السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية كل عام والجميع بخير وصحة وعافية وتقبل الله من الجميع صالح اعمالهم ..
في ثالث ايام العيد اخر ايام الأحتفالات كنت في حفل مدينتي الحالمة والتي كانت من قبل قريتي الصغيرة
التي لايتجاوز عدد ساكنيها عن ثلاثةالأف نسمة ومساكنها لاتصل إلى 250 منزل تلك البيوت الشعبية التي
يسكن بها 4 عوائل وربما خمسة ونادر جدا ان نجد عائلة واحدة حيث لم يكن لدينا مسطحات خضراء ولا ملاعب
ولا ملاهي بل كان عندنا محبة وتألف وتلاحم ..تلك البيوت التي كانت مكان الحديقة التي مقابلة لجامع عرقه كم
كان يوجد بها من منزل ومن عقلاء رجال بما تعنيه الكلمة وامهات مثلهم رحم الله من توفى منهم واطال في عمر
من بقي منهم رغم انه لم يبقى إلا القليل ..رباه كم احن لذلك الزمن اكم ابكي حينما ارى تلك الجموع من
العمالة تجلس مكان منازلنا بالحديقة ..كل عامل اتخيله فلان من اهل عرقه حسب منزله ....ايام صفاء القلوب
وصفاء الذهن والبساطة والعفوية والتسامح ..ايام المنازل المفتوحة 24 ساعة والزيارات متبادلة طيلة الوقت
ومجالس الذكر بعد المغرب حيث يجتمع اهل الحارة عند شيخ او طالب العلم في الحارة ويتدارسون فيما بينهم
ماتيسر من الحديث ..ايام رائعة كنا صغار ولكن كنا نعيش ونقضي ساعات تميزت بكل ما هو حسن ..من سعة
صدر وتميز في الدراسة وجدول منظم بشكل عفوي وغير مرتب له ..نتنقل من منزل لمنزل في حارتنا وكأنه
منزلنا الكل كان لنا اب وام واخ واخت ..كنا صغار ولم يكن يتوفر لنا من مسليات ورفاهية مثل ماهو حاصل لأطفال
وشباب هذا الزمن ورغم ذلك كنا سعداء والسرور ليس له حدود ..ننتظر ايام العيد بفارغ الصبر لما له من طعم
خاص لدينا وخاصة اليوم الذي يسبق العيد وكنا نسميه المعايدة ( ابي عيدي ) حيث نطرق ابواب الحي في
الصباح الباكر من يوم 29 وكل منزل يقوم بمعايدتنا على قدر إستطاعته ..وكم وكم من المواقف والطرائف
حصلت في هذا اليوم ..الله اكبر فرق شاسع بين هذا الزمن وذاك ..ايام كنا لانعرف العوادم إلا ماندر وربما خلال
سنين .. ايام كان خلالها وادي حنيفة الذي تقع عليه القرية منجم ذهب من الرمل الأحمر لا وساخة اكرمكم الله
وربما تنام به وتقصحى وملابسك كما هي نظيفة من نظافته.ايام لانعرف فيها سوى التلاحم والأبتسامة ايام
ليس للكذب فيها مكان بل الصدق هو عنوان الجميع ايامالكل سواسية ..ايام ليس للمجاملة مكان ..ايام ليس
للغطرسة والفوقية موقع في النفوس ..ايام الصغير يحترم الكبير والكبير يعطف على الصغير .. ايام لم نسمع او
نعرف شيء اسمه الرسميات او البرتوكولات الزائفة بين الناس ..ايام كان الرجل يمرض ويتعب الكل يعلم عنه
ويزوره ولايطول مرضه بسبب عدم تمارضه وإستسلامه ..ايام إجابة الدعوة كانت عنوان الجميع ..ايام كانت
المرأة تضع مولودها وتجدها بعد يومين او ثلاثة بالكثير تعمل بالبيت او بالمزرعة او بالغنم ..وباب بيتها مفتوح
لزيارتها وتهنئتها من بعد ساعات من وضعها لمولودها ..وليس بعد اسابيع وساعة محددة مثل هذا الزمن .الله
اكبر كنا صغار وكان حلم الواحد منا ان يكون له شنب حتى يكون مع الرجال و لديه سيكل وبعد حصول السيكل
كانت امنيتنا ان يكون لدينا سيارة ولو بدون ابواب .. الله اكبر اماني صغيرة ولكنها معبرة وبعدها كنا نتمنى
ونتمنى ..بعض الأماني تحقق وبعضها بقي امنية ..ياله من زمن مر علينا رجال ونساء لن يكون لهم مثيل في
هذا الزمن إلا أن يشاء الله سبحانه..الشاهد من هذا الموضوع هو ( إنتبه لنفسك ) ودمتم بخير