احبتي في المنتدى :
مررت على هذه القصيدة فأعجبتني واستوقفتني كثيرا
فأحببتها لكل أب عاش تلك اللحظات اللتي عاشها الشاعر او يعيشها الان وإليكم القصيدة :
أين الضجيج العذب والشغب أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدها أين الدمى في الأرض والكتب
أين التشاكي دونما غرض أين التشاكي ماله سبب
أين التباكي والتضاحك في وقت معا ’والحزن والطرب
أين التسابق في مجاورتي شغفا إذا أكلوا وإن شربوا
يتزاحمون على مجالستي والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوق فطرتهم نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم بابا إذا فرحوا ووعيدهم بابا إذا غضبوا
وهتافهم بابا إذا ابتعدوا ونجيهم بابا إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملئ منزلنا واليوم ويح اليوم قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت أثقاله في الدار إذ غربوا
إغفاءة المحموم هدأتها فيها يشيع الهم والتعب
ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم في القلب ما شطوا وما قربوا
إني أراهم أينما التفتت نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم في الدار ليس ينالهم نصب
وبريق أعينهم إذا ظفروا ودموع حرقتهم إذا غلبوا
في النافذات زجاجها حطموا في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزاليجه وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهت عيني كأسراب القطا سربوا
بالأمس في (قرنا يل) نزلوا واليوم قد ضمتهم حلب
دمعي الذي كتمته جلدا لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا من أضلعي قلبا بهم يجب
ألفيتني كالطفل عاطفة فإذا به الغيث ينسكب
قد يعجب العذال من رجل يبكي ولولم ابك فالعجب
هيهات ما كل ألبكا خور إني وبي عزم الرجال أب
من كتاب تربية الأولاد في الإسلام تأليف \عبدا لله ناصح العلوان
الجزء الأول الصفحة52
الشاعر \ عمر بهاء الأميري