من المحتمل أن يحدث كسوفاً جزئياً للشمس هذا اليوم الثلاثاء ما بعد الساعة العاشرة صباحاً وسوف يُشاهد في المملكة
وللأسف فإن الكسوف يمر دون وعي أو تفكر في حقيقة الكسوف ولماذا يحدث، ولعل السبب في ذلك بعد الجهل يرجع إلى أن معظم الناس يعتقد أن الكسوف يحدث نتيجة حسابات فلكية وتحركات طبيعية للكواكب وهذا صحيح ، لكن الحقيقة أن الكسوف هو عبارة عن تنبيه وتذكير من الله سبحانه وتعالى لعبادة ، وإلا لما شرعت صلاة الكسوف وكثرة الإستغفار.
لقد ساهم الإعلام بشكل مباشر أو غير مباشر في فقدان الشعور بأهمية الكسوف والتخوف منه وذلك لأن الناس تسمع بالكسوف قبل أشهر من حدوثه، وهذا يوحي بأن الأمر عادي وحدوثه غير مستغرب أو ليس له أي أهمية أو دلالة. لا أحد ينكر أن حدوث الكسوف هو نتيجة تداخل الكواكب وأنه مبني على حقائق علمية وحسابات فلكية، ولكن هل يعقل أن يحدث الكسوف دون أن يكون له فائدة أو حكمة!؟.
اليوم أطالع الصحف فأجد أكثرها يدعوا للنظر فقط مجرد نظر !! دون ذكر للصلاة !
الله المستعان
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من شدة خشيته لله يخرج فزعا يظنّ الساعة قد قامت لما كسفت الشمس في عهده وهذا من قوّة استحضاره لقيام الساعة وشفقته منها
وأمّا نحن فقد أصابتنا الغفلة حتى لم يعد أكثر الناس يرون فيها إلا مجرّد ظاهة طبيعية يعمدون فيها إلى لبس النظّارات وحمل الكاميرات والاقتصار على التفسير العلمي الدنيوي لها دون أن يدركوا ما وراء ذلك من التذكير بالآخرة وهذا من علامات قسوة القلب وقلة الاهتمام بأمر الآخرة وضعف الخشية من قيام الساعة والجهل بمقاصد الشّريعة وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفزع عند حدوث الكسوف والخسوف
وليس بلازم أن يعلم الناس بما يحدثه الله عند الكسوف ، وقد يعلم بذلك بعض الناس دون بعض، وقد يدفع الله بصلاة المسلمين ودعائهم عن العباد من الشرور ما لا يعلمه إلا الله . فالواجب على المسلم التسليم لحكم الله والعمل بشرعه ، والإيمان لحكمته ، فإنه العليم الحكيم سبحانه وتعالى .
قال الله تعالى { وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ في السَّمواتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }!!.
وكم هم المعرضون اليوم عن هذه الايات والتي يخوّف بها الله عباده وقد تكون نذير شر على العباد فينتبهوا ولجأوا إلى الصلاة والدعاء والصدقة والذكر والاستغفار
فاتقوا الله يا إعلام أتقوا الله عز وجل في هؤلاء الناس الذين جعلتموهم لا يدركون لماذا يصلي المسلون الكسوف وهم في خوف ووجل.