بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن شريط الرسائل التفاعلية في القنوات الفضائية وسيلة ربحية مهمة غير كونها وسيلة ناجحة لجذب المشاهدين وكثير من القنوات الفضائية تعتمد على شريط الرسائل اعتماداً كبير كمصدر دخل مهم حتى أن بعض القنوات ليس لها هدف إن الكسب المادي من هذا الشريط الذي تكمن خطورته في ضعف التحكم في هذا الشريط وترك المشاهدين يتبادلون المعلومات العادية والخطيرة دون رقيب ولا حسيب وتبقى مهمة مراقبة الشريط في منع الرسائل المتعلقة بالغزل أو بالكلام القبيح أما غير ذلك فالأمر مفتوح حتى في تقديم وصفات علاج لا يعرف مصدرها أو حتى في تقديم حلول لمشاكل زوجية أو أسرية من مشاهدين غير متخصصين ؟!.
شريط قنوات المجد وخاصة قنوات الأطفال وعلى الرغم من وجود رقابة شديدة إلا أنه يشكل خطراً كبير على مدمني متابعة هذا الشريط خاصة وأن رواد هذه الشريط غالبيتهم من النساء وخاصة من الفتيات الصغيرات في السن ؟! تترك لهن الحرية في سرد مشاكلهن الأسرية والزوجية وفي سرد تجاربهن المتعلقة بالجمال أو معاجلة بعض الأمراض وهنا مكمن الخطر ؟! ، تتحدث إحداهن عن مشكلة مع أبيها أو أخيها أو زوجها ثم تنهال الرسائل والتوصيات ظاهرها الصلاح بينما هي في حقيقة الأمر تزيد في تعقيد المشكلة العائلية تصل أحياناً إلى حد تأليب الزوجة على زوجها حتى إن أحداهن تقول لأخرى : " أنا لو منك ما أجلس عنده دقيقة واحدة " ، وكأنها مصلحة أو خبيرة اجتماعية ؟! ، والأدهى والأمر أن هذه الشريط مع الأسف أصبح متنفساً قوياً لمن تعاني من مشكلة عائلية خاصة من تلك التي تعاني من معاملة زوجها وبدلاً من أن تلجأ إلى متخصصين في الإصلاح الاجتماعي تلجأ إلى شريط القنوات ثم تتلقى الحلول الخطيرة والتوصيات القبيحة ؟! والأخطر من ذلك أن طرح المشاكل الزوجية من طرف واحد هي الزوجة يسبب ردة فعل خطيرة في نفوس الفتيات الصغيرات غير المتزوجات فمن خلال تلك الرسائل تتوهم المسكينة أن الحياة الزوجية كلها نكد في نكد !! حتى أنني قرأت رسالة لفتاة لم تتزوج تقول أنها لن تتزوج طالما أن هذه هي تصرفات الزوج ؟! ، وقد والله تعجبت من نقاش دار على شريط القناة العلمية حول أيهما أفضل الأخ أم الزوج وصعقت من كمية النساء اللواتي يفضلن الأخ على الزوج ؟! وهذه مصيبة عظيمة أن لا تعرف الزوجة المسلمة حق زوجها ولا منزلته وقد قال صلى الله عليه وسلم: " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " ، رواه الترمذي؟! وفي حديث آخر عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ولا ترفع لهم إلى السماء حسنة : العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى عنها والسكران حتى يصحو " .
خطورة طرح المشاكل الاجتماعية عبر شريط الرسائل يقابله أيضاً خطورة طرح التجارب المتعلقة بالجمال والحمل ومعالجة بعض الإمراض فهذه وصفة لتبييض البشرة وتلك للحمل والأخرى لمعالجة العرق وكلها مع الأسف لا تستند على أساس علمي أو طبي بل تستخدم مركبات عشبية ربما بعضها سام والضحية المسكينة تلك الفتاة العاجزة التي لم تجد إلا شريط القنوات الفضائية لمعالجة مشكلة لديها مع توفر الحلول الطبية المضمونة بمجرد زيارتها لأخصائية تجميل .
إن على القائمين على قنوات المجد أن يتقوا الله في ما يسمح بنشره على شريط الرسائل التفاعلية ولا يكتفى فقط بمنع الرسائل الغزلية أو تلك التي تحمل عبارات خادشة للحياء بينما يسمح برسائل ملغومة تؤدي إلى التفكك الأسري أو إلى مشاكل صحية لا يعلمها إلا الله ، وأتمنى من القائمين على قنوات المجد تخصيص أخصائيين اجتماعيين ونفسيين وطبيين أيضاً لمتابعة تلك الرسائل والرد عليها ردوداً علمية حتى تتحقق الفائدة للجميع وأنا على يقين أن شريط الرسائل التفاعلية سيكون مصدراً للدخل مهماً إلى جانب كونه مصدراً لإيجاد الحلول الاجتماعية والنفسية والطبية الصحيحة المبنية على أساس علمي .