ياكـــــــــــــــبير

[عبدالمحسن المرشد]

بطبيعة الحال انه حينما يرتقي عقل الإنسان وفكره ويتدرج معه حتى يصل إلى المنعطف الأخير في

حياته وهو سن الرشد الذي حدد بسن الأربعين اي حين يبلغ الفرد 40 عاما فيعتبر هذا العمر هو

منعطف الإنسان الأخير وبداية رحلة العودةإلى الخلف وارى انه كلام صحيح إستشهاداً بالرسالة التي نزلة على سيدنا

محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم حيث كان عمره اربعين عام حيث ان هذا العمر هو إعلام ببلوغ الإنسان

قوته وشدته وان هذا العمر ايضا هو ذروة كل شيء خلق في ذلك الفرد وسوف يبداء رحلة الضعف من بعد هذا العمر

حيث اثبت الطب ان من دخل مجال الأربعين من العمر يبدأ نظره في النقص تدريجيا وتبدأ مواطن القوة والشدة تضعف

تدريجيا ايضا حتى يصل العمر إلى درجة الخمسين سنة وهي السنة التي تختلف فيها المعالم بشكل واضح في جميع

اجهزة الجسم إبتداء بشرائح الدماغ ومرورا بجهاز المناعة والهضم واخير ا المسالك بجميع فروعها وهذا مصداق

لحديث سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم حينما قال بأن اعمار امتي من ال 60 إلى ال 70


ومن هذه المقدمة احببت ان اصل إلى انه من الواجب علينا ان لانكرر خطأ إرتكبه بعض اباؤنا في الماضي في كيفية التربية

حينما حرصو ا على جانب واحد وهو الدراسة والمحافظة عليها بشكل يومي بغض النظر عن النتيجة حتى وصل الأمر لأن

يقال للأستاذ من بعض اولياء الأمور لك اللحم ولنا العظم بغض النظر عن النتائج التي سوف تلحق بهذا التصرف..وايضا

اهتمام الأباء بفرض شخصيتهم بقوة لدرجة القسوة مماجعلنا كأبناء لم نعد نجد مكان للتفكير والإبداع بل تفكيرنا في

كيفية تحاشي قسوة الوالد والخوف من المدرسة..فهذين الخطأين اللذين وقع فيهما الكثير من الأباء في الماضي هما

سبب فشل الكثير من الأبناء في حياتهم حتى وإن بلغوا من العمر مابلغو وتزوجو وانجبو إلا ان تلك العقدة لازالت

تلازمهم كظلهم حتى اصيب من اصيب منهم بما يسمى اليوم بالرهاب الإجتماعي وهو الإنطوائية والعزلة عن الناس...


فلماذا لانحاول جاهدين بأن نرتقي بعقولناوفكرنا في جميع امورنا في هذه الحياة الزائلة لكي نخلق جيل مميز ينتج

بعده اجيال مميزة وهكذا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.فواقع حالنا اليوم يتطلب ذلك الإرتقاء سواء كان في المنزل

او الشارع او المجتمع او خارج البلاد فوالله متى ما ارتقينا بالعقل والفكر فلن نحتاج إلىمحاكم ولن نحتاج إلى سجون

ولن نحتاج إلى بلديات وعمال نظافة ولن نحتاج إلى خدم وخادمات بتلك الكثافة ولن نحتاج إلى مرور ودوريات ولن

نجد للسرقة طريق .. ولن نرى ذلك الذي يدخن في سيارته مع عائلته والنوافذ مغلقة ولن نرى تلك الملابس المقززة للنفس

والتي تتلون بجميع الألوان وتحمل اسماء شخصيات لاتمت لنا ولا لمجتمعنا بصلة ناهيك بأنها غير مسلمة وهذه مصيبة

عضمى بأن نرى الطفل يرتدي فانيلة فريقه المفضل وعليها صورة واسم شخصية غير مسلم يدخل بها للمساجد

ويتباهى بإرتدائها وربما كتب عليها عبارات قبيحة باللغة الأنجليزية ولكن لايعرف معناها وايضا لن نرى من يرمي

النفايات من سيارته وهو يسير في الشارع ولن نرى من يكتب على

الجدران وفي دورات المياه اكرمكم الله.. فهل سوف يأتي اليوم الذي نرتقي فيه جميعا بعقولنا وفكرنا لكي يكون

لدينا مجتمع خالي من الشوائب يعيد لنا مجتمع سيد الخلق ومن بعده ويبتعد عن ترديد عباراة لايجوز قولها مثل

عبارة ياكبير التي تعود عليها الشباب بكل اسف في الملاعب الرياضية وغيرها.. هذا ما اتمناه .. وإن كان

مستحيلا.. دمتم بخير