لبرالي اسمه ( رامي ) جاء مرهقاً من عمله ومرهقاً من تفكيره في النيل من الدين العظيم فنام سريعاً فلم غط في النوم وأصبح في سابع نومه بدأ يحلم مع قيادة المرأة للسيارة
فحلِمَ أنه صدر أمر من وزارة الداخلية بالسماح لقيادة المرأة للسيارة في السعودية>>
لم يصدّق الخبر، فهذا أمر ينتظره منذُ أمدٍ بعيد وهو أمر يرى أنه أهم من كل القضايا الأخرى التي تخص المرأة، ليس لأنه يحلم، لالالالا أبداً فهذا حاله كحال من هم في اليقضة من هم من أمثاله في الفكر
عموماً صاحبنا قام سريعاً وأمسك بجواله وبدأ يرسل التهاني للمخزنين بجواله ووجد بين الأسماء أسماء نسائية لا يعلم كيف سجلهم عنده ومتى سجلهم !!! ثم قام بفتح اللابتوب وبدأ يرسل رسائل التهنئة عبر الايميل لمن عنده، لأن من الصعوبة ارسال رسائل لهم عبر الجوال وذلك لأنهم في مناطق بعيدة وأكثرهم لا يُجيد اللغة العربية !!!
وهو على ذلك فإذا بجواله يرن قام بالرد بسرعة فبادره المتصل بالسلام والتهنئة لهذا القرار الداخلي المفرح وقال معك صاحب قناة ( sss وهي قناة انجليزية ) نريد أن نسعد باستضافتك معنا في الاستديو للحديث حول هذا القرار.
فرحّب صاحبنا بذلك وقال هذا شي يسعدني أمهلوني ثلث ساعة وأكون عندكم، أغلق السماعة ثم بدأ بلبس أحسن الثياب ثم أخذ عقاله ووقف أمام المرآة وأخذ يدندن بأغاني فريد الأطرش وهو في غاية الفرحة والانبساطة، ثم قام بأخذ عطره المقارب للعطر النسائي وقام برشه على جميع أجزاء جسمه
بعدها أخذ قليلاً من الصبغ الموجودة على التسريحة الخاصة بة ووضعها على وجه الخالي من الشعر سوى شعر الحاجبين !!
ثم خرج وركب سيارة الفارهة واتجه مباشرة للاستديو، هناك كان في استقباله مذيعة البرنامج والتي لم تعلن القناة عن اسمها ( قد تكون حاجة في نفس القناة ) عموماً أخذ مكانه في الاستديو وأخذت المذيعة مكانها ووضعت رجل على رجل وكان بادياً منها ساقيها وبدأت بالسؤال ( وقد تم ترجمة اللقاء هنا باللغة العربية ) :
عزيزي رامي لا شك أن خبر السماح لقيادة المرأة للسيارة في السعودية هو خبر كنتم تنتظرون بزوغه على أحر من الجمر، والأن وقد صدر هذا القرار صف لنا شعورك.>>
بدأ صاحبنا رامي يتنحنح ويعيدها مراراً حتى ضبطت معاه ثم قال: بداية أشكر كل من كان له يد في نجاح هذه الحملة وعلى رأسهم منال شريف وبنت حويدر ونجلاء وممن كان لهم جهد الكتابة في الصحف وغيرها، وقد نجح ما كان يُسمى تحدي ومخالفة الانظمة !! وكنتُ حقيقة متوقع نجاح الحملة لأننا أثرنا العواطف بشكل كبير، وأما شعوري فهو شعور لا يوصف كيف لا؟ وقد فتح لنا باب للمسير في أهدافنا الأخرى.
المذيعة: طيب مستر رامي لماذا نجحت هذا الحملة ولم تنجح ثورة حنين مع العلم أن وراء كلاهما جماعة معروفة وبلد معروف ؟!
رامي: عزيزتي أما في ثورة حنين فكنا بالأصل أننا غير متوقعين نجاحها خصوصاً عند اقتراب الموعد، وذلك لأن الشعب يأمل خيراً في مليكهم، والأكبر من ذلك هو دخول علماء البلد دخول قوي ولأن الشعب محافظ فقد أيقنا أننا سنخسر المعركة، وفعلاً خسرنا أشد خسارة
أما حملة المطالبة بقيادة المرأة للسيارة فإننا أدخلنا النساء كعنصر قوي فهو يثير عواطف الرجال حتى أننا أشرنا للبعض منهن بالخروج للقيادة وتصوير ذلك ونشره عبر اليوتيوب والحديث حول أهمية القيادة حتى نصل للمطلوب، وها نحن اليوم وصلنا لما نريده ونجحت الحملة خير نجاح.
المذيعة: عذراً رامي ألم تكونوا تخشون أن يشك ولاة الأمر والشعب في صدق هذه المطالبة خصوصاً أنكم تطالبون في أقل حقوق المرأة وتركتم المطالبة في الحقوق الأخرى وهي الأكبر والأهم.
رامي: نعم نعم حقيقة حاولنا أن نظلل على الدولة والشعب بأن المرأة تبدأ بالقيادة لتصل لباقي الحقوق الأخرى ثم بعد ذلك نأتي للمطالبة بالحقوق الأخرى وأقولك سر عزيزتي لو أننا بدأنا من أكبر حقوقها ثم لم تنجح فإننا نخشى أن نطالب بالأخرى فتفشل في ظل فشل الاولى وحتى نصل للمطالبة الأخيرة وهي مرادنا الحقيقي قد يكون حينها دب اليأس فينا، وأبشرك مشت عليهم !! ومثلك عارفه أيتها الآنسة أن نجاح الحملة تدعونا للسير أكبر في الوصول لمبتغانا.
المذيعة: شكراً رامي على حديثك وصراحتك الغير مستغربة منك، ونتمنى منكم المواصلة على هذا المنوال حتى نرى مجتمعكم السعودي قد أصبح كما تتمنونه بالضبط !
ختاماً مستر رامي هل من كلمة أخيرة في هذا البرنامج؟
رامي: كلمتي الأخيرة أحب أن أوجّهها لأخواني وأخواتي المساوين لفكري أن لا نتوقف عن عمل الحملات التي تصل بنا إلى ما نريده مهما كلّف الأمر، وأن نتظاهر أننا مع الدولة قلباً وقالباً لنحقق الحلم في دولة هي محط أنظار العالم الإسلامي.
المذيعة: أبداً مستر رامي استغلوا فترة الازمات وإنشغال الدولة حينها تصلوا للحلم الحقيقي، وفي ختام هذا البرنامج هذه تحية من طاقم البرنامج وتحية مني شخصياً وحتى نراك في مناسبات أخرى مفرحة نقول لك إلى اللقاء !!
انتهى اللقاء وخرج رامي من الاستديو متبختراً فرحاً وركب سيارته وتوجهه لمنزله عائداً وكان يسير بسرعة جنونية وفجأة ارتطمت سيارته بسيارة شحن كبيرة ومن قوة الارتطام صحى صاحبنا من نومته العميقة فلمّا انتبه وعلم أنه لم يكون سوى في حلم قام بضرب الطاولة بجانبه ضربة قوية بيده في غضب شديد وقال:
يبدو أننا لن نحقق احلامنا هنا
فيا فرحة ما تمت.