جذع النخلة
كان مهمة الحصول على جذع نخلة صعب جداً في ذلك الوقت ، لحاجة المزارعين إليه في عملية تصدير المياه من الآبار إلى المزرعة وحدث ذات يوم جمعة أن سمع سعيد بن بيشان عن جذع نخلة في نخل الحميانية بعرقة سقط حديثاً ولا يزال رطباً فاستعان بجماعة من أهل قرية مجاورة لعرقة لحمل هذا الجذع ونقله إلى مزرعته بالعذيبات ( الوسيطا ) ، فحملوه من نخل الحميانية إلى خارج سور بلدة عرقة بالقرب من دروازة الباطن ووضعوه هناك ولم يستطيعوا حمله إلى مزرعة بن بيشان لثقل الجذع بسبب رطوبته فاعتذروا له وتركوه ولم يجد سعيد بن بيشان سوى أهل عرقة فاستعان بعبدالرحمن بن معيلي فقال له : " نجمع الأهل بضرب الطبل ولكن لا بد من استشارة أمير عرقة الشيخ حسن الهلالي " ، فذهب بن بيشان إلى الأمير وكلمه في الأمر فوافق الأمير وبدأ عبدالرحمن بن معيلي بضرب الطبل حتى تجمع الرجال من أهل عرقة ومعهم بعض الطبول فعرض عليهم بن بيشان الأمر فوافقوا فزعة له فحمل بعض الرجال جذع النخلة فيما الباقي يعرضون العرضة النجدية ويسيرون مع الجذع ومن التعبير عن قوتهم جلس إبراهيم بن رشيد وإبراهيم البريدي على جذع النخلة والرجال يحملونه وهم يفردون بالطبول وما إن انتهت العرضة ( الشيلة ) الأولى إلا وهم عند الجزيع ، فعرضوا الثانية وما انتهوا منها إلا عند نخل ابن دغيثر ، ثم واصلوا العرضة وحمل الجذع دون توقف حتى وصلوا إلى نخل سعيد بن بيشان في العذبيات ووضعوا جذع النخلة على ( الزرانيق ) ، فوق القليب ثم ركبوا الأنباع والغروب والدراج والأرشية ولم يذهبوا حتى تم تصدير الماء من القليب فشربت البهائم وتم سقي النخل وبعدها ذبح سعيد بن بيشان لأهل عرقة ذبيحتين وعشاهم وعادوا إلى القرية في نفس الليلة .
ريادة الجراد
كان أهل عرقة كغيرهم يأكلون الجراد لضيق ذات البين ، والجراد عادة ما يتواجد في فصل الشتاء ، ويتم رصد مواقع نزول الجراد بعد صلاة العصر وعند غروب الشمس ففي هذا الوقت يتم معرفة مكان نزول الجراد خاصة عند مغيب الشمس وهو عادة ما يكون بأحد الشعاب القريبة من عرقة ، وفي العادة ينطلق من لديه معرفة بمكان نزول الجراد مشياً على أرجلهم للبحث عنه من بعد صلاة المغرب وصيده ثم يأتون إلى عرقة بعد العشاء فيقف من رصد الجراد على مكان مرتفع ويصيح بأعلى صوته ( يا جرادة ، يا جرادة ) ، فيأتيه الناس ثم يحدد لهم مكان الجراد فينطلقون إلى الشعاب لجمع الجراد في أوعية مصنوعة من سعف النخل تسمى القفة وقد يضطرون أحياناً إلى ملأ ثيابهم ثم تفرغ في الخياش ولا يأتون بيوتهم إلا قرب الفجر ، والجراد في المساء ومع شدة البرد يسهل صيده فهو منهك من البرد وقد اشتهر بريادة الجراد شبيب بن دخيل وسليمات الخريش وهما محل ثقة أهل عرقة في الريادة
ندخن مع من دخن
مرت سنين كثيرة على أهل عرقة وهم في فقر وجوع شديد ، وكان أهل البيت يعانون من الجوع ولا يسألون الناس إلحافاً بل يتعففون من سؤال الناس وطلب المعونة وكان من عادة أهل عرقة أن يكون العشاء بعد صلاة العصر إلا المزارعين فيكون موعد العشاء بعد صلاة المغرب ، ومن عادة أهل عرقة أن البيوت جميعها يظهر منها الدخان الناتج عن إشعال نار من أجل الطبخ حتى من تلك البيوت التي لا تجد ما تطبخ وذلك لإيهام الجيران أن أهل البيت يطبخون .
وحدث ذات مرة أن اجتمع نسوة في أحد البيوت ، فسألت امرأة تكنى بأم الحميدي وهي أم محمد بن ناصر الرسيمي وهي منيرة بنت سعد البريدي صاحبة المنزل عن حال بيتها مع الجوع فقالت " ندخن مع من دخن " ، كناية عن أن بيتها يوقد النار ولكن لا يوجد طعام للطبخ ، فما كانت من أم الحميدي إلا أن أحضرت لها صاع من تمر وقليل من الدقيق .
المدرس صابر
حدثت هذه القصة في عام 1372 ، حيث كان يدرس في مدرسة عرقة مدرس مصري اسمه صابر صادق يدرس اللغة العربية وكان يسكن في قري عرقة الواقعة شرق عرقة عند محرقة الحصى في غرفة مع رجل لبناني مسيحي وكان عبدالرحمن بن شبيب وهو طالب وفي نفس الوقت فراش للمدرسة يذهب كل صباح لإحضار هذه المعلم على حمار يأخذه من مزرعة الرواف ومن ثم يعيده بعد الظهر إلى بيته وكان هذا المدرس يخاف من الحضور لوحده . ومن الطرائف أن هذا المدرس سأل طالباً عن مضارع لفعل دخل ، فتحير الطالب ولم يجد إجابة والمعلم يعيد له السؤال وفي الأخير جاءت الإجابة أن مضارع دخل هو خرج
من الطرائف أن الأستاذ صابر كان إذا جاء إلى عرقة صباحاً رأى كبار السن في أحد مجالسهم خلف السور عند دروازة الإمام تركي بن عبدالله في جلسة تسمى المشراق ، وفي العصر يراهم عند جالسون عند مدي الشقارى يتشمسون أيضاً فقال فيهم : " هذه أمة شماسة يلحقون الشمس أينما ذهبت " .
كوع رقبة الجمل
في السابق كان الناس يسقون مزارعهم عن طريق الآبار ويستخدمون الحمير والجمال في رفع الماء من الآبار وهو ما يسمى بالسواني ، حتى دخلت مكائن المياه وأول من أدخلها إلى عرقة عبدالرحمن الرواف وهي من نوع رستم قوة 13 حصان ، ثم بدأت تنتشر هذه المكائن في مزارع عرقة ، فاشترى ناصر الجريسي وسعد البريدي مكينة من هذا النوع شراكة بينهم لسقي أربع مزارع اثنتان لناصر الجريسي وهي سهلة ومزرعة في الحميانية ولسعد البريدي مزرعة في الغيلاني وأخرى في الطويلعة ، وحدث ذات يوم في صبيحة يوم من شهر رمضان أن تعطل كوع رقبة الجمل وهي ماسورة على شكل قوس يركب عند مكينة رفع المياه ، بسبب خروج الماء منه وبذلك لا يمكن للمكينة أن ترفع الماء ، فتم فك الكوع ، ورأى عبدالله البريدي أن ينتظرون إلى صباح الغد حتى تأتي سيارة البريد من الدرعية وكان يقودها ابن عبد ربه وهو من عائلة المشيقح ، والتي في العادة تنقل البرسيم إلى الرياض لبيعه هناك لصالح المزارعين فتنقلهم إلى مقيبرة بوسط الرياض ، لكن عبدالعزيز الجريسى رفض وقال لابد أن نذهب بها اليوم ، فأخذوا الكوع وهو يزن ما يقارب 15 كيلو وذهبوا به إلى الرياض سيراً على الأقدام ، مرة يمشون ومرة يركضون وهم صيام ، يتعاقبون على حمله لمسافة تزيد عن 12 كم ، حتى وصولوا إلى محل مكائن المياه مشهور في الرياض ، فاشتروا جديد ورجعوا به إلى عرقة يحملونه متعاقبين على حمله يسيرون فترة ويركضون فترة حتى وصلوا إلى عرقة في أول الضحى ( الساعة العشرة صباحاً ) ، وركبوا الرقبة ولكن المكينة لم تشتغل فلا زال الماء يخرج من الكوع ، فعادوا به إلى الرياض مرة أخرى يسيرون فترة ويركضون فترة ، ويتعاقبون على حمله حتى وصولوا المحل قبيل صلاة الظهر حيث كان صاحب المحل يهم بقفل محله فبدله لهم ثم عادوا به مرة أخرى إلى عرقة سيرا على الأقدام وهم صائمين ووصلوا قبل صلاة العصر تقريباً وركبوا الكوع فشغلوا ماكينة المياه وبدأ الماء يتدفق ومن شدة الجوع والظمأ والتعب ألقى عبدالعزيز الجريسي وعبدالله البريدي أنفسهم في البركة . الطريف في الأمر أن عبدالله البريدي وعبدالعزيز الجريسي في ذلك اليوم كانوا يشتغلون في مزرعة عبدالرحمن الشويعر يحصدون البرسيم في الليل وبعد صلاة الفجر يحصدون البرسيم في مزرعة عبدالله البريدي المسماة بالطويلعة.
الشيح ابن ريس
الشيخ بن ريس نفها الملك عبدالعزيز إلى عرقة بسبب معارضته لدخول غير المسلمين إلى الرياض ، وقد وفد إلى عرقة مع أخته وسكن في بيت هيا بنت حسن بن عثمان وكان يلقي الدروس ويحدث الناس خارج المسجد الجامع ضحى كل يوم ، ويذكر انه قال يوماً " والله يا أهل عرقة إن طال بكم العمر سترون مجاري تنزل عليكم من عند غار محمد ، وغار محمد يطل على الفيضة ( ملك آل رصيص ) والتي تقع جنوب عرقة وقد تحقق كلامه فكان حي السفارات !! .
أمانة سعد البريدي
كان الفلاحين يأخذون الحبوب والتمر مقايضة في الذمة ويزرعون ويسقون ثم يحصدون وبعد الحاصد تتم الدياسة هي عملية فصل الحب عن السنابل يقوم بها الرجال ومن خلفهم الحمير يضربون السنابل بالعصي وينشدون ، ثم يذرون الحب في الهواء ثم يقومون بتنظيف الحب لوحده والسنوف لوحده وهو ما بقي من قمح في السنابل .
كان سعد البريدي رحمه الله من الحريصين علة تنظيف القمح والتمر ولقط السنوف وتنقيته من الحصى ويقوم بنخله بالمنخل حتى يبقى القمح صافي بدون شوائب وكل هذا من أجل الكيل حتى لامه البعض لحرصه الزائد على تنقية القمح قائلاً : " تقوم بتنظيف الحبوب عشان ما يكايل في الصاع " ، فرد عليه : " أنا أبو محمد بيظهرني الله على نيتي " ، وقد عرف عنه رحمه الله حرصه على تنظيف الطريق بين بيته والمسجد الجامع القديم حتى لا يكون به شوك أو حجر كبير .
بقرة منيرة
اتفق محمد بن ناصر الرسيمي وعبدالله بن ناصر الجريسي على شراء عجلة من امرأة كبيرة في السن بسعر 900 ريال من أجل ذبحها ، وعندما علمت هذه المرأة بنية المشترين بذبحها ، ذهبت لرجل معروف وطلبت منه بيع هذه العجلة في الرياض على أن يأتي إليها بعد صلاة الفجر ولما حضر محمد الرسيمي وعبدالله الجريسي إلى هذه المرأة لدفع المال وأخذ العجلة أخبرتهم أنها باعت العجلة وقالت لهم : " ما أبيكم تذبحون عجلتي " .
ضريبة الجهاد
كان الملك عبد العزيز يفرض ضريبة جهاد على من لا يريد الجهاد وهو قادر ، وقد فرض على كل رجل من أهل عرقة لا يريد الجهاد ريالين في السنة ، فشق ذلك على الناس فذهب عبدالله المرشد إلى الملك عبد العزيز على حمار ، وذكر له أن أهل عرقة فلاليح فقراء لا يملكون قيمة الضريبة ولا يقدرون على الجهاد حتى يوفروا لقمة العيش لأهلهم ، وذكر للملك عبدالعزيز قصة رجل كان إذا اشتري رأس غنم يقوم بتحسيس الرأس قبل دخوله عرقة في منطقة تسمى الثلمة خوفاً من أن يشم أحد الرائحة ، فضحك الملك عبدالعزيز وألغى الضريبة على أهل عرقة .
الطلاب المغتربين
بعد وفاة الملك عبد العزيز 73 هـ حكم الملك سعود وتولي مديرية التعليم الملك فهد ، وكان أنذاك في عرقة مدرسة ابتدائية تدرس حتى الصف الخامس فقط والنظام المعتمد من مديرية التعليم لا يسمح بفتح فصل للصف السادس لأن العدد قليل ، فدارت مباحثات بين أمير البلد محمد الرواف وبعض الأهالي مع مديرية المعارف لكنهم رفضوا فتح صف سادس والأولى أن ينتقلوا إلى الرياض ويدرسون كطلاب مغتربين ، فهناك سكن مهيأ لهم بالإضافة توفير الأكل المجاني وإعطائهم مكافأة شهرية قدرها 150 ، وقد انتقل الطلاب الخمسة إلى الرياض وسكنوا في السكن المخصص في شارع الوزير ودرسوا في المدرسة الأهلية وكان مديرها يدعى عبد الله الطويل ومساعده سليمان الدغيري ، وكان المشرف على السكن سليمان الطويل وعبد الرحمن أبو بكر ومن ضمن الوجبات التي نقدم للطلاب المكرونة والمهلبية وكان طلاب عرقة لا يحبون المكرونة ويسمونها سرو معارض . يبقى الطلاب في المدرسة الداخلية من السبت حتى الأربعاء ثم يعودون إلى عرقة الخميس إلى الجمعة وفي الغالب يذاكر الطلاب دروسهم في الجامع الكبير والطلاب المغتربون الخمسة هم :
محمد بن ناصر الرسيمي
عبد الله عبد الرحمن الرواف
ناصر محمد العولا
عبد الرحمن بن شبيب
إبراهيم بن عثمان العثمان
عبد المحسن صالح الجريسي
من الطرائف أنه في عام 1375 اضطر ناصر الرسيمي للانتقال من عرقة والسكن في شارع العطايف حتى يبقى بجانب ولده محمد فهو لا يريد له أن يبقى في السكن الداخلي .
كتيبة المجاهدين
في عهد الملك عبدالعزيز انظم مجموعة من أهل عرقة إلى فوج المجاهدين في اللواء الثالث عشر التابع للحرس الوطني في عدة كتائب منها :
المجاهدين في غونان
وكان يرأس كتيبة أهل عرقة في غونان إبراهيم بن ضعيان ( أبو عيسى ) وكان يسمى رئيس الخبره ، ومعه عشرة من أهل عرقة منهم :
حمد بن عبدالله بن ضعيان
حمد بن شبيب بن دخيل
إبراهيم بن عثمان بن سعد بن عثمان
إبراهيم بن حمد بن مبدل
محمد السايح المعروف بأبو عبيد
عبد العزيز بن سعد بن معيلي
سعود بن جمهور
عبدالرحمن بن ناصر الجريسي
كان فوج المجاهدين وعددهم يقارب الخمسمائة رجل من شتى قرى نجد يسكنون في خيام نصبت لهم في الشميسي بالرياض وبقوا فيها حوالي خمس سنوات ثم انتقلوا إلى منفوحة بالقرب من الخزان وبقوا هناك حوالي سنتين ، ثم انتقلوا إلى شارع الريل عند مصنع الببسي وبقوا هناك ما يقارب السنتين .
كان فوج المجاهدين ينقل من مكان إلى مكان حسب الظروف الأمنية ، فبعد وفاة الملك عبد العزيز رحمه الله انتقلوا إلى غونان بين بقيق والظهران ونصبوا خيامهم في النفود بالقرب من سكة حديد الريل ومهمتهم تفتيش الركاب وجلسوا هناك ما يقارب الشهرين وكان الراتب الشهري مائة ريال ، وقد طلبوا زيادة الراتب دون فائدة وكانوا يكاتبون أمير بقيق فهد بن مليلم من أهل المزاحمية ، وكان رئيس الفوج محمد بن منيعير من أهل القويعية .
بعد عودة الفوج من المنطقة الشرقية استقر في الشميسي وفي عام 1374 للهجرة وحدث وأن حاصر مجموعة من أهل بريده مقر الإمارة وكان الأمير أنذاك يدعى ابن بتال ، فأخبر عبدالعزيز وسليمان الشبيلي الفوج بأنهم سينتقلون في اليوم التالي إلى القصيم ، وبعد عصر ذلك اليوم استقل الفوج سيارات من نوع دوج صفراء اللون وعددها سبعة عشر سيارة ومعهم خيامهم وأغراضهم وسافروا إلى القصيم ونصبوا خيامهم في النفود أمام قصر الإمارة وعندما وصلوا القصيم كانت المشكلة قد انتهت فجلسوا في القصيم سنتين .
يروي لنا عبدالعزيز المعيلي ( أبو خالد ) ، أنه هو وأبو عبيد استأذنوا رئيس أهل عرقه في الفوج وهو إبراهيم بن ضعيان يوم الخميس بعد صلاة العصر للرجوع إلى الرياض ، فأذن لهم على أن يعودوا صباح يوم السبت لأن ستصرف الرواتب وسيكون هناك تفتيش ، وبعد صلاة عصر يوم الخميس سار عبدالعزيز وأبو عبيد على أرجلهم مسافة ساعة حتى موقف سيارات ( الباشتير ) والتي ستنقلهم إلى الرياض بأجرة خمسة ريالات . بعد انتهاء الإجازة أراد عبدالعزيز بن معيلي الرجوع إلى القصيم مع أبو عبيد فرفض أبو عبيد الرجوع بحجة انه استأذن من أبو عيسى أربعة أيام فعزم عبدالعزيز على الرجوع إلى القصيم لوحده ، وكان أبو خالد يسكن في بيت في الظهيرة أجرته فقط إصلاح ثلاثة أخشاب مكسورة في المجلس ، اشترى أبو خالد ثلاثة مرابيع من عبدالله البريدي بقيمة 25 ريال وأصلح عبدالعزيز الجريسي سقف المجلس مجاناً .
قفل أبو خالد باب بيته بالمفتاح ودفنه أسفل الباب وبعد صلاة فجر يوم الجمعية سار أبو خالد قاصداً القصيم ، وسالكاً طريق الوادي ، يمشي فترة ويركض أخرى ، من الدرعية إلى العمارية ثم إلى العيينه ثم إلى سدوس ، حتى وصل مرات بعد الظهر حوالي الساعة الثانية ، فقصد مطعماً فيها يقدم المرقة مع الخبز والشاي ، فتغدى ثم واصل السير ماراً بمنطقة يقال لها النظيم اشتهرت بالسباع ولكن الله سلمه ، بعد منتصف الليل وصل منطقة يقال لها الربيعية وهي قريبة من القصيم فبات عند رجل كبير السن يسكن في بيت بسفح جبل ، بعد أصر عليه بالمبيت وأعطاه بطانية مرقعة لم يستطع أبو خالد النوم بسبب الحشرات وعند صلاة الفجر أيقضه الرجل وصليا معاً ثم قدم له القهوة وصحن به أربع تمرات لم يأكلها أبو خالد مع معاناته من شدة الجوع حياءاً من الرجل وأيضاً لأن التمر كان يابساً ، وعند الصباح أكمل أبو خالد المسير حتى وصل إلى مكان الفوج ضحى يوم السبت .
المجاهدين في حائل
كان يرأس كتيبة أهل عرقة في حائل ابن عبدالواحد وكان يسمى رئيس الخبره أو منصوب ، ومعه من أهل عرقة :
حمد بن عبدالله بن مالك
عبدالله بن محمد بن معيلي
عبدالعزيز بن محمد بن عيسى
إبراهيم بن فرج الفرج
محمد بن عبدالله بن سليمان بن راشد
عبدالرحمن بن سعدد بن مرشد
ومن القصص المشهورة والتي حدثت لهم أن رئيس المجهادين ابن عبدالواحد كان يقتر على المجموعة ولا يعطيهم ما يحتاجونه من قهوة وهيل وشاي وغيرها فدخل عليهم عبدالعزيز بن عيسى في مكتبه طالباً من أن يمدهم بالمؤن الكافية فرفض ابن عبدالواحد بحجة أن المؤنة قليلة فاشتد النقاش حتى رفع محمد بن عيسى البندقية يريد ضرب ابن عبدالواحد بكعب البندقية فخاف ابن عبدالواحد وأعطاهم ما يريدونه وأعجب من شجاعة ابن عيسى فكان دائماً ما يرسله للمهمات الصعبة . ومما يذكر أن عبدالعزيز بن عيسى وعبدالله بن سعيد شاركا في حرب اليمن مع الملك فيصل رحمه الله .
المجاهدين في المجمعة
شارك اثنين من أهل عرقة في كتيبة المجاهدين المرابطة في المجمعة وكان أمير المجمعة في ذلك الوقت ابن سعيد وكان يسمى رئيس كتيبة المجاهدين بالخبره أو المنصوب ، ومعه من أهل عرقة :
إبراهيم بن عبدالرحمن بن معيلي
محمد بن موزان
ومن القصص المشهورة التي حدثت لأهل عرقة أن أهل المجمعة كانوا لا يسمحون للبدو الرحل أن يقيموا في شعاب وأودية المجمعة من أجل الرعي فهذه المراعي مخصصة لأهل المجمعة فقط ، فحدث أن جاء بدو رحل فأقاموا في أحد الأودية يرعون الغنم والإبل فاشتكي أهل المجمعة لأميرها ابن سعيد فأرسل لهم إبراهيم بن معيلي ومحمد بن موزان من أجل أن يرحلوا عن المجمعة وأمهلهم عدة أيام فلم يرتحلوا ، ثم عادوا إليهم وأمهلوهم عدة أيام فلم يرحلوا ، عندها أمر أمير المجمعة إبراهيم بن معيلي أن يخرجهم بالقوة فلما قدم عليهم ابن معيلي اخذ يقلع أطناب احد بيوتهم فغضب احدهم واخذ عامود الخيمة يريد ضرب ابن معيلي ، ولكن ابن معيلي من قوته وشجاعته سحب عامود الخيمة منه وضربه بها على رأسه فسقط على الأرض والدماء تنزف منه فتجمع عليهم أهله من رجال ونساء وعلى الصياح ولكن إبراهيم بن معيلي ولشجاعته لم يصب بالخوف مثل محمد بن موزان فنادى بأعلى صوته محمد بن موزان طالباً أن يحمل الرجل المصاب إلى البعير لينقله إلى الرياض وقال لأهله إن مات في الطريق سنقبره وإلا سنذهب به إلى الملك عبدالعزيز لينصفنا منه ؟! ، ولكن أهل البادية أبوا ذلك فعالجوا المصاب واصطلحوا مع بن معيلي ثم ذبحوا لهم ذبيحة وواعدوهم بالخروج من المجمعة .
ومن القصص أيضاً أن إمام جامع في المجمعة مرض وأخبر أمير المجمعة ابن سعيد أنه لا يستطيع أن يخطب الجمعة ، فبحثوا عن إمام يخطب فيهم الجمعة فلم يجدوا أحداً إلا رجل في حرمة فذهب إليه ابن معيلي وابن موزان من اجل إحضاره إلى المجمعة ولكنه رفض بحجة انه يسكن مع زوجته ولا يستطيع أن يتركها لوحدها ، فرجعا إلى أمير المجمعة واخبراه بما حدث ولكنه أصر على حضوره وقال لهم احضروه بالقوة ، فعاد ابن معيلي وابن موزان إلى حرمة وأحضروا الرجل بالقوة ولكنه طلب أن ترافقه زوجته وابنه فوافقوا على ذلك .
الشعر والشعراء
اشتهر من شعراء عرقة علي بن دوخي وكان له قصائد مشهورة لا زالت تغني في العرضات النجدية وفي السامري . ومن الشعراء أيضاً صالح بن دوخي وناصر بن محمد الرسيمي وعبد العزيز الهلالي وقد قال قصيدة يكفر فيها من لبس العقال فغضب عليه الملك عبدالعزيز وسجنه وصادر نخله ثم أعاده له ثم هاجر خارج عرقة ، ومن الشعراء أيضاً حسين بن رشيد ومحمد بن قاسم وله قصيدة مشهورة قالها في ابنه الذي توفي صغيراً وكانت من الأهازيج التي تنشد أثناء الدياسه مطلعها :
عزيز يا بارق يا نور صدري اللي سرى بالغداري يقتدي به
ومن الشاعرات أم عبدالواحد المرداس ( تويمه ) ، ونورة بن حسين بن رشيد .
أما من الشعراء الجدد فقد برع الشاعر سلمان بن عبدالله البريدي وعبدالرحمن بن محمد القاسم وعبدالله بن عبدالرحمن الجنوبي .
العنز صميعة
كانت لأم عبدالواحد المرداس ( تومية ) عنز صغيرة وحيدة سمتها صميعة وكانت ترسلها مع غنم لأهل عرقة مع ثلاب بن جمهور من أجل الرعي وفي يوم من الأيام عدى ذيب على غنمة تويمه وأكلها فأخبر ثلاب توميه عن ما حصل لغنمتها ( صميعة ) وفي صباح اليوم التالي جاءت تومية إلى ثلاب قبل أن يذهب بالغنم إلى الرعي فقالت شعراً :
ثلاب يا مشكاي علامك ما تـقتل الذيب اللي ذبح صمعيـة ونثر دمها
وراه ما راح لابن رواف شوق الرعابيب عنده ثمان كل ما أصبح تلاها
وقيل أن ثلاب قتل الذيب اللي أكل صميعة واحضر رأس الذيب لتويمه .