بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ) ، فالإنسان منذ مولده وحتى مماته وهو يكابد مصائب الدنيا إذ لا راحة في الدنيا وقد قيل لأحمد بن حنبل متى الراحة يا أبى عبدالله : قال إذا وضعت قدمي في الجنة ومع ذلك " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " ، يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه ، وهو كذلك يعلم أن المصيبة إما تمحيص وإما تكفير ذنوب وحينما يكون كذلك تجده في قرارة نفسه أسعد الناس على وجه الأرض وفي نظر الناس هو أتعسهم وهنا الفرق بين المؤمن والكافر ؟! ، فالحياة بطبيعة الحال كلها منغصات فلا يكاد أحدنا يخرج من مصيبة إلا ويقع على أخرى يبدأ يومه بالهم ويختمه بالهم ومن ليس له هم همته ذنوبه والسبيل إلى الخلاص من الهموم ؛ هموم الدنيا وهموم الآخرة سهل ميسر وعلاجه في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم : عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي كعب عن أبيه قال للنبي صلى الله عليه و سلم : ( كم أجعل لك من صلاتي قال : ما شئت . قال : الثلث . قال : ما شئت و إن زدت فهو أفضل . قال : النصف . قال : ما شئت و إن زدت فهو أفضل . قال : اجعل لك صلاتي كلها قال : إذاً يكفيك الله همك و يغفر لك ذنبك ) .
شرح الحديث ( إسلام ويب ) :
( إني أكثر الصلاة عليك ) أي أريد إكثارها . قاله القاري ولا حاجة لهذا التأويل كما لا يخفى .
( فكم أجعل لك من صلاتي ) أي بدل دعائي الذي أدعو به لنفسي قاله القاري . وقال المنذري في الترغيب : معناه أكثر الدعاء فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك .
( قال ما شئت ) أي أجعل مقدار مشيئتك .
( قلت الربع ) بضم الباء وتسكن أي أجعل ربع أوقات دعائي لنفسي مصروفا للصلاة عليك .
( فقلت ثلثي ) هكذا في بعض النسخ بحذف النون وفي بعضها فالثلثين وهو الظاهر .
( قلت أجعل لك صلاتي كلها ) أي أصرف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي .
( قال إذا ) بالتنوين ( تكفى ) مخاطب مبني للمفعول .
( همك ) مصدر بمعنى المفعول وهو منصوب على أنه مفعول ثان لتكفى فإنه يتعدى إلى مفعولين والمفعول الأول المرفوع بما لم يسم فاعله وهو أنت ، والهم ما يقصده الإنسان من أمر الدنيا والآخرة ، يعني إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة علي أعطيت مرام الدنيا والآخرة .
إذا أكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تكفى همك ويغفر ذنبك .
إن أردت سداد دين فأكثر الصلاة على النبي .
إن أردت ذرية طيبة فأكثر الصلاة على النبي .
إن أردت زوجاً فأكثر الصلاة على النبي .
إن أردت وظيفة فأكثر الصلاة على النبي .
باختصار : إن أدرت شيئاً من الدنيا فأكثر الصلاة على النبي .