* الجلسة التاسعة والعشرون :
رمــضــــ 29 ـــــــان
{ وداعاً رمضان }
الحمد لله القيوم ، الحمد لله الرحمن الرحيم ، الجواد البرّ الكريم ، امتنا علينا بخير الشهور والأيام .
وأصلي وأسلم على النبي المصطفى والنبي المجتبى محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم .
وبعد :
ترحل شهر الصبر والهفاه وانصرما *** واختص بالفوز في الجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسرا *** مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرما
من فاته الزرع في وقت البذار فما *** تراه إلا يحصد الهم والندما
لك يا رمضان منّا أفضل تحية وسلام أتراك تعود علينا عاماً بعد عام أم تدركنا المنون فلا تئول إلينا الأيام .
رمضان نودع فيك أجمل الأيام ، نهارك صدقة وصيام ، ليلك قراءة وقيام .
مساجدنا فيك معمورة ، ومصابيحنا فيك مشهورة .
لقد قرب رحيلك ، وأزف تحويلك فشاهد لنا أو علينا بما أودعناه فيك من الأعمال كم من نفس تحزن لفراقك يا شهر الجود والخير .
السعيد من استغل أيامك ولياليك بالطاعات فبين قائم وصائم ومعتكف ، وبين مفرط ومضيع ، فمن أودع هذا الشهر عملاً صالحاً فليحمد الله على ذلك ويبشر بحسن الثواب ، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
ومن أودعه عملاً سيئاً فليتب إلى ربه توبة نصوحاً فإن الله يتوب على من تاب .
روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال آمين ثلاث مرات ، فلما سأله الصحابة أخبرهم أن جبريل أتاه فقال : " من أدركه رمضان فمات فلم يغفر له فأدخله الله النار ، فأبعده الله ، قل آمين فقلت آمين " .
وعن فضالة بن عبيد قال : " لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحبُّ إليّ من الدنيا وما فيها لأن الله يقول : " إنما يتقبل الله من المتقين " .
ويقول علي رضي الله عنه : ( كونوا لقبول العمل أشدّ اهتماماً منكم بالعمل ) وبعد ما أمضينا شهراً كاملاً في طاعة عظيمة صيام وقيام ، وذكر وتلاوة قرآن ، وصدقة وبر وإحسان .
فماذا بعد رمضان ؟
وصية السلف رحمهم الله يقول أحدهم : الحسنة تقو ل أختي أختي ، والسيئة تقول أختي أختي فسيرى المسلم أن من علامة قبول صيامه وقيامه وتلاوته أن يفعل الحسنة بعده .
اللهم تقبل منّا الصيام والقيام ، واغفر لنا الزلل والخطأ والآثام .
وصلي اللهم على نبينا محمد .