تبدأ مرحلة البحث عن زوجة من قبل الأم والتي بدورها تبحث عن زوجة صالحة معروفة بتدبير شؤون المنزل وبنفس مواصفات الزوج التي يريدها ، بعد ذلك يأتي الخاطب وهو الذي يتوسط بين أهل الزوجة وأهل الزوج وإذا تمت الموافقة يأتي دور الأب بالاتصال وإتمام الاتفاقية ويكون ليلة العقد هي نفسها التي يتم فيها الزواج والطريف أن الزوجة لا تعلم بزواجها إلا ليلة العرس فتخاط لها ملابس العرس ويقال لها هذه ملابس أختك وكانت تدخل في غرفة شبه مقفلة بعد صلاة العصر في يوم العرس وتقف عند بابها امرأة يقال لها الربعية ولا تسمح إلا بدخول النساء من أهل العروس وإذا وصل العريس إلى الغرفة قال للربعية مرخوصة فتخرج منها وتجلس عند بابها لا تفارقها حتى الصباح وكانت الربعية ترافق العروس إلى بيت العريس وتبقى معها يوم أو يومين أو أكثر وذلك حسب تأقلم الزوجة مع زوجها ومن الربعيات المشهورات هويشله وبنت محمد ورويشده . كانت العقود تتم في المساجد والذي يملك هو في العادة إمام المسجد وعادة ما يقتصر الاحتفال على الوليمة التي تكون بعد صلاة العصر مباشرة ويليها تقديم الشاهي والقهوة وحتى يتمكن العريس من السهر ليلة المعهودة تم إعطاؤه قهوة واحدة في أول الليل والثانية في آخر الليل مع العود والطيب ويقدم العريس هديه لمن يصب له القهوة عبارة عن ريال فضة أو ذهب ، وتتضح ملامح التكافل الاجتماعي بين أهل عرقة في إحضار أهل الزوج والمدعوين من الأهل والجيران دلال القهوة والشاهي لإكرام الضيوف والشيء الأهم في هذا كله هو هدية أم وجدة العروس وكانت تسمى ( الفتاشه ) أما أم العروس فكانت تعطى الحيسات والذهب والمعاضد والخواتم ورشرش الذهب وتسمى الصباحة ، أما الزوجة فيقدم لها زوجها هدية تسمى الصباحية ، وهي عبارة عن ذهب أو مال ، وفي حالة لم تعجبه الزوجة يتركها عنده لمدة شهر ثم يعيدها إلى أهلها .
العيد
كان أهل عرقة كعادة أهل نجد يجتمعون بعد أداء صلاة العيد وكل بيت يخرج ما تجود به نفسه وفي العادة يكون صحن جريش أو قرصان أو مرقوق فيقوم الأهالي بفرش الفرش ووضع الصواني والصحون وبعد تجمع الأهالي وبعد السلام والتهنئة بالعيد يأكلون عيديتهم متنقلين بين الصحون والصواني ويشاركهم في ذلك عمال المزارع وفي العادة يكون لكل حي مكان للعيد فأهل الصنع والظهيرة لهم مكان للعيد وأهل القلعة لهم مكان معروف بالقرب من دروازة الباطن ، وبعد العيد تبدأ العرضة النجدية إلى قرب غروب الشمس ويحدث هذا في عيد الفطر والأضحى إلا أن عيد الأضحى لا يحرص بعض الأهالي على الخروج للعيد لانشغالهم بذبح الأضحية ولا زالت هذه العادة باقية حتى الآن .
الحوامه
وهي عادة يقوم بها الكبار والصغار قبل ليلة العيد وفي ليلة العيد ، حيث يقول الأطفال بالحوامة على البيوت لأخذ العيدية صباح اليوم الذي يسبق عيد الفطر ، يطرقون الأبواب منشدين :
عيدونا عادة عليكم جعل الفقر ما يدخل عليكم ولا يكسر رجليكم
فيعطيهم الأهالي ما يتوفر من حب وحلوى والذي لا يجد يعيدهم من عيدهم حتى ذهب مثل دارج بين الناس . أما الكبار فبعد إعلان العيد يطوف الشباب على البيوت لجمع الحطب من أجل إيقاد النار حول القرية تعبيراً عن الفرح بالعيد ، وعند الطواف على البيوت ينشد الشباب :
حفينا حفينا
والحصى كسر رجلينا
والحديدة تقرض
والجريش ينشنش
والتمر دخل علينا
بين الضحى والقايله
عطونا عسيب رطب
وإلا عسيب يابس
يدحر الشيطان براسه
نسوق الحمير وإلا نوقفه
فيقول أهل البيت وقفوه فينشد الشباب والأطفال :
عشاكم شط القاطر
ويدامه سمن ساكر
أم محمد تبله
والفاطر قفرة له
أو يقول أهل البيت سيقوه ، فينشد الشباب والأطفال :
ولدة حمارتكم
على سمادتكم
جابت طويل الظهر
شيالة عيبتكم
جعل الفقر يدخل عليكم
ويكسر يديكم ورجليكم
زكاة المزارع
في كل عام وبعد قرب نضوج التمر وفي موسم الحصاد يرسل أمير عرقة خمسة رجال منهم ابن حمود وابن نصار إلى المزارع لرصد نصاب الزكاة ويتم تسجيل نصاب الزكاة بالصاع لكل مزرعة على ورقة تسلم لأمير عرقة ، وحينما يبدأ موسم الحصاد أو خرف النخل يجتمع الأمير بأعيان أهل عرقة من أجل تحديد من يستحق الزكاة وتحديد نصاب كل أسرة فقيرة من الحبوب والتمر ومن ثم يعطى ورقة إلى صاحب المزرعة مبين فيها نصاب الفقير من الزكاة وفي العادة أن الزكاة توزع على أهل القرية فقط .
رصد الأهلة
ويتم فيها رصد الأهلة كل شهر وقد اشتهر بها فهد بن عثمان وحسين بن رشيد ، وكان لفهد بن عثمان أثنى عشر برجاً كل برج خاص بشهر يرصد من خلاله هلال الشهر وقد بنى هذه الرجوم فوق شعيب فهد بن عثمان .
المؤدنين
أبرز المؤذنين هم : خميس وعلي الرسيمي وفهد بن عثمان وفريج الفريج وإبراهيم بن فري ، وعبدالله المالك وناصر المالك وصالح بن مالك وعبدالعزيز بن مالك مؤذن مسجد السبيل و ناصر بن حسن الجريسي وسعد بن معيلي وعبدالعزيز بن معيلي مؤذن مسجد الطويلعه .
الأئمة
أبرز الأئمة هم الشيخ عبدالعزيز الرواف إمام وخطيب المسجد الجامع وكان قبله الشيخ عيسى بن مبارك بن ضعيان ، والشيخ محمد بن راشد الحسيني إمام مسجد الصنع ، والشيخ عبدالرحمن بن ناصر الجريسي إمام مسجد الطويلعة والشيخ عبدالرحمن بن ضعيان إمام المسجد عرقان
مكافحة الجراد
كان الجراد إذا نزل يأكل الأخضر واليابس حتى سعف النخل لا يبقي فيه شيء ، وكان الناس وأهل المزارع يكافحون الجراد بالنار وحفر الخنادق وتغطية أبار المياه بأخشاب وهدب الأثل حتى لا يقع الجراد فيها فتتغير رائحة الماء إلى رائحة نتنة ، وتتم مكافحة الجراد بطريقتين :
تتم مكافحة صغار الجراد بحفر خنادق في الأرض ثم يوجهون صغار الجراد ( الدبا ) إليها ، وأما كبار الجراد فيقوم المكافحون بإيقاد النار في المزارع من اجل طرد الجراد بواسطة الدخان وهم ينشدون :
جانا الدبا كتفان صايل يا رب عاونا عليه.
تكريب النخل
إذا انتهى الفلاح من صرم النخيل ووضع التمر في القوعة أو الرميله يأتي أناس يطلبون من الفلاح تكريب النخل ، حيث يتسلق كارب النخل النخلة ومعه محش يجمع التمر الساقط بين الكرب عند صرمه وفي بعض الأحيان يرفض الفلاح تكريب النخل ويقوم بها بنفسه .
تتبع حصاد البر ( الحصيدة )
إذا انتهى الفلاح من حصاد القمح يضعه في القوعة فيأتي أناس يجمعون ما تساقط من سنابل القمح في أشراب الماء وبين الحشائش .
تتبع القوعة
بعد حصاد القمح تتم عملية فصل حبوب القمح عن السنابل عن طريق الدياسة والتي تتم بالحمير ومن خلفها رجال معهم عصي يضربون سنابل القمح وهم ينشدون ، وبعد الانتهاء يجمع القمح ويكيس في خياش ، ثم يأتي أناس لمكان الدواسه يقومون بنخل التراب والتبن لالتقاط حبوب القمح المتبقية .
بيوت الذر ( القعس )
بعد نزول الأمطار ، تقوم مستعمرات الذر ( القعس ) بإخراج حبوب القمح والتي جمعتها من ما تساقط أثناء الدواسة خارج المستعمرة من أجل تجفيفه من الرطوبة التي أصابته بسبب المطر فيأتي الناس ومن شدة الجوع والضنك يلتقطون هذا الحب .
وادي حنيفة
كان وادي حنيفة يجري اغلب السنة وكان الناس يضعون الحجارة بين ضفتي الوادي للتنقل بينهما سواء على الأرجل أو الجمال .
المواصلات
يحتاج كثير من أهالي عرقة للذهاب إلى الرياض لشراء حاجاتهم الضرورية من حبوب وقهوة وهيل ، وكانت وسيلة النقل في تلك الأيام الجمال والحمير والكثير لا يجد ما يركبه فيسير على الأرجل مسافة تزيد على 12 كم إلى وسط الرياض في طريق غير آمن لكثرة قطاع الطرق وقد يضطر الرجل أحياناً لاستئجار احد قطاع الطرق من أجل الحماية يدفع له ما يتيسر وإلا تعرض للسرقة وربما القتل كما حدث لامرأة يقال لها فريجة وجدت مقتولة في منطقة يقال لها الخويشة كانت تنتقل من عرقة إلى الرياض على حمارها ومعها حاجات تريد بيعها في الرياض . ومن القصص أيضاً أن محمد بن عبدالله بن سليمان عنده بعير وإذا أراد الذهاب إلى الرياض وخوفاً من قطاع الطرق كان يستأجر مرافق ( جنب ) لحمايته وحدث أن اشترى بعير آخر فطلب المرافق له زيادة الأجرة فرفض محمد مما جعل المرافق يهدده بقطاع الطرق ولكن أصر على الرفض فكان يذهب لوحده بدون خوف لما أشتهر عليه من الشجاعة والقوة حتى قيل أنه يلحق بالبعير ويطرحه أرضاً .
سوق الجمعة
كان لأهل عرقة سوق كل يوم جمعة يبدأ بعد صلاة الجمعة يقع في مجلس المقصورة عند دروازة المقصورة ويتم فيه الحراج على الغنم وبيع كل المصنوعات الحرفية والحبوب وغيرها ومن أشهر السماسرة في سوق الجمعة عبدالله بن سيف البري .