أنا .. والملك عبد العزيز.. إخوان نورة ..
عَلى غَير عادةِ العرَب ِالجَاهلييّن اتــّخذ َ الإمامُ (الملكُ) عَبدُ العزيزِ بنٌ عبدِ الرحمَنِ - رحمَهُ الله- أختــَه (نــُورَة)
عـُزوة ً لهُ ينتخيها كلّ ما ألم ّ به طــَارِئ ، وكلمَا شعَر بحَاجتهِ لأنيس ٍومشيرٍ في سياسةِ حكمِه ، أو عَائلتِه .
*********
وُلـِـدَتْ كُبرى شقيقاتِ الملك ِ عام 1292 هـ وارتبطتْ بأخيها الملكِ برباطٍ وثيقٍ منذ ُ الطفولةِ المبكرةِ ،
وكانتْ رفيقة َ دربه ِ حينمَا خرجَ الإمامُ إلى مشارفِ الجزيرة ..
***********
كانتْ عاملا ً مُهماً في شَحذِ هِمّتهِ لاستِعَادة ِ مُلكِ آبائهِ ..
وحينمَا عزَم َ على الخــُروج ِ بكتْ والدتهُ ، وحَاولتْ أن تثنيـَه ُ ، لكنّ نورة َ شجعتهُ وحثــّتهُ على استعادةِ الريَاض ..
*********
ثم بَرزَ دورُها لمّا استقـرّ الحُكمُ ، وكانَ من زواجِهَا من
( سُعودِ الكبيرِ ) أسْمَى رمزٍ للمصَالحةِ بينَ الملكِ وأبناءِ عمومتِه ..
إذ كان يكنُّ لها الحُبّ .. وكانتْ بحكمتِها وتعقـلِها عَاملاً مؤثرًا في رأبِ الصراع ِبينهُ وبينَ المَلِك ..
***********
عَلاقة ٌ وثيقة ٌ بينهَا والمَلك .. امتزجتْ فيهَا الأخُوةُ والصّداقة ُ..
ودليلُ ذلكِ أنّ الملكَ كانَ يزورُها يوميا ً.. ولما وصلَ الهَاتفُ إلى الرياضِ أمرَ بمدِّ أولِ خط ٍّ هاتفيّ بين قصرِهِ وقصْرِهَا ..
***********
ولذلكَ فلا عَجبَ أن تـَحظى (نُورة ) بمكانة ٍ خاصةٍ عند المَلِك ..
لم تحظ َ بها أيُّ امرأةٍ في عَصرِهَا ..لقد كانَ يتعزّى بها في حـُروبــِه ..
كانَ يقولُ ( أنـَا أخــُو نـُورة ) ..
***********
ولمَّا تــُوفــّيتْ بكـَاهَا الملكُ بكاءً شَديداً .. وبعدَ أن دُفـِنتْ أقـْبلَ على بيتِ ابنتِها الجُوهَرة وعينـَـاهُ مُحْمََرتان ِ مِن البُكـَاء ..
وأخذ َ يضمُها بقــُوة ٍوحـُزنٍ شَديدٍ .. فالتقتْ دُموعُهَا بدمُوعِه وتنهداتهَا بتنهداتِه ..
وكأنّه يستنشقُ فِيهَا رَوائحَ أمِّهَا الحَبيبَة .. كانَ يَبكِي أُخـْـتاً ورفيقة َ دربٍ وشقيقة َ رُوح ..
*********
لـَـقدْ أمرَ الملكُ بإطلاقِ السُّجناءِ وأنّ يَحجَّ كلُّ فقيرٍ في العَامِ القادم ِ على نفقتِه ..
كمَا أمَر بــِنـَحْرِ عددٍ مِنَ الأنعام ِ وعرضِها في مخيماتٍ لإطعام ِ الجَائعين .
رحِمَ الله ُ الجَميعَ بواسِع ِ رحمتهِ وفضلِه .
************
وبعدُ .. أحَبـّتِي أعضَاءَ مُنتدَانا الغَالي ..
هلْ أنعمَ الله ُعليكَ بأختٍ تكبُرُكَ في السِّن ..؟
كيفَ هي عَلاقتــُكـُما ؟
هل تستطيعُ أن تــَنـْـتخِي باسْمِهَا في مَجْلس ِ الرّجَال ؟!
كمَا كانَ يفعلُ الملكُ عبدُ العزيزِ رَحمَهُ الله .
************
أمّا أنــَا فـَهذهِ رسَالتِي إلى أُختِي الحَبيبَةِ (( نورة)) ...
* أُختِي الحَبيبة َ نُورة :
ها هِي المَادة ُ تطغَى على كلِّ شيء ، ويَعلـُو صَوتـُها فوقَ كلَّ صوتٍ ، فالكلُّ مهرولٌ إلى مصلحتِه
لا يهتمُّ من يدوسُ في الطريقِ ، ها هُو ظلامُ المادةِ يلفــٌّـنا ، وفي وسَط هذا الظلام ِ الدامِس ِ
أراكِ بصيصًا من نورٍ، وشعلةً من أمَلٍ ، تضيءُ بعضَا مِن الطــّريق .
* أختِي الحَبيبَة :
تشــُدنِي كلمَاتــُكِ بعيدًا عن دُنــُوّ الأرض ِ ، و تسْمُو بي إلى أعَالِي السّماء،
وتشدُّ يدُكِ على يدِي فَيربُط ُ اللهُ على قلوبنـَا فتتلاشَى الأرقامُ والحِسَاباتُ ، و المَصالحُ ، وتغدُو كلـُّها أصْـفاراً أمَامَ عَظمةِ هذِه النِّعمَةِ الجَليلةِ .. صِلةِ الرّحِم ِوالقــُربى ..
فطــُوبى للأبناءِ الصّـغــَااااار مِثلِي في كــَنفِ أخـْتِهمُ الكُبرى ..
فـــي خـَـافـِـقي شفت الأملْ ينتظرهَــا / يرسم خيالات ِ الزّمنْ حلـْم واشْجـــَان
في شَالها ، في بشــْتها ‘ في عطرهَـا / فــْ كلّ الأماكنْ ، كانتِ أختِي ..والاكــَوان
حتى النجوم اللي ضُوتْ مع قـُمرها / حتّى الشجَر في نُوح وَرْقِه بَالاغصَان
ذكرك .. مَلا قــَلبي ، ورُوحِي غَمرها / (نــُورة) ..عَسى يُومي قبَـل يُومِك ازْمــَان
هــَذِي رسَـــالة حُبْ ، وصُوتِــي وتــرهَا / يطــربْ لهَــا قلبــي ويرَدّد بَالالحَــــان
__________________________________________________ _
دمتم على خير