بسم لرحمن الرحيم
احبتي الكرام اكتب لكم اليوم عن مرض تفشى في مجتمعنا ومن حقنا انه سميه مجاز ونعده من ضمن الأمراض العضويه ..لأنه يصدر من اللسان فهو كسائر الأمراض التي تنتشر في مجتمعنا ولكن ليس له علاج لدى الأطباء وإنما علاجه لدى صاحبه ..
إنه مرض ( الهذلوجيا ) الذي يصاب به الإنسان من الجنسين وإن كان في الرجال اكثر من النساء ويبقى ملازما له وبكل اسف .إن اعراض هذا المرض كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر : الصوت العالي ( اللجوج ) كثرة الأعتراض في المجالس ..المحاولة المستمرة في تسيد الجالس عدم إحترام الحضور مهما كان وزنهم عدم قبول اراء الأخرين .الأنانية..الكبرياء و.قد يستغرب القارىء من هذا المسمى ولكنها هي الحقيقة ..فهو منتشر في المجالس العامة والأدبيه ومجالس العمل والحوارات والمجالس الأسرية حتى في طلعات البراري نجده ايضا ..فالمصاب بهذا المرض حينما يكون بالمجلس نجده يهذي بدرجة كبيرة ولا يعطي البقية مجال اللكلام والمناقشة ..بل يعتبر ويرى نفسه ان جميع اراءه هي الصح والبقية على خطأ ومن العجائب انه يهذي احيانا بمالايعي ولا يدرك ماقال فنجد التناقظات بين كلامه وافعاله متوفرة ..إن هذه النوعية من البشر غير مرغوب تواجدها في المجالس بل الكل يهرب منها ولايرغب في الحضور في حضرته خوفا من إنتقال العدوى ..وإن كان ولله الحمد مرض غير معدي ..إن مادعاني لكتابة هذا الموضوع هو احد المرضى الذي جمعنا به المجلس من غير ميعاد ولم اعرفه من قبل ..وقام بأخذ الوقت من بيننا ولم نجد الوقت الكافي للنقاش والسواليف فكل ماطرحنا موضوعا للنقاش اخذ يتصدر المجلس وبصوت عال ومقزز ويعاكس كل من طرح رأيا ويرمي بالأيمان جزافا حتى وصل بنا الحال إلى عدم الرد عليه لأنه لايعطي فرصة لأحد ..رغم وجود اساتذة كبار في العلم واحبة كبار في الأخلاق والمعرفة ولايحبون كثرة الكلام بل ينثرون لنا كل ماهو مفيد بإيجاز ..فيا اخي المريض ادعو الله ان يشفيك وثق ثقة تامة ان الكل لديه العلم والمعرفة والكل لديه القدرة على التحدث والمخاطبة والكل لديه القدرة على إلجام من تطاول بالكلام ..ثق ان الجميع يهزأ بك ولا يرغب مخاطبتك ..ولا الرد عليك حيث يلازمك مركب النقص وحب الذات ..كفا نا الله وإياكم شر هذه الأمراض التي تصاحب بعض المجالس ... دمتم بخير