بسم الله الرجمن الرحيم
سعدت بمرافقة رجل مبارك سافرت معه كثير ولكن لأول مرة أسافر معه لوحدنا قضيت معه أمتع الأوقات في ربوع محافظة العارضة بجازان في رحلة عمل خيرية ، في هذه الرحلة الماتعة لم أكتشف فيه خصال جديدة لأني اعرفه تمام المعرفة ولكن حدثت لنا مواقف جميلة وطريفة أردت أن أتحفكم بها اعود بها إلى المنتدى لعل الحياة تدب به مرة أخرى :
* وصلنا إلى المطار على متن سيارته متأخرين وزاد من تأخيرنا البحث عن موقف في مواقف المطار وبالكاد وجدنا موقفاً وحين وصولنا إلى الصالة الداخلية كان قد بقي على الرحلة 35 دقيقة منعنا الجهاز الإلكتروني من طباعة بطاقة الصعود فتوجهت مسرعاً إلى الكاونتر مستأذناً صف الطابور الطويل ولكن دون فائدة . أخبرت صديقي أن الرحلة أغلقت وليس لنا حل سوى تسجيل انتظار على الرحلة القادمة لكنه رفض بل سحبني بالقوة إلى صالة السفر الداخلية زاعماً أننا سنجد مخرجاً !! ، بحثنا عن بوابة السفر وبأسلوبه الجميل أقنع موظفي الخطوط بعذر التأخير وحاجة لنا للسفر وما هي إلا لحظات حتى اعطونا بطاقتي الصعود لمقاعد خصصت لي مشرفي الطائرة بل ورافقنا أحد المضيفين حتى مكان الجلوس والحمد لله .
* في عصر اليوم التالي انتقلنا إلى قرية صغيرة أعرف طريقها الترابي وتبعد عن سكننا حوالي 10 كم ، وكان هناك تنسيق مسبق مع كبير القرية للصلاة معهم صلاة العصر ولكنني أضعت الطريق حتى وصلنا مدخل قرية أصر علي بالدخول معها وأنا متردد فدخلت غير مقتنع وبعد دقائق قلت له ليس هذا طريق القرية ولا بد من الرجوع وهو يصر على المتابعة وهو لا يعرف القرية حتى ظهرت لنا منارة مسجدها من بعيد وحينها قلت له : لا اعاندك مرة أخرى .
* في المساء دعينا إلى وليمة زواج في قرية مجاورة للسكن وكان الزواج لابن وبنت رجل من أهل اليمن وكان غالب الحضور من الإخوة اليمنيين بلباسهم الجبلي المميز استمتعنا بالأهازيج الترحيبية الجميلة ولكن ما نكد على صديقي جلسات القات المنتشرة حولنا وهو يرى حرمتها وكنت أقول له أنهم من أهل اليمن والقات غير محرم عندهم والقات عادة في المناسبات ولم يقتنع وبعدها تبدل حال صديقي حينما جلس بجانبنا شاعر جميل أمتعنا بقصصه وقصائده الرائعة أحبنا وأحببناه حفظ أرقام جوالتنا وبعد عودتنا أرسل لنا هذه الأبيات مادحاً :
سلام من لدن رب رحيـــــــــم ......... على الأشياخ في الرهط الكريم
أبو عبدالإله اختط بيتا بقلبي ......... مثلما اختط الـ........................ي
إخاء صادق في الله صــــــاف ......... بإذن الله في ود رحيــــــــــــــــم
* بعد عودتنا إلى مطار الرياض سالمين والحمد لله نسينا حفظ رقم الموقف بحثنا عن السيارة دون جدوى وبعدها أمرني صديقي المبارك بالجلوس مع الحقائب وانطلق يسعى بين السيارات وبعد حوالي 20 دقيقة من البحث وجدها والحمد لله والعجيب أننا صلينا في مطار جازان صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصرنا وكنت معترضاً عليه أن نصلي العصر لأن وصولنا إلى الرياض سيكون قبل العصر على الأقل بنصف ساعة ضاعت كلها وزيادة في البحث عن السيارة وهو يقول لي مذكراً : ألم أقل لك .
هذه بعض المواقف الجميلة والطريفة مع هذا الرجل المبارك أخفيت اسمه حتى في القصيدة لمعرفتي به أنه سينكر علي التشهير به وهو رجل معروف و بصلاحه وحبه للخير تجمعني به صداقة من عهد الطفولة ، وفق الله هذا الأخ الكريم المبارك لما يحب ويرضى .