بسم الله الرحمن الرحيم
يوم الجمعة خير يوم طلعت فيه الشمس فيه خلق آدم وفيه تقام الساعة ، وهو يوم اختصنا الله به بين سائر الأديان فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ فَغَدًا لِلْيَهُودِ وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى .. ) رواه البخاري ، وعنه أيضاً قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ) رواه مسلم . الأحاديث كثيرة في فضل يوم الجمعة وقل من تجد من يتخلف عن صلاة الجمعة حتى ذلك المسكين الذي لا يصلي تكاسلاً غير جاحد يدع الصلوات الخمس ولا يحضر إلا الجمعة وفي علمه أنها لا تغني عنه شيئاً ولكن من الصعب عليه أن لا يصلي الجمعة ؟!! ، ولكن ما يحز في النفس ظاهرة خطيرة بدأنا نلحظها في الجوامع ولم يتلفت لها أحد وهي حين دخول الإمام للبدأ في الخطبة لا تجد إلا عدد قليل من المصلين لا يكاد يكمل صفاً ثم إلى سلم الإمام وانتهت الصلاة فإذا بالجامع يكتض بالمصلين والادهى والأمر أنك تجد ما لا يقل عن صف يقضي الصلاة وهذه والله طامة كبرى والبعض منهم جهلاً يصلي ركعتين منفرداً إذ لم يدرك الركوع من الركعة الثانية وكان الواجب في حقه أن يصليها ظهراً .
الربع والربع كثير ممن كتبته الملائكة في سجلاتها مصلياً وحاضراً الجمعة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على ابواب المسجد فيكتبون الاول فالاول فمثل المُهَجر الى الجمعة كمثل الذي يهدي بَدَنه ثم كالذي يهدي بقرة ثم كالذي يهدي كبشاً ثم كالذي يهدي دجاجة ثم كالذي يهدي بيضة فإذا خرج الامام وقعد على المنبر طووا صحفهم وجلسون يسمعون الذكر" .
إن ظاهرة التخلف عن الجمعة وعن خطبة الجمعة ظاهرة خطيرة انتشرت في جميع أحيائنا مع الأسف الشديد ، ومن ضيع الجمعة بالتاكيد هو لما سواها أضيع وكل ذلك مرده إما للسهر إلى طلوع الفجر وهو الغالب فيهم وإما للكسل والإستهتار بشعيرة من شعائر الإسلام الهامة والمصيبة أن التأخر أصبح عادة من عادات الشباب دون حياء من الله قبل الناس والطامة الكبرى السكوت عن هذه الظاهرة الخطيرة فلا تكاد تجد خطيب جمعة وقف يوماً بعد الصلاة يلوم المتأخرين ويحذرهم من عواقب التخلف عن صلاة الجمعة .
دعوة صادقة للمتخلفين عن صلاة الجمعة أن يتقوا الله ويتداركوا ما بقي من عمرهم وليعلموا أن تخلفهم هذا خطير جداً وهو إن كان بغير عذر شرعي عاص لله تعالى بتخلفه ولو مرة واحدة. وقد عرَّض نفسه للوعيد الوارد في حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما المخرج في صحيح مسلم، من أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين". ويتضاعف الوعيد ويشتد إذا تخلف عن ثلاث جمع فأكثر، لما رواه أصحاب السنن وأحمد من حديث أبي الجعد الضمري من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع على قلبه"