السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ....
أقسم الله بالضُّحى وبالعصر وبالصُّبح وبالفجر وبالليل وبالنهار ، وهذه هي حياة الإنسان
كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله حيث قال: الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما
يعني أن الليل والنهار يأخذان من حياتك فخذ منهما وتزوّد فيهما لما أمامك
ولذا كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: إني لأكره أن أرى الرجل فارغا ، لا في عمل الدنيا ، ولا في عمل الآخرة .
والوقتُ أنفسُ ما عُنيتَ بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيعُ
استغل وقتك فهو عمرك ، وسوف تسأل عنه .
قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يَزِد فيه عملي .
وسُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير ؟
قال : من طال عمره ،وحسن عمله .
قيل : فأي الناس شر ؟
قال : من طال عمره ، وساء عمله . رواه الإمام أحمد والترمذي .
وقد ذكر ابن القيم – رحمه الله – من أنواع الغيرة: الغيرة على وقت فات .
والوقت إذا فات ومضى لا يُمكن تعويضه
وأما المال فيذهب ويُمكن تعويضه في وقت آخر .
ها هو الوقت بين يديك ، وهو عمركِ فاعمره بما يسرّك في القيامة أن تَراه .
إن اليوم والليلة لا تزيد على أربع وعشرين ساعة
ولكن من الناس من تمر عليه وقد ملّ منها ومن طولها لطول فراغه ، وعدم إشغال نفسه بما ينفع .
ومن الناس من يتمنّى أن اليوم والليلة يطول حتى يقضي منهما أشغاله الدينية والدنيوية .
قال ابن القيم – رحمه الله – وأعظم هذه الإضاعات إضاعتان هما أصل كل إضاعة :
إضاعة القلب
وإضاعة الوقت
فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة
وإضاعة الوقت من طول الأمل
فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل
والصلاح كله في اتِّـباع الهدى والاستعداد لِلقاء .
ونحن الآن في أفضل الأيام وأحبها إلى الله عز وجل أيام عشر ذي الحجة التي لا تساويها أيام في الفضل
فأوصي إخواني الكرام باستثمار الوقت بما يعود عليهم بالأجر الكبير والخير الكثير
وأوصيهم بالصيام فيما تبقى من أيام ولا أقل من صيام يوم عرفة الذي يكفر عنك سنتين سنة ماضية وسنة قابلة وهذا والله من الإحسان من الله على الإنسان أن يجعله مستشعراً للأجر والثواب مبادراً للعمل الصالح
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد