والحادثات وإن أصابك بؤسُها .. فهو الذي أنباك كيف نعيمُها
سُجِن شابٌ ليس لوالدته إلا هو ، فذهب النوم عنها وأخذ الهم منها كل مأخذ ، وبكت حتى ملَّ منها البكاء ،
ثم أرشدها الله إلى قول : (( لا حول ولا قوة إلا بالله )) ،
فكررت هذه الكلمة العظيمة التي هي كنز من كنوز الجنة ،
وما هي إلا أيام – بعدما يئست من خروج ابنها – وإذا به يطرق الباب فامتلأت سروراً وغبطةً وبهجةً وفرحاً ،
وهذا جزاء من تعليق بربه وأكثر من دعائه وفوَّض الأمر إليه ،
فعليك بلا حول ولا قوة إلا بالله ،
فإنها كلمة عظيمة ، فيها سرُّ السعادة والفلاح ، فأكثري منها ، وطاردي بها فلول الهمِّ ، وكتائب الحزنِ ، وأشباح الاكتئاب ،
وأبشري بسرور من الله وفرج قريب ، وإياك أن ينقطع بكِ حبلُ الرجاء ،
أو تصابي بالإحباط ، فإنه ما من شدةٍ إلا ولها رخاء ، وما من عسرٍ إلا وبعده يسر ،
سُنَّةٌ ماضية ، وقضيةٌ مفروغٌ منها ، فالله الله في حسن الظن بالله ، والتوكل عليه ، وطلب ما عنده ،
وانتظار الفرج منه .
لا تجعلي من متاعبكِ وهمومكِ موضوعاً للحديث ؛
لأنكِ بذلك تخلقين حاجزاًَ بينك وبين السعادة .