بسم الله الرحمن الرحيم
صحيح البخاري - كتاب التهجد :
1103 حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا الوليد هو ابن مسلم حدثنا الأوزاعي قال حدثني عمير بن هانئ قال حدثني جنادة بن أبي أمية حدثني عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته .
قال ابن بطال : وعد الله على لسان نبيه أن من استيقظ من نومه لهجا لسانه بتوحيد ربه والإذعان له بالملك والاعتراف بنعمة يحمده عليها وينزهه عما لا يليق به تسبيحه والخضوع له بالتكبير والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه أنه إذا دعاه أجابه , وإذا صلى قبلت صلاته , فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به ويخلص نيته لربه سبحانه وتعالى
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي :
التعارّ: اليقظة مع الصوت بذكر الله.
قال بدر العيني رحمه الله في عمدة القاري شرح صحيح البخاري : ( وتعار بفتح التاء المثناة من فوق والعين المهملة وبعد الألف راء مشددة وأصله تعارر لأنه على وزن تفاعل ولما اجتمعت الرآن ادغمت إحداهما في الأخرى وقال ابن سيده عر الظليم يعر عرارا وعار معارة وعرارا صاح والتعار السهر والتقلب على الفراش ليلا مع كلام وفي ( الموعب ) يقال منه تعار يتعار ويقال لا يكون ذلك إلا مع كلام وصوت وقال ابن التين ظاهر الحديث أن تعار استيقظ لأنه قال من تعار فقال فعطف القول بالفاء على تعار وقيل تعار تقلب في فراشه ولا يكون إلا يقظة مع كلام يرفع به صوته عند انتباهه وتمطيه وقيل الأنين عند التمطي بأثر الانتباه وعن ثعلب اختلف الناس في تعار فقال قوم انتبه وقال قوم تكلم وقال قوم علم وقال بعضهم تمطى وأنَّ )
وفي شرح سنن ابن ماجه للسيوطي : والدهلوي ( من تعار من الليل بفتح تاء وراء مشددة بعد الف أي استيقظ ولا يكون الا يقظة مع كلام أي انتبه بصوت من استغفار أو تسبيح أو غيرهما )
قال الشيخ العباد في شرح سنن ابي داوود : ( قوله: [ (من تعار من الليل) ] يدخل في هذا ما إذا استيقظ من غير إرادة منه، أو عمل شيئاً ينبهه ليقوم، فكل ذلك داخل؛ لأن كله استيقاظ سواء كان بسبب أو بغير سبب. )
كم نحن غافلون عن هذا الوقت العظيم الذي تستجاب فيه الدعوة بإذن الله .