قراءة في الزمن الجميل !! راحوا الطيبين !

[أبو البقاء]

قراءة في الزمن الجميل !!

• المرحلة: قبل بضع عشرة سنة .

• وصف الحالة الانثروبولوجية لناس ذلك الجيل:
"وعلم الانثروبولوجيا .. لمن أراد التوضيح" :
(علم الإنسان من حيث هو كائنٌ اجتماعي ..
أعماله ، سلوكه ، إنتاجه الخ .. )
كانت من البساطة بمكان أن لا يشغل الشاب سوى
عمله أو دراسته، ثم فراااغ طويل ممل ..
لكنه – الفراغ - أضفى على تلك المرحلة أسلوبا ماتعا
في استجلاب لحظات الخيال والأحلام التي يسعى لتحقيقها
في مقبل سني عمره ..
•كانت القنوات الفضائية في بدايتها ..
ولم تسيطر على حياة الناس بعد ..
ولم يكن به ..انترنت ، جوال ، (( بلاك بيري)) ، تويتر ، كيك ،
فيس بوك ، ماسنجر !! مما يشغل عقل الشاب الصغير
عن تخيلاته وتفكره في المستقبل ..
• في تلك الفترة من الزمن الجميل البريء ..
( ما قبل سن الزواج بسنوااات ) ،
كنت أرى من يكبرني وقد بدأ الخُطا نحو استشراف
عالم الحب العفيف، يهيم وجدا في الليل،
يناجي القمر على صوت إلقاء بندر الدوخي (المخملي)
في برنامجه الأدبي الشهير بإذاعة الرياض
( غرشة عطر )
فما ينتهي – ذلك الشاب – من سماع المذياع حتى
يدير اسطوانة الكاسيت مستمعا للشاعر طلال السعيد
وهو يلقي قصائده النبطية العذبة.. فتحلق به بين النجوم
في سماء صافية خالية من أضواء وزعيق هذا الجيل !!
• وفي النهار يجري بحثا عن محبوبته واهما
فلا يرى سوى السرااااب !!
• ومع ذلك كله .. كانت النفوس راضية ،مستبشرة ، عفة ،
لا حسد ، لا تنابذ ، لا تكاد تسمع سوى العتاب العذب الرقيق الخالي
من مكدرات النفوس ، بينما الابتسامة تملأ المحيا
أينما وجهت عينيك وجدتها ( الابتسامة ) تملأ الأفق تزاحم السحاب ..

• والسؤال .. ياترى ..من غيب البسمة عن شفاه الجيل الحاضر ..؟
• هل نعمة التقنية تحولت إلى نقمة؟
• أم أن لكل جيل زمانه ورؤاه وأحلامه .. وأيضا ابتسامته ؟!

• وحتى تحين إجابتكم الكريمة أترككم مع هذه الأبيات
التي قلتها في لحظة استرجاع للماضي الجميل
بخياله وحبه وبساطته .. وحتى ... ابتسامته ..!

فعلا .. راحوا الطيبين !!



قراءة في الزمن الجميل


هاض شعري وانتهض لمح البصر
وانتقى من وقتي ازهار الشبــــاب
**

طفــت بالذكـــرى مشاويــر العمـــر
يوم قلبي ما عرف جــــــرح الغياب
**

ولا لــبَس ثــوب المحبــّـة واشتهر

يـوم كلٍّ في الهوى لبْس الثــــــياب
**

نــاس تخـــطب بالمَسا ودّ القــمر
وناس تطرد من هقاويها السراب
**

ليلــها منثــور في (غـرشة عطر)
فاحت انسام الفرح ، والحزْن ذاب
**

لا حسد ، لا قلب قاسي ، لا غدر
كــنّ ربــي ما خــلق غير العتـاب
**

كانت البسمة على اشْفاه البـشـــر
لـونها أزهـــى مِن الْـوان السحاب
**

وفي عيــون الجــيل لدّيت النـــظر
غابت البسمة ، وهي أغلى الزهاب


وسلامتكم


أبو البقاء