الحروب

imageبلدة عرقة 2024-05-16 11:42:52

الحروب ضد دهام بن دواس

ذكر المؤرخون كابن غنام وابن بشر و قبلهما المنقور والفاخري وابن عباد وابن يوسف وابن بسام معارك كثيرة في وسط نجد وأسافله الشرقية بما لا يتسع المجال لذكره، وتسجيل الوقعات التاريخية التي ذكرها المؤرخون لآل كثير تدل على قوتهم ومنعتهم وأنهم من قبائل العارض القوية.

وفى بداية القرن الحادي عشر أصبحت معاركهم تقع مع أمراء القرى القويين. ففي عام1097ه تقع لهم معركة بين آل عساف «2» أحد فروع بني كثير وبين عبدالله بن معمر على عرقة. وتقع معركة بين آل عساف وآل مغيرة على العرمة عام 1098ه «2» .

يروي لنا ابن غنام أن بدء الصراع بين الإمام محمد بن سعود ودهام بن دواس أمير الرياض كان في عام 1159هـ عندما هاجم الأخير بلدة منفوحة التي كانت تابعة للدرعية وقتذاك ، تعاونه قبيلة الظفير . وتم الهجوم ليلا ، وأخذ رجاله يعيثون فيها فسادا وقتلوا عددا كبيرا من أهلها . ولكنه فشل في الاستيلاء عليها ، وارتد عنها جريحا خاسرا بعدما أرسل إليها الإمام بنجدة تحت قيادة ابنه عبد الله  فكان هذا الهجوم الاستفزازي من قبل دهام هو بداية الصراع الطويل بين الطرفين . ويقال : إن اختيار منفوحة بالذات لهذا الهجوم ربما كان يرجع إلى محاولة دهام استعادتها بعد أن خرج منها مطرودا هو وإخوته . فعز عليه أن تدين منفوحة لآل سعود بالولاء ، وهو أحق بها منهم  .  

ورأى الإمام أن يرد على العدوان بالمثل ، وأن يبين لدهام أن الدرعية قوية وقادرة على أن ترى الصاع صاعين ، فأرسل بعضا من رجاله ، اقتحموا الرياض ليلا ، ووصلوا إلى قصر الأمير ، وألحقوا به بعض الأضرار ، وعادوا للدرعية دون خسارة تذكر  . وتوالت بعد ذلك الهجمات من الجانبين ، فغزا دهام بلدة العمارية ، وفتك بأميرها عبد الله بن علي ، وهي من البلدان الموالية للدعوة ، مما دفع الإمام إلى مهاجمة دهام بمساعدة أهل عرقة عند منطقة تسمى " فيضة لبن " وفيها هزم جيش الدرعية .

ما كان الإمام ليسكت على تلك الهزيمة فسرعان ما أعد جيشا من أهل الدرعية والعيينة وعرقة والقرى المجاورة لهما تحت قيادة عثمان بن معمر ، والتقى الفريقان في موضع يسمى " الوشام " ودار بينهما قتال شديد ، هزم على أثره دهام ، وقتل عشرة من رجاله  . وشجع هذا النصر الإمام على الخروج ببعض رجاله ، وأهل عرقة ، وهاجم الرياض نفسها ، وقتل من رجال دهام عشرة آخرين ، وسميت " بوقعة العبيد " أو غيضة .

1185 هـ :عثر فرس دواس بن دهام في صفاة الظهره التي بين عرقه والقواره فقتل وفيها قتل أخيه دواس وسعدون بن دهام أثناء حربه مع عبدالعزيز بن سعود بعد أسرهما وتقديمها للأمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود .

1186 هـ:خرج دهام بن دواس من الرياض منهزما بعد ما حارب مده سبع وعشرين سنه وجملة الذين قتلوا من أهل الرياض في هذه الحروب ألفان وثلاثمائة رجل ومن المسلمين ألف وسبعمائه رجل .

الحرب ضد ابن هبة الله

اشترك أهل عرقة مع أهل الدرعية في حرب ضد جيش ابن هبة الله المكرمي من أهل نجران ومعه جند من يام ومن العجمان في معركة قرب الحائر انهزموا فيها وقتل نفر من أهل عرقة والدرعية . ذكر ابن بشر في ( عنوان المجد ) في أحداث سنة 1178 هـ وما نصه :

( وفي هذه السنة في ربيع الآخر كانت وقعة الحاير المشهورة المسماة وقعة النجاين والحاير هو المعروف بحــاير سبيع بين الخرج والرياض . وسبب ذلك أن العجمان لما قتل منهم من قتل واسر منهم من اسر كما ذكرنا قبل , جدو في المسير إلى نجران لأخذ الثأر واستفاد الأسرى , فانو إلى صاحب نجران المسمى بالسيد حسن بن هبة الله فشكوا إليه ولســائر قبـائلــهم المعروفين بالوعلة وسائر يام واستجدوهم واستصرخوهم على المسير معهم على المسلمين , فأجابوهم إلى ذلك فـاقـبـل منهـم جموع عظيمة فوصلوا الحائر المذكور وحاصروا أهله ومن كان عندهم من المسلمين , فلما تحقق عبدالعزيز خبرهم استنفر إليهم جميع المسلمين , فسار إليهم وهم على الحائر , فوقع بينهم قتال شديد فأراد الله الكسرة على المسلمين فولوا منهزمين فقتل منهم أهل نجران نحو خمسمائة رجل وأسروا أسرى كثيرة وحزن من حضر تلك الوقعة أن الذي قتل من أهل الدرعية سبة وسبعون رجلا ومن أهل منفوحة سبعين رجلا ومناهل الرياض خمسين ومن أهل عرقة ثلاثة وعشرون ومن أهل العيينة ثمانية عشر رجلا ومن أهل حريملاء ستة عشر ومن أهل ضرما أربعة رجال ومن أهل ثادق رجل واحد ومع المسلمين بدو غيرهم من أهل الحاير وسبيع ويذكر أن الذي ضبط

الأسرى مائتان وعشرون ) عنوان المجد صفحة 47,48 . تاريخ ابن بشر

محاصرة قوات إبراهيم باشا لعرقة 

في عام 1232 هـ وأثناء حصار قوات إبراهيم باشا الدرعية أرسل سرية إلى عرقة فقاتل أهل عرقة قتال الأبطال ولكن القوة والكثرة تغلبت على الشجاعة فدخلت قوات إبراهيم باشا عرقة بعد اقتحام أسوارها العالية وقيل أن أهل القلعة وهي حي من أحياء عرقة القديمة هم من فتح بوابة الدروازة خشية بطش السرية العثمانية بهم ومع ذلك بقي أهل الصنع والظهيرة صامدين وقاتلوا قتال الأبطال فلم تستطع هذه السرية دخول الصنع أو الظهيرة فصالحوهم وخرجت السرية دون أن تقتل أحداً بعد أن أحرقت المزارع وهدمت البيوت .

ويذكر من ذكاء أهل الصنع في مقاومة السرية أنهم كانوا يغطون فتحات الأبراج بالخيش فتتحرك بفعل الهواء فيظنها الجند أنهم رجال فيطلقون النار عليها ، وعندما علم أهل الصنع عن مخازن أسلحة السرية والبارود المخزنة في غار بالشعيب اليمنى أطلقوا عليها النار فوقع انفجار دمر كل الذخيرة مما أدى إلى طلب الصلح من قبل السرية ، وبعدها طلب قائد السرية العثمانية أن يلتقي بالرجال المدافعين عن الصنع ليحييهم على صمودهم فنزل له عشرة من أهل الصنع على أنهم يمثلون أهل الصنع المدافعين عنه بينما هم كل المقاتلين ولما علم قائد السرية فيما بعد أن الرجال العشرة هم كل من كان يقاومه قال : لو كنت اعلم ذلك لقطعت أيديهم ؟! .  

بعد استيلاء إبراهيم باشا على الدرعية وقتل بعض أهلها وهدمه للبيوت وإحراقه للمزارع انتقل إلى عرقة وهاجم أسوراها بالمدافع من منطقة مرتفعة تسمى ( شعيب أبو رفيع ) ، لكنه لم يستطع أن يفعل شيئاً ، فقد ذكر أهل عرقة أن قوات إبراهيم باشا كانت إذا رفعت المدافع جاءت القذائف في الجبل أو الهواء وإذا أنزلها ضربت في الوادي فغضب ورحل عن عرقة دون أن يقتل أحد من عرقة الذين عرفوا بالقوة والشدة والشجاعة ناهيك عن قوة السور وضخامته وموقعها الإستراتيجي على ضفة وادي حنيفة والجبال تحيط بها .

جهاد أهل عرقة مع آل سعود ( تاريخ بن بشر )  

في عام 1159 أغار دهام بن دواس على العمارية فقتل منهم عبدالله بن علي وعقروا إبله فلما بلغ محمد بن سعود ذلك جمع أهل الدرعية وأهل عرقة وأراد أن يرصد لهم في فيضة لبن وهو الشعيب المعروف أعلى الدرعية وكان ابن دواس كمن فيها هو إخوانه خوفاً على عدوته فتلاقى الفريقان في الفيضة واقتتلوا وانهزم ابن دواس ومن معه والمسلمون في أثرهم حتى ظهرت عليهم عدوة ابن دواس التي صدرت من العمارية فلم يشعر المسلمون إلا وهم خلفهم فانكسروا وقتل منهم ثلاثة رجال . 

في عام 1160 وقعت وقعة دلقة وذلك أن أهل العيينة وأهل الدرعية وقراها وأهل منفوحة خرجوا في ربيع الأول وساروا إلى الرياض فانفلت رجل من أهل حريملاء يقال له أبو شيبة فانذر دهام فلم يهتم بالمسلمون إلا وهم مستعدون فصبحهم المسلمون في جوف البلد فلذا سميت وقعة دلقة فاقتتلوا قتالا شديد والتقى دهام هو وحمد بن محمد بن منيس وكان فتاكا فتقاتلا راجلين فضرب محمد دهام ضربات بالسيف حتى أتى موسى بن عيسى الرحيض إلى حمد من خلفه فقتله فكافأه دهام بعدها بقطع رجله ويده ونفاه إلى الدرعية وبقي ثلاثة أيام ومات .

في عام 1161 جرت وقعة البنية  وذلك أن عثمان بن معمر لما عاهد الشيخ محمد بن عبدالوهاب والأمير محمد بن سعود جعلوه على أهله أميرا فسار بالمسلمين من أهل العيينه وحريملاء ومعه عبدالعزيز ابن محمد بن سعود بأهل الدرعية وقراها وأهل ضرما وقصد الرياض فأتوها من شرقيها يمشون في وادي الوتر  حتى نزلوا بين العود والبنية ولم يقع ذلك اليوم قتال إلا رمي بالبنادق من بعيد وأصيب من أهل الرياض سليمان بن حبيب وأناس معه ودخل قلوبهم الرعب وقتل من المسلمين عبدالله بن عبيكة وابن عقيل فلما كان آخر اليوم سار المسلمون إلى منفوحة وأقاموا بها ثلاثة أيام يديرون الرأي في أمرهم فاتفق على المسير إلى الرياض ومكابرتهم ومنازلتهم فساروا إليه وافترقوا فرقتين فعمدت فرقة إلى صياح ودخلوه واستلوا عليه بعد شدة قتال وقتل من مشاهيرهم موسى بن عبدالقادر وقصد أهل حريملاء وأهل عرقة إلى مقرن ودخلوه ووصلوا إلى الظهيرة وكان جملة من أهل البلد اجتمعوا فيها عند قصر دهام فاقتتلوا ساعة فخرج إلى أهل حريملاء ومن معهم منهزمين وقتل نحو خمسة وعشرين رجلاً ثم ظهر دهام ومن معه وقصدوا من كان في صياح من المسلمين وهم متفرقون في البيوت والنخيل وجاءهم بغتة فحصل قتال شديد وانهزم المسلمون وقتل نحو عشرين ومن أهل حريملاء خمس وعشرين منهم محمد بن غنام ومحمد بن دواود ولما خرج المسلمون من البلاد اجتمعوا خارجها فهدموا جدران البنية والمربعة وقصدوا بلدانهم . 

وفي هذه السنة جرت وقعة الخريزة وهو موضع في الرياض وذلك أن عبد العزيز بن محمد سار بأهل الدرعية وقراها وأهل ضرما وسار عثمان بأهل العيينة حريملاء والأمير على الجميع عثمان وقصدوا الرياض ونزل صياح وخرج أهل الرياض فاقتتلوا قتالا شديدا وقتل من أهل الرياض ستة رجال وقتل من أهل العيين نحو عشرة ومن أهل الردعية ومنفوحة ستة وصرموا أربعة نخيل ثم رجعوا إلى بلدانهم  

وفي هذه السنة جرت وقعت البطين وذلك أن عثمان بن معمر سار بأهل العيينة وحريملاء وعبدالعزيز بأهل الدرعية وقراها وأهل ضرما فساروا إلى ثرمداء ونزلوا ورتبوا كمينا فلما أصبحوا  خرج أهل البلد فناشبوهم القتال فخرج لهم الكمين فولى أهل ثرمدا منهزمين وقتل منهم نحو سبعين رجلاً .

في عام 1163 جرت وقعة البطحاء في الرياض وذلك أن محمد بن سعود سر بجنوده ووصل المكان المعروف بباب المروة ومعه رجال مشهورون بالشجاعة منهم علي بن عيسى الدروع وسليمان بن موسى الباهلي ومحمد بن حسن الهلالي وعلي بن عثمان بن ريس وعبدالله بن سليمان الهلالي وإبراهيم الحر فخرج إليهم أهل الرياض ووقع قتالا شديدا وقتل من أهل الرياض سبعة رجال

في عام 1178 جرت وقعة الحاير وسببها أن العجمان لما قتل منهم وأسر منهم في وقعت قذله جدوا في المسير إلى نجران لأخذ الثار واستنقاذ الأسرى فاتوا صاحب نجران المسمى بالسيد حسن بن هبة الله فشكوا له ولسائر قبائلهم من يام واستصرخوهم بالمسير معهم وقتال المسملين فأقبل منهم جموع عظيمة فوصلوا الحاير وحاصروا أهله ومن كان عندهم من المسملين الذين أرسلهم عبدالعزيز بن محمد إليهم واستنفر عبدالعزيز جميع المسلمين فسار إليهم وهم على الحاير وكان وصول أهل نجران إلى الحاير عند إقبال عبدالعزيز وجنوده ففتح أهل الحاير باب قصرهم يظنون أنهم عبدالعزيز وجنوده وسبقته جنود النجرانيين واخذوا الحاير فأقبل عبدالعزيز بن محمد  بجنوده فوقع قتال شديد فراد الله الهزيمة والكسيرة للمسلمين فقتل منهم نحو خمسمائة رجل واسروا أسرى كثير ، فقتل من أهل الدرعية سبعة وسبعين رجلا ومن أهل منفوحة سبعون رجلا ومن أهل الرياض خمسون رجلا ومن أهل عرقة ثلاثة وعشرون رجلا ومن أهل العيينة ثمانية وعشرون رجلا  ومن أهل حريملاء ستة عشر رجلا ومن أهل ضرما أربعة رجال ومن أهل ثادق رجل واحد ن واسر من المسلمين مائين وعشرين رجلا .                                      

في عام 1185 وفيها غزى عبدالعزيز بن محمد معكال في الرياض فقتل منهم ستة رجال فلما بلغ بلدة عرقة وافق ابن دواس عاديا عليها بخيل وركاب فلما رأوه انهزموا فحث السير في أثرهم فعثرت فرس دواس ابن دهام في صفات الظهيرة التي بين عرقة والفوارة فأمسكه المسلمون وقتله عبدالعزيز . ثم  سار عبدالعزيز الى الرياض بجنود ونازل أهلها أياما عديدة وضيق عليهم واستولى على بعض بروجهم وهدم أكثرها وهدم المرقب وحصل بينهم قتال وفي منتصف ربيع الثاني سار عبدالعزيز بن محمد غازيا إلى الرياض فلما قرب من بلدة عرقة عارضة البشير بأن ابن دواس خرج من الرياض هاربا .

في عام 1133 جرت وقعة عظيمة في شعيب قليقل شمال الدرعية بين الترك بقيادة محمد علي باشا وأهل الدرعية وقتل عدة قتلى من الفريقين ثم إن الباش بعث خيلاً إلى بلدة عرقة وحصل فيها قتال شديد قتل من ألها نحو ثلاثين رجلاً وهربوا منها إلى الردعية واستولى الترك عليها وأشعلوا فيها اللنيران وتركوها ، وكان عبدالله ابن سعود قد أرسل إلى بلدة عرقة مائة رجل وجلسوا فيها ليحفظوا ثمرها ، فبعث محمد علي باشا خيلاً من الترك وطردوها ثم سار إليهم الباشا بعسكر كثير ومعه أمير أهل الرياض ناصر بن حمد العايذي ومعه عدة رجال من أهل الرياض وأهل منفوحة وأهل الخرج وغيرهم وكان الباشا لما طال عليه الحرب أشار عليه أناس من رؤساء نجد من الذين ساعدوه أن يبعث إلى أهل البلدان والنواحي وبأخذ من كل بلد رجالاً يقاتلون معه في الدرعية فبعث أليهم عسكراً ورجالاً ممن ساعده وأخذوا من كل بلد غزواً وساروا بهم إلى الدرعية ولما وصل الباشا إلى بلدة عرقة حاصر من فيها وضربهم بالقبس وأخرجهم بالأمان على دمائهم وسلاحهم وقصدوا الدرعية .

في عاد 1238 أقبل الإمام تركي بن عبدالله في شهر رمضان من بلدة الحلوة ومعه ثلاثون رجل ليس معهم سلاح وقصد بلدة عرقة فنزلها واستقر فيها ، وأول من ساعده وسار إليه حمد بن يحيى أمير ناحية الوشم ونلها واستقر بها ، ثم أرسل ابن عمه مشاري بن ناصر بن مشاري ابن سعود إلى سدير وكتب معه إلى سويد صاحب بلد جلاجل أن يقدم عليه بما استطاع من الرجال وآلة الحرب فركب إليه سويد ومعه رجال من أهل جلاجل وسدير والمحمل ومنيخ وفد على الإمام تركي في عرقة ، فلما قدموا عليه رفع راية الحرب وحشد بما عنده من الجنود وحارب الرياض ومنفوحة وفيها عسكر لمحمد علي باشا مصر مع أبي علي البهلولي المغربي نحو ستمائة مقاتل وفارس ودام الرحب بينهم وبينه ولم يلبث سودي ومن معه إلا مدة يسيرة ورجعوا إلى بلدانهم وبقي معه قلة فلما رحلوا من عنده سار إليه أهل الرياض وأهل منفوحة وعساكر الترك وحاصروه في عرقة أشد الحصار وصبر لحربهم صبراً عظيماً وجذوا أكثر ثمار عرقة وقطعوا بعض التخيل وذلك أول سنة 1239 ثمر رحلوا عنها وبقي الحرب على حاله ، هذا وأهل حريملاء وأهل ثرمداء وأهل الخرج له محاربون ولأهل الرياض مظاهرون . وفي هذه السنة  بقي الإمام تركي في بلدة عرقة محارباً أهل الرياض ومنفوحة وأهل الخرج وصاحب ضرما وثرمدا وحريملاء وباقي بلدان نجد يكاتبونه بلا متابعة ، ثم إن الإمام تركي عزم على أن يسطو على ناصر السياري في بلدة ضرما فقصده من بلد عرقة واخلف فيها عمر بن محمد بن عفيصان وليس مع الإمام تركي إلا قلة فدخل عليه في المسجد فوجده في سطحه وكان السياري بطل شجاع فلما عرف انه الإمام تركي وثب إليه وحصل بينهم صراع حتى سقط جميعاً من أعلى سطح المسجد ولم يفلته الإمام تركي حتى قتله واشتهرت هذه القضية في نجد .

في منتصف شهر  شوال من عام 1239 أقبل الإمام تركي من بلدة ضرما ومعه ثلاثون منهم ابن السياري فلما نزل بلد ثادق وكانت هناك فتنة عظيمة وقعت بين أهل سدير وثادق وجلاجل ، كتب إلى أهل سدير أنه من كان سامعاً مطيعاً فليسكن عن الرحب والفتنة ويقبل إلي ، فلما ورد عليهم رسوله وكتابه لم يسعهم إلا المتابعة والسمع والطاعة فركب إلهي جميع رؤساء سدير وبايعوه وتبعهم أهل المحمل وقدم الإمام تركي إلى سدير ودخل بلد جلاجل وبايعه أهلها ، ثم بايعه  أهل العمارية واخذ منهم خياماً وسلاحاً ودراهم وجدها بعد عسكر الترك ، ثم سار الإمام تركي إلى حريملاء وبايعه أهلها ثم سار وجنوده من حريملاء واستنفر أهلها وقصد منفوحة فنزل عليها ووقع في قلوبهم الرعب وطلبوا الصلح وخرج إليه أميرها إبراهيم بن سلامه بن مزروع وبايعه .

وفي عام 1240 رحل الإمام تركي بن عبدالله بجنوده من منفوحة وقصد الرياض وحارب أهلها ومعهم العساكر المصرية وحصل بينهم وقائع عديدة ثم أمر الإمام تركي جنوده بجذ ثمارها ودمروا زروعها ، ثم أقبل فيصل الدويش بجميع أعوانه فزعاً لأهل الرياض فرحل الإمام تركي بجنوده ونزل عرقة وأقام فيصل الدويش عند أهل الرياض أياماً ثم رحل عنهم فرجع إليهم الامام تركي وحاصرهم أشد الحصار ، فكتب أبا علي المغربي رئيس العسكر في الرياض إلى الإمام تركي يطلب الصلح فصالحه على أن يظهر من البلد بجميع جنوده ، ثم امر الأمام تركي ابن عمه مشاري بن سعود ان يدخل الرياض ويضبط البلد .

وفي عام 1257 وفي شهر شعبان عزم عبدالله بن ثنيان على المسير إلى الرياض  ، فسار بمن معه من الرجال من أهل الحاير وغيرهم وهم نحو ستين رجلاً وقصد بلد ضرما فسلموا له واستلحق البلدان الذي حوله من أهل ضرما  والعمارية وأبا الكباش فلما وصل الملقا وهو النخل المعروف أعلى بلد الدرعية نزل فيه وسار منه إلى الدرعية وقصد عرقة وكان الأمير حمد بن عياف قد جعل في عرقة رجالاً يحفظونها فدعاهم عبدالله فأبوا عليه  وحاربهم فأقبل سعد بن تركي الهزاني في سبعين رجلاً من أهل الحريق فقدم عليه رابع نزوله بلد عرقه فخرج من الرياض لنصرته ابن ثنيان في عرقة ضد الترك وأهل الرياض فوقع بينهم قتال ورجعوا إلى بلدهم فحاصر عبدالله بن ثنيان عرقة ودعاهم فأبوا عليه فزحف عليهم بجنوده وتسوروا الجدار فأخذوا البلد عنوة ونهبوا جميع ما فيها إلا أهل الصنع ( الظهيرة )  فإنهم امتنعوا على بعض أموالهم لأن بلدهم أقوى سور من سور بلدة عرقة فلما تم له الأمر كتب إلى أهل البلدان يدعوهم إلى مبايعته ونصرته .