للإرتقاء بالمنتدى : اجعل من ردودك إضافة ذات قيمة للموضوع - أن تكثر من الردود المفيدة خير من إغراق المنتدى بالمواضيع - لا تقرأ موضوع مفيد دون أن تجعل لك فيه بصمة - أبلغ الإدارة عن مشاركة سيئة وابتعد عن نقد كاتب الموضوع أو الموضوع - لا تسرق جهد غيرك وتنسبه لنفسك وأكتب عبارة منقول أسفل الموضوع المنقول

تابعونا follow us

آخر 10 مشاركات
ونيت لنقل الاثاث الخفيف 0551302420 اتصل الان           »          دينا لنقل الاثاث المستعمل بالرياض 0551302420 اتصل الان           »          نقل عفش مع الفك والتركيب 0551302420 اتصل الان           »          شراء الاث المستعمل بالرياض 0551302420 اتصل الان           »          سائق خاص هندي للمشاوير           »          سيرة الأمير فيصل بن تركي ((( كحيلان )))           »          عصفور على غصن الحياة .......           »          الخيط الرفيع بين الأجيال           »          الكذب وأنواعه وسبل علاجه           »          تعليم جدول الضرب الأعداد الكبيرة لأبناكم



 
 
أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
قديم منذ /10-23-2013, 09:57 AM   #1

أبو البقاء

غير موجود

 رقم العضوية : 1327
 تاريخ التسجيل : Mar 2011
 الجنس : ذكر
 المكان : ضفاف وادي حنيفة
 المشاركات : 718
 النقاط : أبو البقاء

 

افتراضي الكنز المفقود .. الأندلس


جولة في مدينة غرناطة


الكنز المفقود



قبل بضع عشرة سنة كنت هناك ، سائحا أهيم على وجهي
لا ألوي على شيء سوى أملأ ناظري متفكرا ومتعجبا من صنع أجدادنا
في إحدى أكبر المدن الأندلسية في العهد الإسلامي الزاهر..
إنها مدينة غرناطة .. وما بداخلها من قصور
يأتي في مقدمتها قصر الحمراء المهيب ؛ بجماله وحسن تصميمه ،
وحدائقه الموزعة في أرجائه بكل عناية وانتظام ..
دخلنا “جنات العريف”. انسكب السحر الأخضر حولنا..
نوافير تتتابع خيوط مائها متعاكسة
لتتعانق وينساب خريرها في أحواض الماء..
أقواس متتابعة ينسجها الشجر المشذب لتكون ثنايا
ودروب الجنات الظليلة. فيض من الزهر و الألوان والخضرة و المياه..
لم أستطع حبس دموعي فعمدت أن أتجول داخل الحدائق الغناء
لأرويها دموع الألم والقهر !! يا الله ما أقسى هذه اللحظات؟!
لقد اختزلت فيها تاريخا طويلا من الأمجاد استمر قرونا ثمانية ..
هذه غرناطة! أو Granada أي الرمانة بالإسبانية..
عاصمة مملكة بني الأحمر من سنة 1238م.
مركز الفن و الثقافة و آخر معاقل العرب المسلمين في إسبانيا.
مدينة الألف بستاني في “جنات العريف”،
وقصر الحمراء ، و جداول المياه والنوافير.




قصر الحمراء





كان معنا دليل يقص لنا قصص الملوك و الأمراء ويفسر كيفية الحياة
وتقنيات النقش على الرخام الملون الرائع في الجدران و السقوف..
دمع حزين يسير بي إلى غرناطة ، وعبرة الأمير العربي الأخير
وهو يودع قصر الحمراء إلى منفاه الأخير، وأمه عائشة خلفه قائلة:
” ابك يا ولدي مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال”..
دخلت القصر مع صاحبي ، تجولت في أرجائه ودواوينه ،
المنقوشة جدرانها بالجبس على شكل أدعية وآيات
وأذكار بالخط العربي الجميل..


(لا غالب إلا الله.. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم...
لا إله إلا الله )





كانت أنظارنا مشدودة ، وقلوبنا تخفق للماضي العتيد.
هنا تماثيل الأسود التي صنعت من اثني عشر أسدا تمثل ساعة
لضبط وقت القصر..



وبعد سقوط غرناطة في أيدي الصليبيين حاولوا
العبث بهذه الهندسة الفريدة لاكتشاف سرها !! ولكن هيهات..!
فقد تحولت أسود الساعة إلى نافورة تندلق المياه من أفواهها جميعا
في وقت واحد بشكل مستمر!!





وهناك على بعد أمتار منها في زاوية نائية من القصر
مربط الخيل ( الاسطبل ) .. آآآآه .. وكرامة الإنسان العربي ،
من هذا المكان كانت الجيوش تنطلق لتنتشر في الأقاليم الأندلسية
فاتحة ومبشرة بدين الله سبحانه.
لكن شيئا ما أحزنني وآلم صدري..ما هو ؟!!
إنه تـَحـَوّل مسجد قصر الحمراء إلى كنيسة للنصارى يمارسون
فيها طقوسهم وعبادتهم المنحرفة على أصوات الموسيقى
وفي ضوء الشموع!!
هذه الذكرى تجلجلت في صدري ، وأنا أتخيل غرناطة تمد كفيها لنا
تطلب الإغاثة مما حل بها ..
ونحن قد أغمدنا سيوفنا الصدئة منذ قرون .

نزف جرحي ، دون أن أجد له ضمادا يسعفه..
بل إنها جروح الأمة كلها..
وليس لها مداو بعد الله إلا إحياء الكرامة والعزة
وتوحيد الصفوف

بانتظار الفرج من الله سبحانه..
لنعيد ذكرى طارق بن زياد رحمه الله..
أيام لا تنسى ..
وأحداث ظل التاريخ يخلدها على مر الأجيال

حتى عُـدّ القصر
الأعجوبة الثامنة من أعاجيب الزمان.




تــذكـّـــرتُ زمـَــاناً فـِــــي فــُـؤادي

فسـَـالَ الــذكـْــرُ حَرفاً مِن مِــــدادي



تطــوفُ الذكــرياتُ شَـــدْوَ لــحـْــن ٍ

تــُـشِيدُ المــَـجْـدَ مِن تــحـتِ الــرّمادِ



أيــا غـَرناطـــة الأمــجادِ .. مهـــلا ً

فسيـــفُ اللهِ لم يَهــْجــُرْ غـِمــــادِي



وفِي الحَــمْــراء نــور ٌ ليسَ يخْـــبُو

وقـــد أضْــحَى كنـِـيســاً للأعـَــادي



أرى نَقـــْـشَ الجِــدار ِ تــاجَ زهــو ٍ

يُحَلـِّيــهِ دُعاءٌ، يطلبُ النـّصْرَ يُنادي



مشَــيتُ القـَـــصرَ أسْقِـــيه ِ دُموعا

هـُــنا أسْـــد ٌ .. هـُنا اسطبل ُ جِيــادِ



نزََفــتُ الجُـــرحَ دهْـــراً من حياتي

ولـــم أظــْــفر لجـُـرحي مــن ضِمادِ



وما يَشـــفِي صُــدورَ القـــوم ِ طِــبٌّ

سِـوى جَيــش ٍ يَعـِي ذِكرى ( زياد ِ)






وسلامتكم

أبو البقاء












قال أبو البقاء الرُّندي رحمه الله قبل عدة قرون
وكأنه يتحدث عن حالنا هذا اليوم :


لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ .. فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إنسانُ
هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دوَلٌ .. مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ
وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ .. وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ

   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond
This Site Under control | Open Eyes Product
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009