بسم الله الرحمن الرحيم
أيام قليلة وتنطلق العمليات التحضرية للمرحلة الأخيرة من التعداد العام للسكان والمساكن 1431 هـ الذي سيبدأ العد الفعلي فيه في الثاني عشر من شهر جمادى الأول ويستمر لمدة خمسة عشر يوماُ ، وهذا التعداد إستثنائي تنفذه مصلحة الإحصاءات العامة بناءاً على قرار مجلس التعاون الخليجي الذي ينص على أن تقوم دول الخليج العربي بعملية إحصاء السكان والمساكن خلال عام 2010 ، إذ من المعروف عالمياً أن التعداد العام للسكان والمساكن يتم تنفيذه كل عشر سنوات وكانت مصلحة الإحصاءات العامة قد نفذت آخر تعداد عام 1425 هـ ، وقبلها أجرت المصلحة ثلاث علميات لإحصاء السكان كان أولها عام 1384 ثم تلاه تعداد 1394 ثم تعداد 1413 هـ .
التعداد العام للسكان والمساكن عملية ضخمة يتطلب الإعداد له والتحضير له أكثر من سنتين ما بين توقيع المسميات السكانية وترقيم البلكات وعد المساكن لتهيئة السجلات والقوى العاملة التي تحتاجها عملية العد الفعلي التي لا تستغرق أكثر من خمسة عشر يوماً ويشارك بها آلاف الموظفين والمعلمين وتكلف ميزانية لا تقل عن 250 مليون ريال ، الجديد بالذكر ان هذا التعداد سيشارك فيه أكثر من أربعين ألف معلم يشرف عليهم أكثر من أربعمائة موظف ما بين مشرف ومساعد مشرف وإداري من موظفي مصلحة الإحصاءات العامة وبعض الجهات الحكومية كوزارة الصحة والزراعة والتخطيط .
مفهوم التعداد
تعداد السكان هو العملية الكلية لجمع وتجهيز ونشر وتحليل البيانات الديموجرافية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالسكان وتوزيعهم على المناطق الجغرافية المختلفة في زمن معين ، وهذا يعني أن يعد كل فرد من الأفراد الموجودين على قيد الحياة داخل حدود بلد معين في لحظة وتاريخ معين وأن تسجل خصائصه الاجتماعية والاقتصادية في تاريخ إسنادها الزمني المحدد لكل منها منفصلة عن خصائص غيره من أفراد الأسرة .
أهداف التعداد
يمكن تلخيص الأهداف العامة للتعداد العام للسكان والمساكن فيما يلي :
1- جمع ونشر المعلومات الديموجرافية والاجتماعية والاقتصادية للسكان بهدف توفير متطلبات الدولة واحتياجات المخططين والباحثين من البيانات الأساسية عن السكان والمساكن التي تتطلبها خطط التنمية .
2- توفير إطار حديث لكافة الأبحاث الإحصائية المتخصصة التي تجرى بأسلوب العينة مثل بحوث القوى العاملة , ميزانية الأسرة , الخصوبة , والوفيات والهجرة ...الخ .
3- إيجاد قاعدة عريضة من البيانات واستخدامها كأساس موثوق به في إجراء الدراسـات والبحوث التي تتطلبهـا برامج التنميـة الاقتصادية والاجتماعية والإدارية .
4- توفير البيانات والمؤشرات السكانية دوريا لقياس التغير الحادث في الخصائص السكانية مع مرور الزمن ، وإجراء المقارنات المحلية والإقليمية والدولية ، ومراجعة وتقييم التقديرات السكانية المستقبلية .
فئات العاملين في التعداد
المشرف : وهو من كبار موظفي المصلحة من ذوي الخبرات ويشرف على منقطة إدارية واحدة .
ئائب مشرف : وهو من مظفي المصلحة وهو من ذوي الخبرة ويشرف على أكثر من خمسة مساعدين .
مساعد مشرف : وهو من موظفي مصلحة الإحصاءات العامة أو من الجهات الحوكية الأخرى ويشرف على خمس مناطق مفتشين .
المفتش : وهو في العادة يكون مدير مدرسة او وكيل مدرسة ويعمل معه خمسة مراقبين .
المراقب : وهو في العادة يكون معلم ذو خبرة ويعمل معه خمسة عدادين .
العداد : وهو في العادة يكون معلم ويشرف على منطقة عد واحدة لا يزيد عدد الأسر عن 150 أسرة .
تجربتي
كانت أول مشاركة لي بحكم أني موظف في مصلحة الإحصاءات العام في التعداد العام للسكان والمساكن عام 1413 في منطقة جيزان وبالتحديد من مدينة صامطة جنوب جيزان حتى حدود اليمن وكان أول عملية تحضيرية للتعداد شاركت فيها كانت عام 1410 في ميدنة الخفجي ، ثم شاركت في تعداد السكان عام 1425 في مدينة الرياض وكنت خلالها أشرف على جزء كبير من مدينة الرياض وبالتحديد حي السفارت وحي المحمدية والنخيل حتى نهاية مدينة الرياض باتجاه الشمال ولا شك أن مشاركتي في التعداد تعتبر تجربة رائعة ومفيدة بالنسبة لي إذ ليس من السهل أن تشرف على جزء من مدينة ويعمل تحت إشرافك أكثر من 130 شخص ما بين مدير مدرسة ووكيل مدرسة ومعلم وهو الغالب فيهم حيث تكون مسؤولاً عن تدريبهم وتوجيههم فهذه تعطيك ثقة في نفسك وخبرة في الحياة لا يمكن أن تكتسبها من مجالات أخرى ويكفي في مشاركتي في التعداد أو حتى في العمليات الإحصائيات الأخرى التعرف على مناطق في أرجاء المملكة لا يمكن أن تتهيء لي زيارتها كمنطقة جيزان والجوف ، ويكفي كذلك الصداقات التي إكتسبتها من واقع تعاملي مع المعلمين ولعلك تتخيل أن معلمين في منطقة جيزن ومنذو عام 1413 ولا زالوا يسألون عني ولا زالت تربطني ببعضهم صداقات تتجد كلما زرت منطقة جيزان .
لا شك أن المشاركة في التعداد اكسبتي تجربة رائعة لن أنساها في حياتي أبداً تخللها أوقات عصيبة ومواقف طريفة ومحرجة ولعل من الطرافة أني اكتشفت أن المعلم إذا جلس على كرسي أصبح كالطالب تماماً : يتأخر ، يغيب وربما يغش في الإختبار .