للإرتقاء بالمنتدى : اجعل من ردودك إضافة ذات قيمة للموضوع - أن تكثر من الردود المفيدة خير من إغراق المنتدى بالمواضيع - لا تقرأ موضوع مفيد دون أن تجعل لك فيه بصمة - أبلغ الإدارة عن مشاركة سيئة وابتعد عن نقد كاتب الموضوع أو الموضوع - لا تسرق جهد غيرك وتنسبه لنفسك وأكتب عبارة منقول أسفل الموضوع المنقول

تابعونا follow us

آخر 10 مشاركات
ونيت لنقل الاثاث الخفيف 0551302420 اتصل الان           »          دينا لنقل الاثاث المستعمل بالرياض 0551302420 اتصل الان           »          نقل عفش مع الفك والتركيب 0551302420 اتصل الان           »          شراء الاث المستعمل بالرياض 0551302420 اتصل الان           »          سائق خاص هندي للمشاوير           »          سيرة الأمير فيصل بن تركي ((( كحيلان )))           »          عصفور على غصن الحياة .......           »          الخيط الرفيع بين الأجيال           »          الكذب وأنواعه وسبل علاجه           »          تعليم جدول الضرب الأعداد الكبيرة لأبناكم


العودة   منتديات عرقة > الظهيرة للشؤون الدينية > مجلس الظهيرة العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
قديم منذ /06-02-2009, 08:25 PM   #1

الحُلم العَذب

اوسمتي

غير موجود

 رقم العضوية : 144
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 الجنس : أنثى
 المكان : خَلفَ الغَمَامْ ..
 المشاركات : 642
 النقاط : الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع

SMS 

"❤"

MMS

 

Post ((إمام مسجد يسمع صوت إبنه وهو ساجد))سبحان الله العظيم..‎

كمـ أعجبتني هذه القصة كثيرا وأثرت فيِ بالغ الاثر فأحببت نقلها لإخوتي


بسم الله الرحمن الرحيم..


دارت أحداث هذه القصة في عطلة الحج قبل سنتين في منطقة الشعيبه وهي منطقه ساحليه بريه
على شواطىء البحر الأحمر
تقع جنوب جده على طريق الليث,, وتعتبر منطقة تخييم < طلعات> للشباب والعوائل في إجازة الشتاء


المهم كنا 5 من الشباب وصلنا الصباح و نصبنا خيمتنا على شاطئ البحر وكالعادة ذبحنا الذبيحة ووو الخ
أنا بصراحة وأعوذ بالله كنت الوحيد بينهم ما أصلي نهائيا يعني وقتها كان عمري 21 ولا أركعها
مع أن أبوي إمام مسجد و كنت أطيعه في كل شي يقوله ويامربه ألا الصلاة
وفي حياتي ماسمعتة يدعي على ماكان يقول غير الله يهديك ويصلحك بس
كان يقومني للصلاة أروح اخذ فره بالسياره وارجع بعد ما يخلصون
لأنه هو أول واحد يدخل المسجد وأخر واحد يطلع منه
عشان كذا مراح يفقدني
يعني كنت عاصي لدرجه مو طبيعيه,,,,


المهم بعد ما تغدينا جهزوا الشباب عدتهم يبغون ينزلون البحر يروحون رحلة غوص
وطبعا كان لازم واحد يجلس في الخيمة جلست أنا لأني موقد كذا في الغوص
جلست لوحدي في الخيمة وكان جنبنا شباب أذن واحد منهم وطلعت برى
شفتهم يتجهزون للصلاة قلت تجنبا للإحراج خلني انزل للبحر
اخذ لي شوط سباحه,,


المهم لبست ونزلت للبحر .. مشيت مشيت الين جيت في منطقه حلوه للسباحه موعميقه مره ولا قريبه
سبحت وسبحت وسبحت ومنطقة الشعيبة معروفه بالأجراف
تعرفون الأجراف أكيد,,


المهم تعبت شوي وقلت خلني أنام على ظهري وأهمل جسمي على أساس أريح شوي وارجع
سويت الحركة و جلست أطفو شوي وووفجأه حسيت أن واحد سحبني لتحت ونزلت تحت المويه
حاولت أوقف على ارض البحر وادف نفسي فوق على بالي أن المسافة مترين تقريبا
اثاريني وأنا أسبح بعدت ونزلت في جرف وأنا ما ادري وطبيت في منطقه عمقها 5 أمتار تقريبا


حاولت اطلع حاولت وحاولت مااقدرت حسيت كان فيه شخص فوقي وماسكتي مع راسي ويدفني لتحت
احاول بكل الطرق اللي تعلمتها في النادي ماقدرت اطلع
كنت في حاله ياشباب لا احسد عليها
كنت متلخبط واخبص في المويه حسيت أني ولاشي,
حسيت وقتها أني اضعف من الذباب


من منكم في يوم حس انه عاجز عن نفسه؟
بدأ النفس يضيع النفس مني بديت احس بالدم يحتقن في راسي
بالعربي بدأت احس بالموووووت,,,,,


بديت أتذكر أبوي وأمي وإخواني وأقاربي وأصحابي وعيال الحارة والعامل في البقاله
وكـــــل شخص مر علي بحياتي تذكرت كل شيء سويته وكلها في ثواني معدووده,,
وبعدها تذكرت نفسي,,,!!!


بديت اسأل نفسي: صليت؟لا, صمت؟لا, حجيت؟لا, تصدقت؟لالالالالالالالالالالالالا
أنت في طريقك لربك خلاص مفارق لدنياك مفارق لأصحابك كيف تبي تقابل ربك؟؟؟؟


وفجأة سمعت صوت أبوي وهو يناديني باسمي ويقول قوم صلي
تكرر الصوت بأذني ثلاث مرات بعدها سمعت صوته وهو يأذن
حسيت انه قريب بيجي يطلعني صرت أنادي عليه وأصيح
باسمه والمويه تدخل في فمي
أصيح وأصيح مامن مجيب..
حسيت بالملوحة المويه في أعماق جسمي
وبدا النفس يتقطع,,


أيقنت بالهلاك,,حاولت انطق بالشهادة.. نطقت أشهـ.. أشهـ..
ولا اقدر أكملها كأن فيه يد قابضه على حلقي تمنعني من نطقها حسيت أن روحي خلاص بتطلع,,
وتوقفت عن الحركه,,
وهذ آخر شي كنت أتذكره,,


صحيت في الخيمه وكان عندي عسكري من خفر السواحل والشباب اللي جنبنا,,
أول ما صحيت قالي العسكري حمد لله على السلامة ومشي
سالت اللي عندي قلت منهو ذا ومتى جاء وكيف قالوا ما ندري
جانا فجأه وطلعك وزي ما تشوف مشي فجأه!!!!


سألتهم قلت شفتوني وانا في المويه قالوا مع أننا كنا على الشاطي لأكن قسم بالله ماشفناك
ما درينا عنك الايوم جاء العسكري وطلعك من البحر,,
مع العلم أن مركز خفر السواحل يبعد عن خيمتنا تقريبا حوالي 20 كيلو متر طريق بري


يعني يبيله تقريبا ثلث ساعة عشان يوصل لنا أذا جاه بلاغ....
وحادث الغرق صارت في دقائق معدوده
واللي جنبنا وهم اقرب ناس مني وقتها يحلفون انهم ما شافوني
كيف شافني العسكري وجاني؟؟؟وربي اللي خلقني ليومكم ذا ما اعرف كيف وصل لي..!!


ودق جوالي مسكته ألا وهو أبوي بدت الأمور تتلخبط عندي بدا التشويش قبل شوي سمعت صوته والحين يتصل؟؟


رديت عليه كفيك وش أخبارك سألني قالي أنت بخير وكررها كذا مره
طبعا ما ابي اعلمه عشان مايقلق سايست الأمور وقفلت..
قفلت من عنده و قمت صليت ركعتين في حياتي ماصليت مثلها


ركعيتين جلست اصليهم في نص ساعه
ركعتين صليتها من قلب صادق
وبكيت فيهم الين انبح صوتي
في نفس اليوم يوم رجعوا الشباب قلتلهم أنا ماشي ورجعت للبيت
اول مارجعت كان ابوي موجود


اول ما فتحت الباب الا وهو في وجهي قال تعال ابيك
جيت معاه قال امنتك بالله وش صار معاك اليوم العصر؟؟
تفاجأت واندهشت وتبلعمت ما قدرت اتكلم...
حسيت كأن عنده خبر!!
كرر السؤال مرتين...
المهم حكيت له بالتفصيل الممل


قالي والله اني سامعك تناديني وانا ساجد السجود الثاني في آخر ركعه وكانك في مصيبه
مابعدها مصيبه
انت تناديني بصياح واحس قلبي يبي يتقطع وانا اسمع صوتك وما دريت عن نفسي الا وانا ادعيلك بأعلى صوتي
والناس تسمع,,


وفجاه حسيت كأن واحد كب علي مويه بااااارده,
طلعت من المسجد بعد الصلاه واتصلت عليك على طول والحمد لله رديت
علي وحسيت اني ارتحت اكثر,,
لكن ياولدي الصلاة انت مفرط فيها وعلى بالك
الدنيا بتدوم لك ماتدري أن ربك يقدر يقلب حالك في ثواني
وهذا شي بسيط من اللي يقدر ربك يسويه فيك,,
لكن ربي كاتب لك عمر جديد......


عرفت أن اللي أنقذني من الموقف كان برحمة الله اول شي ثم دعوة ابوي لي,,
وهذه لمسه بسيطة من لمسات الموت لكي يرينا الخالق عز وجل أن الإنسان مهما بلغت قوته وبطشه


يصبح اضعف مخلوق أمام بطش الله وجبروته عز وجل
ومن يومها ماغابت عن بالي الصلاة ولله الحمد
ويا شباب عليكم بطاعة الخالق وطاعة الوالدين
صدقوني من بر والديه مراح يخيب ابد,,


برهم أساس سعادتك في
الدنيا وتوفيقك وحمايتك من
الشرور بعد طاعة الله عز وجل

منقوله من بريدي..



قصه مؤثــــــــــــرة جداًصراحهـ ..








   رد مع اقتباس
قديم منذ /06-02-2009, 09:03 PM   #2

سفـ عرقه ـير

عضو فضي

غير موجود

 رقم العضوية : 103
 تاريخ التسجيل : May 2009
 الجنس : ذكر
 المشاركات : 963
 النقاط : سفـ عرقه ـير المستوى الرابع سفـ عرقه ـير المستوى الرابع سفـ عرقه ـير المستوى الرابع سفـ عرقه ـير المستوى الرابع

 

افتراضي

قــرن الله عــزوجـل حـقهـ تعـالـى
بحــــق الوالديــن ،، اعـــرف الله
فــي الرخاء يعرفك فـــي الشـــدة
ربي وفقنـــا للعمـــل بمايرضـــيك
ووفقنا لبر والدينا يارب العالمين







   رد مع اقتباس
قديم منذ /10-21-2009, 04:57 PM   #3

الحُلم العَذب

اوسمتي

غير موجود

 رقم العضوية : 144
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 الجنس : أنثى
 المكان : خَلفَ الغَمَامْ ..
 المشاركات : 642
 النقاط : الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع

SMS 

"❤"

MMS

 

افتراضي

شاكرهـ مروركـم ,,








-











()..!

   رد مع اقتباس
قديم منذ /10-21-2009, 05:37 PM   #4

ابتسامة عرقه

غير موجود

 رقم العضوية : 37
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 الجنس : أنثى
 المكان : ♥ عرقهـ ♥
 المشاركات : 1,608
 النقاط : ابتسامة عرقه المستوى الرابع ابتسامة عرقه المستوى الرابع ابتسامة عرقه المستوى الرابع ابتسامة عرقه المستوى الرابع

SMS 

حٍينَ أتأملُ أتٍسَاع السَماءْ أُدركْ أنْ الضٍيقَ سَيتلاشَى .. وأبْتَسٍمْ =)

MMS

 

افتراضي





إن على الجيل الذي عصفت به الأمراض النفسية، أن يتعرَّف على المسجد، وأن يمرّغ جبينه، ليرضي ربه، أولاً، ولينقذ نفسه من هذا العذاب، وإلا فالدمع سوف يحرق جفنه، والخوف سوف يحطِّم أعصابه وليس لديه طاقة تمدَّه بالسكينة والأمن إلا الصلاة.
ثلاثون سبباً للسعادة
الشيخ/عائض القرني
ـــــــــــــــــــــــــ
بورك ما طرحتي ..







.
.
.
.
.
.

   رد مع اقتباس
قديم منذ /10-21-2009, 06:14 PM   #5

قديمك نديمك

غير موجود

 رقم العضوية : 313
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 المشاركات : 123
 النقاط : قديمك نديمك المستوى الأول

 

افتراضي


أسأل الله العظيم أن يجزيك خير الجزاء وأن يجعل ما نقلت لنا في موازين حسناتك
كما أسأله أن يجعلنا مما يقرأ الفوائد والعبر فيرقى إلى مرضات ربه
ونسأله أن يعيننا على طاعته وأن يجعل قرة أعيينا في الصلاة ..

ونحمده سبحانه أن جعل باب التوبة مفتوح .







   رد مع اقتباس
قديم منذ /10-21-2009, 07:29 PM   #6

الحُلم العَذب

اوسمتي

غير موجود

 رقم العضوية : 144
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 الجنس : أنثى
 المكان : خَلفَ الغَمَامْ ..
 المشاركات : 642
 النقاط : الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع

SMS 

"❤"

MMS

 

افتراضي

ابتسامة عرقه
وإياكـ يالغاليه
شاكرهـ مروركـ
..



قديمك نديمك
اللهم آميــــــــــــــــن
شاكرهـ مروركم
..








-











()..!

   رد مع اقتباس
قديم منذ /10-22-2009, 02:13 PM   #7

محمود درمش

غير موجود

 رقم العضوية : 172
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 الجنس : ذكر
 المشاركات : 146
 النقاط : محمود درمش المستوى الأول

 

افتراضي في لجــج البحــر

.

قصة جميلة ومؤثرة ..
لم أملك دمعتي أن همت وانحدرت

يا الله ما أشد لحظات الموت !!


الأخت الفاضلة .. همس الجروح
شكرا جزيلاً


---------------- --- -------- --- ----------------

وقد ذكرتني هذه القصة بقصة قريبة منها للشيخ علي الطنطاوي .. عنوانها :

فـي لجــــــج البحر

الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يرثي نفسه


--- --- -------- --- ---


مات علي الطنطاوي . ( الشيخ يتكلم عن نفسه في تلك الفترة وهي قبل أكثر من 60 سنة)

وليس عجبا أن يموت، والموت غاية كل حي،
ولكن العجيب أن يرجع بعدما مات، ليصف للقرء الموت الذي رآه...

وكان ذلك من شهرين، وكان على سيف البحر في بيروت، وكان البحر هائجا غضبان،
يرمي بأمواج كأنها الكثبان، وقد فرّ منه الناس، فليس في الشطوط كلها،
على طولها وامتدادها (من سان سيمون إلى الأوزاعي) إلا نفر قليل.

ولم يكن يعرف من السباحة إلا درسا واحدا، كان قد تلقاه من أكثر من ثلث قرن،
على معلم لم يسبح أبدا، هو أن يقف حيث لا يصل الماء إلى الصدر، ثم يحاول أن ينبطح،
ويسيب قدميه، ويخبط بيديه، ويبقى على ذلك مقدار ما يبتلع من ماء البحر (وهو كشربة الملح الإنجليزي) ما يملأ معدته وأنفه.. ثم يخرج.
وكان مع شاب تونسي من علماء جامع الزيتونة، ولا يمتاز في السباحة عنه إلا بأنه أجهل فيها منه، حتى هذا الدرس لم يحضره لأنه لم يكن ولد،
فلما كبر لم يستطع ان يأخذ مثله، لأن ذلك (المعلم) كان قد مات.

وتركا (الحمام) حيث النساء العاريات، ثم أخذت أسبح السباحة التي أعرفها: أرفع رجليّ، وأحرك يديّ،
فإذا تعبت خرجت أستمتع بالشمس والهواء، وكنت ممتلئا بالصحة، أكاد أتوثب من النشاط توثبا، وكان الموت بعيدا عن فكري، والموت أبدا أبعد شيء في أفكارنا عنا،
وإن كان أقرب شيء في حقيقته منا، نتناساه وهو عن أيماننا وشمائلنا، نشيع الجنائز ونمشي معها ونحن في غفلة عنها،
نتكلم كلام الدنيا، ونرى مواكب الموت تمر بنا كل يوم، فلا نفكر ولا نعتبر، ولا نقدّر أننا سنموت كما ماتوا، ومات من كان أصح منا صحة،
وكان أشد منا قوة وأكبر سلطانا، وأكثر أعوانا، فمنا دفعت عنه الموت لما جاءه صحته ولا قوته، ولا حماه منه سلطانه ولا أعوانه،
نعرف بعقولنا أن الموت كأس سيشرب منها كل حي، ولكننا ننسى هذه الحقيقة بشعورنا وعواطفنا، وتحجبها عنها شواغل يومنا، وتوافه دنيانا،
يقول كل واحد منا بلسانه: إن الموت حق وإنه مقدّر على كل حي، ويقول بفعله: لم أموت، لقد كتب الموت على كل نفس إلا نفسي،
فلا يزال في العمر فسحة لي دائما، ولن يأتي أجلي أبدا.


وعاودت الدخول في الماء، وأطلت البقاء فيه، وما أحسست وأنا أتزحزح شبرا فشبرا، أني جاوزت هذه البركة،
وبلغت موضعا من البحر عميقا، علمت بعد أن فيه تيارا يتحاماه السباحون القادرون، فكيف بمن لم يكن يتقن من السباحة إلا فن الرسوب.

وحاولت الوقوف فإذا أنا لا أجد الأرض الصلبة من تحتي، وحاولت أن أرفع رأسي فأنظر،
فإذا أنا لا أجد الهواء ولا أبصر شيئا، وأحسست أن الماء المالح قد تدفق على فمي، وأنفي،
فأنا لا أملك إلا أن أبلعه وأنشقه، وبدأت أحس آلاما لا تصوّر ولا توصف، ليست في الرأس، وليست في عضو من الأعضاء وحده،
ولكنها في كل ذرة من جسدي، وروحي، وشعرت كأن قد ألقيت علي صخرة ضخمة،
وأن أعصابي تجذب من تحتها وتقلع، كما تجذب خيوط الحرير مما خالطها من الشوك، وصار كل همي من دنياي أن أجد نسمة واحدة من الهواء فلا أجدها، فقلت: هذا هو الموت،
هذا هو الموت الذي أفر من الكلام فيه والحديث عنه، والذي أراه بعيدا عني، لم يحن حينه، ولم يدن موعده، لذلك كنت أؤجل التوبة من يوم إلى يوم، أقول إذا بلغت من الشباب تبت،
فلما بلغتها قلت: أتوب في الأربعين، فلما جاوزتها قلت: أنتظر حتى أتم بناء الدار، فلما أتممتها قلت: أتوب وأتفرغ إلى الله، إذا بلغت سن التقاعد، كأني أخذت على مَلَك الموت عهدا،
ألا يطرق بابي حتى أبلغ سن التقاعد، فها هو ذا قد جاء على غير ميعاد

وكان أول ما خطر على بالي، أني كنت أتمنى ميتة سهلة سريعة تكون على الإيمان، وأن هذه الأمنية تلازمني من أزمان، فخشيت أن أكون قد سعيت إلى هذه الميتة فأكون (والعياذ بالله) منتحرا،
ورحت أفكر فيما صنعته من لدن دخلت الماء، فإذا أنا لا أذكر من ذلك شيئا، وإذا أنا أشعر أنه غدا بعيدا عني كأنه قد كان من سنة، لا من دقائق معدودات،
وصغرت الدنيا في عيني، كأني أراها من طيارة قد علت في طباق الجو، ومن كان على سفر، يسرع ليلحق القطار، هل يرى من الشوارع التي يجتازها شيئا؟
هل يغريه منها جمال ساحر، أو فن طريف؟ إنه يحس بها غريبة عنه، وأنها ليست له، يغدو منظرها في عينه كصورة زائفة فكيف ينظر إلى هذه الدنيا من أيقن الموت؟

لقد امحت (والله) صورة الدنيا كلها من أمامي . ومالي وللدنيا، ولم يبق لي فيها إلا لحظات معدودات، أنا أتجرع فيها ثمالة كأس الآلام؟
لم يبق لي منها ما يغريني بها، حتى الأهل والولد شغلت بنفسي عنهم، فلا تصدقوا ما تقرؤونه في القصص من أن المشرف على الغرق، يفكر في أحبائه أو في أعماله،
أو في أدبه وعلمه ومقالاته وأشعاره، أو يهمه ما يقال فيه من بعده وما كان ذلك من غير المسلم، أما المسلم فلا يرى في تلك الساعة إلا ما هو قادم عليه.

وازدحمت عليّ الخواطر فيما أفعله، فحاولت التشهد والتوبة أولا، فلم أستطع النطق بشيء مما كان في فمي من الماء،
وازدادت علي الآلام ولكنها لم تقطع خواطري، وكان ذهني في نشاط عجيب ما أحسست مثله عمري كله، وكنت بين خوف من الموت ورغبة فيه:
أرغب فيه أرجو أن تكون هذه الميتة على الإيمان، وأخاف لأنه ليس لدي ما أقدم به على الله، وقد فاجأني الموت، كما يفاجئ التلميذ المهمل، الذي لا يزال يؤجل المطالعة والحفظ، ويقول:
الامتحان بعيد، وتمضي الأيام، حتى إذا رآه صار أمامه قطع أصابعه ندما، وأذهب نفسه حسرة، وما نفعه ذلك شيئا.


هذا هو امتحان يسير، أسوأ ما فيه أن تذهب بالسقوط فيه سنة من عمره سدىً، فكيف بالامتحان الأعظم، الذي ما بعده إلا النعيم الأبدي في الجنة، أو الشقاء الطويل في النار،
الامتحان الذي ليس فيه (إكمال) ولا تعاد له دورة، و لا يجبر فيه (كسر) درجة، و لا تنفع فيه شفاعة شافع، ولا وساطة ذي جاه أو مال،
ورأيت موقف الحساب رأي العين، وقد شغلت كل أمري نفسه، والناس يدعون ليأخذوا نتائج الامتحان، فمن أخذ كتابه بيمينه، وحمل إلى الجنة فهذا هو الفائز،
ومن أخذ كتابه بشماله وسيق إلى النار فهذا هو الخاسر، وهذا هو الخسران المبين.

وعرضت عملي، فلم أجد لي عملاً من أعمال الصالحين، فلا أنا من أهل المراقبة الذين لا يغفلون عن الله طرفة عين،
ولا أنا من المبتعدين الذين يقومون الليالي الطوال والناس نيام، ويناجون ربهم في الأسحار، وما أنا من المتقين الذين يتجنبون المحرمات،
ما أنا إلا واحد من الغافلين المذنبين، أي والله فبم أقدم على الله؟

ونظرت فإذا كل ما ربحته من عمري لحظات، لحظات كنت أحس فيها حلاوة الإيمان، وأخلص فيها التوجه إلى الله تقابلها عشرات من السنين كنت سابحاً فيها في بحار الغفلة،
تائهاً في بيداء الغرور، أحسب من جهلي، أن الأيام ستمتد بي، لم أدر أن العمر ساعات محدودة، و أن ذلك هو رأس مالي كله، فإن أضعته لم يبق لي من بعده شيء.

ذكرت حديثاً كنت حفظته في صباي (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، و فراغك قبل شغلك، و غناك قبل فقرك، و حياتك قبل موتك).
وندمت لأنني لم أكن وضعته في صدر مجلسي، واتخذته منهجاً لحياتي، ولكني لم أعرف (مع الأسف) معناه، ولم أدرك حقيقته، إلا عندما انتهت حياتي.

وفكرت فيما كنت أكابد من ألم الطاعة، فإذا الألم قد ذهب وبقي الثواب، ونظرت فيما استمتعت به من لذة المعصية، فإذا هو قد ذهب وبقي الحساب،
فندمت على كل لحظة لم أجعلها في طاعة.

ونظرت فإذا المقاييس كاملة تتبدى ساعة الموت، وإذا كل ما كنت أحبه وأنازع عليه، قد صار عدماً! وإذا أنا لم آخذ معي شيئاً، بنيت داراً فما حملت معي منها حجراً،
واقتنيت مالاً فما كان لي منه، إلا ما ظننت من قبل أني خسرته، وهو ما أخرجته لله، وكتبت آلفاً من المقالات في عشرات من السنين،
وكان لي من القراء والمستمعين ملايين وملايين، فما نفعني إلا كلمة قلتها لوجه الله
وأين هي؟ لقد تركني هؤلاء المعجبون (كما يقولون) بأدبي وبياني أموت الآن وحدي، ما جاء واحد منهم ليأخذ بيدي، وما أقبل واحد منهم يدفع الموت عني!

وعرفت لذائذ الحياة كلها، فما الذي بقي في يدي وأنا أموت غرقاً من لذائذ، وما الذي استبدلته بالعمل الصالح الذي لا أرجو النجاة الآن إلا به؟

لقد كان إبليس يشغلني عن الخشوع في الصلاة بالتفكير في (البنطال) أن يفسد كيه السجود، ويخوفني أن تذهب صحتي، بقطع المنام لصلاة الفجر أو صيام أيام الحر من آب،
وأن أخسر حسن رأي الناس فيّ إن جهرت بقولة الحق، أو أن ينالني من ذلك أذى في جسدي أو في رزقي!


فوجدتني الآن أخسر الناس، إذ بعت الباقي، بهذا الوهم الزائل، كزنوج إفريقية الذين يعطون كنوز بلادهم وخيراتها
ليأخذوا خرزات لماعة، أو ساعة طنانة،أو هنة هينة من هينات الحضارة.

أما العاقل فيبذل ما لديه من متاع، ويعلم أن الذي يعطيه اليوم، هو الذي يبقى له غدا، وأن الذي يحتفظ به ويخفيه يخسره ويخرج من يده، ويكون مستعدا للسفر في كل لحظة..
وأما الأحمق فيتمسك بخيمته ومتاعه القليل ويقول: أنا باق هنا، هذه هي داري، وهذا متاعي، وما الدار الآخرة إلا أكاذيب جرائد، وأساطير محررين،
وأن أكون أحمق فأبيع عاجلا حاضرا، بآجل موهوم، ويرى الناس يطيرون كل يوم فلا يفكر ويظن أنه وحده هو الباقي
حتى يجيء دوره، فيحمل قسرا لا يملك دفعا ولا منعا، ويخسر ما كان له في الجزيرة، ولا يلقى في أمريكا إلا جحيم الفقر والحاجة إلى الناس.

وغلبني ألم الموت، ولم يعد في طوقي أن أفكر، فرجعت إلى الله وتصورت كرمه وعفوه، وكان يغلب عليّ الأمل وحب الحياة
فأضرب بيدي ورجلي وأرفع يميني أشير بها، ثم يدركني اليأس فأسلم أمري إلى الله، ولم اكن أتمنى بعد المغفرة، إلا شيئا واحدا
هو أن يخفف الله عني بتعجيل موتي، أخشى أن يطول بي هذا الألم فوق ما طال.

وقد خيّل إليّ أني بقيت على ذلك ساعات، ولكن تبين لي من بعد، أني لم ألبث أكثر من دقيقتين، في دقيقتين أحسست هذه الآلام، ومرت في ذهني هذه الخواطر.

وهذا من العجائب التي أودعها الله النفس البشرية، فأنت ترى حلما تعيش فيه عشرين سنة بأحداثها، ولا تكون قد نمت اكثر من خمس دقائق.

ثم لما خارت قواي، وأوشكت أن أغوص فلا أطفوا أبدا، خيّل إليّ أني أسمع أصواتا تناديني، وأحسست بيدي تمس شيئا صلبا،
أدركت أنه طرف من زورق، ففرحت فرحة ما فرحت قط مثلها، وشعرت أني أرفع إلى الزورق،
ثم غبت عن نفسي وهم يمسكون برجليلأخرج بعض ما في جوفي من ماء البحر.

لقد خرجت بنفس جديدة، واتعظت موعظة أرجو أن تدوم لي، وعرفت قيمة الحياة
وحقيقة الموت، ونحن لا نعرف من الموت إلا ظاهره دون حقيقته
نراه عدما، ونندب القريب والحبيب إن وضعناه في حفرة باردة، وخلفناه وحيدا، تأكله الدود، وليس حبيبك الذي أودعته الحفرة
ولكن جسده، والجسد ثوب يخلع بالموت، كما تخلع الحية ثوبها، فهل يبكي أحد على ثوب خلع!؟

وما الموت إلا انتقال إلى حياة أرحب وأوسع، إلى النعيم الدائم أو الشقاء الطويل، ولو كان الموت فناء لكان نعمة.

ولو أنا إذا متنا تركنا
لكان الموت راحة كل حي

ولكنا إذا متنا بعثنا
ونسأل بعدها عن كل شيء

فإذا كان الموت سفرة لابد منها، فالعاقل من تهيأ لها، وأعد لها الزاد والراحلة، وذكرها دائما كي لا ينساها، ونظر في كل شيء
فإن كان مما يستطيع أن يحمله فيها حرص عليه، وإن كان مجبرا على تركه وراءه زهد فيه وانصرف عنه.


وبعد. فلا يهنئني أحد بالسلامة، بل ليدع لنفسه ولي بحسن الخاتمة، فإني أخاف والله ألا أجد ميتة أكون فيها حاضر القلب مع الله
مستشعرا التوبة، متصورا الدار الآخر، كما كانت هذه المرة.




رحم الله شيخنا الطنطاوي







عند الصباح .. يحمد القوم السرى

   رد مع اقتباس
قديم منذ /10-22-2009, 03:28 PM   #8

الحُلم العَذب

اوسمتي

غير موجود

 رقم العضوية : 144
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 الجنس : أنثى
 المكان : خَلفَ الغَمَامْ ..
 المشاركات : 642
 النقاط : الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع الحُلم العَذب المستوى السابع

SMS 

"❤"

MMS

 

افتراضي

محمود درمش
العفو
جزيتم خيراً على القصه

رحم الله الشيخ الطنطاوي


,,








-











()..!

   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd diamond
This Site Under control | Open Eyes Product
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009