاق تذكرك بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وهو يشعر كل واحد منهم بأنه هو أحب وأقرب الصحابة إليه .
حفظ الله الشيح صالح بن سعد السليمان وأمد الله في عمره وبارك له في عمره وولده وجميع كبار السن في عرقة .