السلام عليكم أخواني
بينما كنت أقدم واجب العزاء للعم : عبدالعزيز المعيلي . ابو خالد وجدت الأخ ابوجود ممسكاً بقلمه ومعه أوراق
فتطفلت عليه قليلاً لأرى مايكتبه وبالذات في هذا الوقت ووجدته ينظم قصيدة يرثي فيها أخواننا رحمهم الله
وطلبت منه إعطائي نسخة بعد طباعته واوعدني بذلك ونفذ وعده
فأحببت أن أضع لكم مايفيدنا بأذن الله في ديننا ودنيانا ماهو للعظة والعبرة التي كم تمنيت أن يكتبها ويرويها
صاحبها نفسه/ أخي ابو جود . وطلبت منه التسجيل ونشر هذه الكلمات الرائعه في المنتديات ولكن أخبرني
انه لايوجد لديه اي وقت حالياً لمتابعة المنتديات بحكم عمله وفقه الله أينما يكون .
فستأذنته بنشرها فرحب بذلك بكل سعة صدر وطيبة قلب .
فشكرا لك أخي الغالي وجعلها في ميزان حسناتك .
فأترككم الآن مع ماقاله :
لم أتمالك نفسي ودمعة عيني تنهمر ، وليس انا وحدي بل جميع من فجع بالخبر،
حار فكري وجزمت انه لامفر ، ومن هو الأول والثاني ولهذا الأمر هو منتظر ،
فبدأت أكتم عبرتي وبعدها قررت أن تنفجر ، لأنصح نفسي وأحبتي بما أراد القلم بالنشر.
ففي بداية العام الجديد 1432هـ ومن يومه الثلاثاء الموافق: 15/1
تلقيت خبر وفاة ابن عمي أخي الغالي / محمد المعيلي ( ابو عبدالعزيز)الذي اسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يلهمنا الصبر والسلوان
فبينما كنا جالسين بمجلس العم في نفس يوم تلقي خبر الوفاة والحديث عن ترتيبات إنهاء الأوراق الرسميه للمتوفي والتنسيق حول موعد الإتيان به للمغسله فإذا أحد الحضور يتحدث قائلا:
أرى ان لايكون حضوره مبكراً ، أي قُبيل صلاة العصر بساعه حيث أنه لا أحد سواه في المغسله فانتهى حديثه
وذهب الجميع لحين موعد الغد الاربعاء 16/1 للصلاة على ( ابو عبدالعزيز . يرحمه الله )
فما أن لبثنا سويعات إلا وهالنا الخبر وانفجع الجميع بفقد صاحب الإبتسامه الصافيه والخلق الرزين المزوح المدخل البهجة للكبير والصغير
أخي الغالي / عبدالمحسن الجريسي ( أبو نواف . يرحمه الله )
الذي فجعت بخبر وفاته بنفس موعد الصلاة على ابن عمي .
ففي لحظاتها عدت للوراء قليلاً حول حديث ذاك الشخص الذي تحدث انه لاتوجد إلا جنازة واحده الذي لم يتخيل
في وقتها أن يقبض الله روحه او يريد الله ان نغسله مع ابن عمي او لم يتوقع ابداً بوجود جنازة ثانيه
فتغارقت عيناي بالدموع وتحشرج الصدر وانكمش الشعر وتركز النظر لعظمة الله الذي الكون بمافيه تحت قبضته
فسطرت هذه الكلمات أولاً ثم تتليها أبيات وعظيه وكذلك أرثي فيها أخواني الغالين علي الراحلين عني بجسدهم فقط ولكن لهم بقلبي مسكني وصالح دعوتي .
الكلمه :
الحمد لله الذي جعل لكل شي بدايه ولكل بدايه نهاية واشهد انه لا إله إلا هو الواحد الأحد الفرد الصمد هو القاهر فوق عبادة كتب على نفسة البقاء
وكتب على خلقة الفناء سبحانك ربى يا من زللت بالموت رقاب الجبابرة وأنهيت بالموت آمال القياصرة فنقلتهم بالموت من سعة القصور إلى ضيق القبور
ومن ضياء المهود الى ظلمة اللحود.
أخي وأختاه :
الدنيا ساعة فاجلعها طاعة والنفس دوما طماعة
إذا ضاقت بك الدنيا فقل يا الله ،، وإذا نمت على فراش المرض فقل يا الله
وإذا سألت فقل يا الله ،، وإذا استعنت فقل يا الله ،، وإذا دخل عليك ملك الموت فقل يا الله
لا يدري الإنسان متى يفجؤه الأجل والأشد والأعظم على الميت وأهله من إتيان الموت له فجأة ، وهو في كامل صحته وعنفوان قوته ،
وتمام نشاطه ومع تزايد النعم والعيش الرغيد لم يحسب للموت حسابه ولم يظن أهله أن ينزل عليه الموت ، فإذا هم به قد سقط ميتا لا حراك به .
فكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر ، ولهذا من الغفلة أن يلهو الإنسان عن الموت وعن الاستعداد له فيقصر في ا
لواجبات ويقع في السيئات ويأخذ حقوق الناس بغير حق بل بالظلم والبهتان ويتعدى على الغير في مال أو عرض أو نفس ، يؤذي المسلمين والجيران ،
يأكل حقوق الأجير والخدم ، يظلم الزوجة والأولاد ، وربما وقع الظلم من الأجير لمن استأجره ، فكم من الناس من نسي الموت ولم يخطر له على بال ،
بل وتراه في أكمل أحواله صحة ونشاطا وعافية ومالا فلا يلبث أن يأتيه الموت فجأة فلا يتمكن من تدارك نفسه ومن التوبة إلى الله والتحلل من المظالم ،
فربما لقي ربه محملاً بالأوزار والآثام ، فلنكن أحبتي في الله على حذر من هذا ، ولنتدارك النفس قبل فوات الأوان.
فشمرعن ساعدك من هذه اللحظة لنجعل الله نصب أعيننا وندرك أننا إليه منقلبون مهما قصرت أو طالت أعمارنا كما أمرنا وحثنا و أوعظنا في كتابه العزيز ،
وللعبر لابد أن نكثر من ذكرهادم اللذات ومفرق الجماعات وتصديقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أكثروا من ذكر هادم اللذات)
وختاماً فلا تنسوني من صالح دعواتكم ....
من المحب لكم والفقير إلى الله والراجي رحمته
المتعوذ من سخطه له ولأحبته ولكل من قرأ ماكتبه
عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي . أبوجود . 18/1/1432هـ