السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني ويسعدني اخوتكم يا اهل بلدة عرقه
مطلب : في طلب الأخوة والصداقة شرعا وطبعا
( فوائد ) :
( الأولى ) : في الأخوة والصداقة ، وهي مطلوبة شرعا وطبعا . قال تعالى : { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين } بمعنى قواك بهم { وألف بين قلوبهم } التأليف بالجمع على ما يشاكل ، والمراد بالآية الأوس والخزرج وهم الأنصار رضي الله عنهم ، وكانت بينهم عداوة في الجاهلية فألف الله بينهم ، وهذا من أعجب الآيات ، كانوا ذوي أنفة شديدة ، فلو لطم رجل رجلا لقاتلت عنه قبيلته حتى تدرك ثأره ، فآل بهم الإسلام إلى أن يقتل الرجل ابنه وأباه في طاعة الله عز وجل ، والجامع بين المسلمين الإسلام ، فقد اكتسبوا به أخوة أصلية وجب عليهم بذلك حقوق لبعضهم على بعض .
[ ص: 481 ] وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } . وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه } .
وتقدم الكلام على حقوق الوالدين وصلة الرحم وحق الضيف .
وأما حق الصحبة فقال مجاهد : صحبت ابن عمر رضي الله عنه عنهما ، وأنا أريد أن أخدمه فكان يخدمني أكثر .
وأما الصداقة فإنها تطلق على ما دون الأخوة ، والأخوة هي المرتبة العليا ، وإنما تقع الأخوة الصادقة إذا حصل التشاكل بين الأخوين في أصل الوضع .
تقبلوا احترامي وتقديري
اخوكم محمد الدعيجان
المصدر:
اسلام ويب
الآداب الشرعية
غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب
محمد بن أحمد بن سالم السفاريني
مؤسسة قرطبة
سنة النشر: 1414هـ/ 1993م
رقم الطبعة: ط2:
عدد الأجزاء: جزءان