عرقة مدينة تاريخية قديمة عرفت قبل الإسلام وهي تقع غرب مدينة الرياض وعلى مساحة أكثر من 12 كم متر ، وأول من سكن عرقة هو عدي بن حنفية الذي يرجع نسب بني حنيفة إليه وهم الذين سكنوا اليمامة ، ومما يذكر التاريخ أن خالد بن الوليد رضي الله عنه والذي حارب المرتدين في عهد خلافة أبو بكر رضي الله عنه قد دخل قرى نجد عنوة إلا عرقة فدخلها بعد أن صالح أهلها ؟! ويشير الطبري إلى أن خالد بن الوليد لما فرغ من حرب المرتدين أقام في أحد أودية بلدة عرقة يسمى الوبر وهو المعروف الآن بوادي أوبره . وعرقة هي مركز إمارة قديم مستقل يتبع مباشرة أمارة مدينة الرياض وتتكون عرقة من منطقة تاريخية لا زالت آثارها باقية حتى الآن ، ومنطقة حديثة تتمثل في المخططات الجديدة ، بالإضافة إلى شعاب وأودية مثل شعيب أوبير والمهدية و وبره الذي يصب في وادي حنيفة ، وبلدة عرقة حالياً نالت حضها من التطوير فيوجد بها دوائر حكومية مستقلة تخدمها تتكون من بلدية ومركز شرطة وكتابة عدل وهيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكتب بريد ومركز خدمة اجتماعية ، كما يتوفر فيها مدارس حديثة للبنين والبنات لجميع المراحل التعليمية بالإضافة إلى روضة أطفال ، ودارين لتحفيظ القرآن النسائية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم للبنين في مختلف المساجد يشرف عليها مركز إشراف خاص تابع لمدينة الدرعية .
على الرغم من أن عرقة مدينة تاريخية إلا أنها لم تنل حظها في كتب التاريخ إلا بشكل مختصر كما ورد في معجم البلدان لياقوت الحمودي وتاريخ نجد لابن بشر وغيرها على الرغم من وجود آثار تدل على قدم هذه القرية لعل من أبرزها وجود خمس مقابر قديمة تتجه القبور فيها نحو بيت المقدس :
المقبرة الأولى تقع غرب المقبرة الحالية وهي مسورة .
المقبرة الثانية تقع في نخل آل قريش في الغريب الكبير .
المقبرة الثالثة تقع في مكان يسمى النجلة .
المقبرة الرابعة تقع في شعيب شنان .
المقبرة الخامسة تقع في منطقة قديمة تسمى غبار قريبة من سد وادي حنيفة .
مقبرة القدس
لعل وجود هذه المقبرة شاهد على قدم بلدة عرقة فاتجاه المقابر فيها ليست إلى القبلة كما هو المعتاد بل هي متجهة إلى بيت المقدس مما يدل على أن عرقة كانت قرية مسكون قبل ظهور الإسلام ، وتقع هذه المقبرة شمال المقبرة الرئيسية بعرقة وهي على مساحة صغيرة قياساً للمفبرة الرئيسية وهي ممتدة بمحاذاة الجبل و محاطة بسور بعد أن كانت في السابق مكشوفة وقد سورت بعد أن أرادت البلدية توسيع طريق المقبرة الرئيسية فظهرت آثار عظام على جانب الطريق .
سبب التسمية
عرفت عرقة بأسماء كثيرة منها عوقة أو العوقة والربقة ، وقيل أن سبب تسميتها عرقة يرجع إلى مسجد قديم جنوب المقبرة الحالية يسمى مسجد عرقان بناه رجل صالح يسمى عرقان يعتقد أنه من أهل العراق لذلك عرف المسجد باسمه ، ولهذا المسجد قصة تاريخية غريبة !!! فقد كان هذا المسجد وقبل دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب تقام فيه طقوس وشعائر شركية حيث كان الناس يأتون إليه بدعوى أن الدعوة مستجابة فيه أو للتقرب إلى الله بأوليائه الصالحين لوجود قبر خارج المسجد يقع غرب المسجد من جهة المحراب ؛ قيل أنه قبر عرقان بالإضافة إلى وجود شجرة كبيرة جنوب المسجد وقريبة من المحراب كانت تقدس كما يوجد معبد النار بجانب تلك الشجرة ، وبعد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله قام أبناء القرية بقطع الشجرة وهدم المعبد ، وكان بعض أبناء القرية يطلبون العلم عند الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الدرعية ، حيث ينفر طائفة منهم لطلب العلم في أول النهار وهم ستة رجال ويبقى الآخرون من أجل حماية القرية من أي عدوان وبعد عودة هؤلاء الرجال إلى القرية آخر النهار وبعد صلاة المغرب والعشاء ينقلون ما تعلموه إلى باقي الأهل ، ومن الطرائف كما رواها أحد كبار السن عن آباءه أن أحد طلاب العلم من أهل عرقة وهو في الطريق عائداً إلى عرقة بعد انتهاء الدرس وقبل أن يصل إلى عرقة تفكر في قول الله تعالى ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ، عاد إلى الشيخ ليستفسر منه عن الآية وقابله قبل صلاة المغرب فأمره الشيخ بأن يصلي ثم يتعشى عنده ، ثم سأله الشيخ : هل تدري أنك ستتعشى معي أم لا ؟ وهل ستصل إلى عرقة أم لا ؟ فزاده هذا الشرح إيماناً وعاد إلى القرية وفسرها لأهله وجماعته رحمهم الله جميعاً .
حدود عرقة
من الشمال : مزرعة الشيخ ابن اسحاق الذي تلي مزرعة طلال بن عبدالعزيز واعلي قري عرقة ومسجد آل حسن .
من الشرق : الثلمه والخويشة ( حي السفارات حالياً ) ، و و أعالي شعيب أبو رفيع ومساييل أبو رفيع التي هي مقر جامعة الملك سعود .
من الغرب : مساييل المغتره .
من الجنوب : شعيب والمهدية و شعيب أوبير وشعيب أوبره .
أمراء عرقة
محمد بن عبدالعزيز الهلالي
عبدالعزيز بن محمد الهلالي
عبدالله بن حمد الهلالي
حسن بن حمد الهلالي
محمد بن عبدالعزيز الرواف من تاريخ 1364 هـ
الخدمات التعليمية
بدأت مسيرة التعليم الذكور في عرقة عام 1369 للهجرة وبلغ عدد الطلاب في ذلك الوقت 17 طالباً في حين بلغ في عام 1406 حوالي 243 طالباً ، أما الإناث فقد بدأت مسيرة التعليم عام 1386 للهجرة وبلغ عدد الطالبات في ذلك الوقت 88 طالبة وارتفع إلى 199 طالبة عام 1406 للهجرة ، واليوم يوجد في عرقة ستة مدارس حكومية لمختلف مراحل التعليم الذكور والإناث .
الصحة
افتتح أول مركز صحي عام 1385 للهجرة في مبنى شعبي قديم في حي القلعة ، وكان به طبيب واحد ومضمد وصيدلي واثنان من المستخدمين ، وقد وصل عدد المراجعين لهذا المركز عام 1406 حوالي خمسة وستون مراجعاً يومياً .
البريد
افتتح أول مركز بريد في عرقة عام 1386 للهجرة وكانت مهمته إيصال واستلام الرسائل البريدية الأهلية والحكومية .
الكهرباء
دخلت الكهرباء إلى عرقة عام 1386 وشملت جميع مباني عرقة الصالحة للسكن عبر شبكة هوائية باستخدام الأعمدة الخشبية .
الهاتف
في عام 1399 دخلت الخدمة الهاتفية إلى عرقة وبلغ عدد الخطوط الهاتفية 300 خط هاتفي بالإضافة إلى كبينة هاتفية أنشأت عام 1403 للهجرة .